السودان: من يلجم دعاة الحرب؟

فيديو حميدتي ضجت به الصحافة والفضائيات والخبراء لدرجة أنه قد أنساهم الحرب العبثية نفسها!! والكل يتفلسف في الحديث عن "الذكاء الاصطناعي"، برغم أنّ الخطاب عادي جدًا سواء كان صناعيًا أو زراعيًا.

لكن إذا كان حميدتي "ميت" منذ شهور.. فمعنى ذلك أنّ قوات الدعم السريع لديها خبراء في التخطيط العسكري وفنون العمليات مثلما للجيش أيضًا بدليل أنهم لا يزالون يخوضون العمليات بالعاصمة المثلثة… أو أنّ حميدتي اصلًا يعتبر كقائد أعلى (إداريًا) طالما أنّ خبراءه العسكريين يديرون هكذا معارك ولمدة ثلاثه شهور ونيف في المدن الثلاثة.

المهم حاليًا هو التركيز على أهمية إنجاح مفاوضات جدة، وللعلم فان المفاوضات تتم حاليًا بين الطرفين وأنّ المسهّلين يراقبون… فلماذا توقفت؟ وما هي النقاط العصيّة حتى يعلم شعبنا بما يحدث.

وهل الطرفان عملا إحصائية لخسائر الشعب السوداني الحالية، كم بلغت وكيف يمكن تعويضها وأين ذهبت المنهوبات... بل أين تمّ دفن قتلى الطرفين؟

أليس هناك من يلجم حجرًا لدعاة استمرارية الحرب الذين يعيشون في دعة من العيش بالخارج وشعبنا لا يجد حتى الدواء والسكن؟

وهل نحن كشعب ملزمون بالخنوع لإعادة إنتاج ثلاثين سنة جديدة بكل سوءاتها وبنتائجها والتي كانت نهايتها هو تشتت الشعب السوداني وتدمير بنية البلد.. وإن انتقد الناس ما يجري يصفونهم بالخيانة والعمالة والارتزاق؟ وهل هناك عمالة وارتزاق أكثر من شحن أولادنا إلى اليمن وقبض الدولارات المشحونة جوًا بالطاىرات؟ وتوريط الجيش والدعم في معارك الموت المجاني والعالم يتفرج.

إنّ التفكير الايدولوجي الذي يفكر به مشعلو الحرب في الجيش والدعم معًا ومنذ سنوات عديدة "لا يمثلني"، لأنّ الاثنين لا يصلحان لحكم هذا الشعب الراقي النبيل وهذا البلد الجميل.

إحسبوها صح واستغفروا الله في شعبكم، وعلى الداعمين للحرب من جماعة الإعلام والصحافة أن يضعوا في بالهم أنهم ذات يوم لن يجدوا "طفاية النار".. صدقوني.

("الراكوبة) السودانية

يتم التصفح الآن