صحافة

"المشهد اليوم"... وقف النار رهن "الرد الإسرائيلي" ونتنياهو يحاول العرقلة

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع حالة من الترقب لإمكانية الوصول إلى إتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة "حماس"، فيما تتواصل المجازر الإسرائيلية في القطاع، بالتزامن مع إصدار جيش الإحتلال أوامر إخلاء لعدد من الأحياء مثل التفاح والبلدة القديمة والدرج "بشكل فوري"، في حين أفيد بأنّ مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز سيزور العاصمة المصرية القاهرة، في الساعات المقبلة، في إطار الجهود الأميركية لدفع المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.

في هذا السياق، أكد مسؤولان في حركة "حماس"، أنها تنتظر ردًا إسرائيليًا على اقتراحها لوقف إطلاق النار، فيما أفاد مسؤول فلسطيني مطّلع على المداولات الجارية بشأن وقف إطلاق النار، بأنّ هناك محادثات مع إسرائيل عبر وسطاء قطريين وقال: "ناقشوهم في رد حماس ووعدوهم أن يعودوا برد خلال أيام". في حين أكد أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" أنّ القدرات البشرية للقسام "بخير كبير"، مضيفًا أنّ المقاومة تمكّنت خلال الحرب الإسرائيلية على غزّة من تجنيد آلاف العناصر الجدد "من صفوف الإسناد، وهناك آلاف آخرون مستعدون وبدافع كبير للالتحاق متى لزم الأمر".

وفي المقابل بدأت مؤشرات عرقلة اتفاق وقف النار تلوح من تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي شدد في بيان على أنّ أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة يجب أن يتيح لإسرائيل "مواصلة القتال حتى تتحقق أهداف الحرب"، معتبرًا أنّ الاتفاق يجب أن "يمنع تهريب الأسلحة إلى حماس عبر الحدود بين غزة ومصر"، ويجب ألا يسمح لآلاف المسلحين بالعودة إلى شمال غزّة.

في هذا الإطار، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنّ مسؤولين أمنيين وسياسيين إسرائيليين تلقوا بيان نتنياهو بـ"ذهول"، في ظل "توقيته الإشكالي"، وذلك في "إحدى اللحظات الأكثر حسمًا في ما يتعلق بفرص إطلاق سراح الأسرى كجزء من صفقة محتملة مع حماس"، واعتبر مسؤول أمني أنّ "نتنياهو أصدر البيان بهدف التقليل من قيمة وأهمية المداولات المقررة".

وتزامنًا خرج آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع، صباح الأحد، في ذكرى مرور 9 أشهر على هجوم 7 أكتوبر، عبر تنظيم سلسلة مظاهرات بدأت في الصباح الباكر في مثل ساعة هجوم "طوفان الأقصى" أمام منازل كل من نتنياهو، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، و18 وزيرًا في الحكومة. في وقت اعترضت النيابة العامة الإسرائيلية على طلب نتنياهو تأجيل إفادته، في إطار محاكمته بمخالفات فساد خطيرة، إلى آذار من العام المقبل، وأبلغت المحكمة المركزية في القدس بأنها تطلب أن يقدّم إفادته حتى موعد أقصاه مطلع تشرين الثاني المقبل.

وعلى مستوى الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، فتواصل القوات الإسرائيلية اقتحاماتها لمختلف مناطق الضفة، حيث اقتحمت المناطق الشرقية لمدينة نابلس، لتأمين حماية المستوطنين خلال اقتحام قبر يوسف، ما أسفر عن اندلاع مواجهات عنيفة واشتباكات مع مقاومين. بينما هاجم مستوطنون ملثمون أطراف قرية برقا شرق رام الله، الأحد، وأحرقوا مركبة أمام أحد المنازل، قبل الفرار من المكان، في حين وضع آخرون منزلًا متنقلًا فوق أراضي الفلسطينيين في مسافر يطا، جنوب الخليل، وشقوا طريقًا استيطانية في أراضي قرية حوسان غرب بيت لحم.

أما على جبهة جنوب لبنان، فأعلن "حزب الله" أنه هاجم بمسيّرات مركز استطلاع تقني وإلكتروني إسرائيليًا في جبل حرمون، شمال مرتفعات الجولان المحتلة. حيث تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن أنّ صفارات الإنذار دوّت في مناطق في الجليل الأسفل لأول مرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة. بينما أسفر إطلاق صاروخ مضاد للدبابات أمس الأحد على مبنى في قرية "زرعيت" القريبة في الشمال الإسرائيلي من قرية "النبي روبين" الفلسطينية، عن إصابة أميركيين، أحدهما بجروح خطيرة.

تزامنًا، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ الجيش سيواصل قتال "حزب الله"، حتى لو توصلت إسرائيل إلى هدنة في قطاع غزّة. وأضاف: "حتى لو توصلنا إلى اتفاق بخصوص الرهائن، وآمل بشدة أن نتمكن من التوصل إليه في الجنوب، فلن يكون ذلك ساريًا هنا" (على جبهة الشمال)، ما لم يجرِ التوصل إلى اتفاق مع "حزب الله".

على هذا الصعيد، أوضحت صحيفة "الجريدة" الكويتية أنه "في لبنان، لا يزال هناك تضارب في قراءة المسارين السياسي والدبلوماسي حول إمكانية توفير ظروف وفرص نجاح الصفقة، فهناك تفاؤل لكنه حذر ومشوب بالكثير من العقبات التي قد يخرجها نتنياهو في سبيل العرقلة، وبحسب التقديرات اللبنانية فإنّ هناك مهلة أسبوعين أمام الوصول إلى هذه الصفقة، أما بحال عدم الوصول فستنتقل إسرائيل إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وحينها لا بد من مراقبة تداعيات ذلك على الجبهة اللبنانية".

من ناحيتها، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يخرج عن أي من قوانين الصراع، وتداعيات نتائج أي صراع، حيث لا يستطيع المهزوم أن يفرض سياسته ورؤيته على المنتصر، بل إن المنتصر هو الذي يفرض نتيجة انتصاره على المهزوم، فكيف يستطيع نتنياهو أن يفرض اليوم التالي وهو ما زال يواجه الإخفاق والفشل".

كذلك رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنه "أصبح من الصعب أن تطبّق إسرائيل تصوراتها وحلولها المثالية على الواقع في غزّة، وأي تفكير إسرائيلي في مستقبل غزّة أصبح معقدًا وتفاصيل الخطوات الإسرائيلية أصبحت مرتبطة بشركاء إقليميين ودوليين، ولن تتمكن إسرائيل من تمرير أفكارها فتصوّراتها حول مستقبل غزّة بعيدة عن الواقع ما لم تكن هناك خيارات تدفع بموجبها إسرائيل ثمنًا سياسيًا مجزيًا يمكنه تحقيق الاستقرار الفعلي وإلا فخيارات الصراع مستمرة كما يقول التاريخ الفلسطيني".

بدورها، لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "التطورات الجديدة حول ملف مفاوضات الهدنة في غزّة وصفقة تبادل الأسرى تشي بإمكانية حدوث انفراجة بشأن التوصل إلى اتفاق بعد الرد الفلسطيني الذي وُصف بأنه "إيجابي" ما لم تدخل المناورات والألاعيب الإسرائيلية مجددًا على الخط لإفشال كل هذا المسار لحسابات سياسية وشخصية باتت معروفة للعالم أجمع".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن