واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إرتكاب جيش الإحتلال، السبت، مجزرة جديدة في غزّة، مستهدفًا خيام النازحين في مواصي خانيونس، جنوبي القطاع، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى. حيث زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ الغارة استهدفت القيادي في "كتائب القسام" محمد الضيف، ونائبه رافع سلامة. الأمر الذي نفاه القيادي في "حماس" سامي أبو زهري، محذرًا من أنّ "ما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة في ظل الدعم الأميركي والصمت العالمي"، ولافتًا إلى أنّ هجوم خان يونس يُظهر أنّ إسرائيل غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
في هذا السياق، أكد نتنياهو المؤكد في ضوء المعطيات السابقة والراهنة، التي تصب في إطار كونه يناور ولا يريد التوصل إلى إتفاق وقف إطلاق نار. بحيث جدد إصراره على "الخطوط الحمراء" التي كان قد وضعها سابقًا، من أنّ "الحرب ستنتهي فقط بعد تحقيق جميع أهداف إسرائيل". وتزامنًا، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مصريين أنّ محادثات غزّة توقفت حتى يُثبت الجانب الإسرائيلي جديته.
وإذ أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، اتصالات مع الوسطاء ودول إقليمية، من أجل القيام بما يلزم مع الإدارة الأميركية وغيرها لوقف هذه المجازر بحق الشعب الفلسطيني. توالت ردود الفعل العربية والدولية المستنكرة لهذه المجزرة، بينما شددت دول مجلس التعاون الخليجي على مواقفها الداعمة للعمل العربي المشترك، بشكل عام، والمناصرة للقضية الفلسطينية، بشكل خاص، إدراكًا لأهمية العمل الجماعي والتضامن العربي.
على صعيد متصل، أعلنت محكمة العدل الدولية أنها ستبدي رأيها في العواقب القانونية التي تترتب عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، في 19 يوليو/تموز الجاري، وسط تخوف إسرائيلي من أنّ رأي المحكمة سيؤدي إلى زيادة الضغوط السياسية على تل أبيب، بسبب حربها المدمرة والمستمرة على قطاع غزة.
وعلى مستوى التطورات في الضفة الغربية المحتلة، أقدمت قوة من الجيش الإسرائيلي على اقتحام مدينة البيرة، كما اقتحمت قوات أخرى مخيم عقبة جبر قرب مدينة أريحا شرقي الضفة. في حين وقعت مواجهات بين مقاومين فلسطينيين وجيش الإحتلال في مخيم شعفاط وحي راس خميس، شمال شرقي القدس، بالتزامن مع تمركز قوة من الجيش الإسرائيلي أيضًا قرب قرية فقوعة قضاء جنين.
من ناحية أخرى، شنّت إسرائيل خلال الساعات الأخيرة هجومًا جديدًا على الأراضي السورية حيث قٌتل عسكري وأصيب ثلاثة آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف عددًا من المواقع العسكرية في محيط دمشق وأحد الأبنية السكنية في داخل المدينة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" نقلاً عن مصدر عسكري فجر اليوم.
في هذا السياق، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "ما يتسرّب من مصادر على علم بفحوى المفاوضات، جميعها مجمع على أنّ نتنياهو غير راغب بالتوصل لاتفاق حول إتمام صفقة التبادل ويتمسّك بفرض شروط لم تكن موجودة أصلًا في خطة بايدن، مدّعيًا أنّ الظروف التي دفعت "حماس" إلى التراجع عن مواقفها السابقة، يجب استغلالها لإجبارها على مزيد من التنازلات".
بينما اعتبرت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين، ستُحدِث لديه نتائج عكسية، وسيتمكَّن أبطال المقاومة ومعهم الشعب الفلسطيني برمته وكل من شارك في هذه المعركة من قريب أو بعيد من تحقيق النصر المبين".
من جانبها، رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنه "أمسى من الضرورات المُلحّة القصوى، قيام العرب، بدءًا من هذه المرحلة، التي يمكن تسميتها بـ"مرحلة ما بعد غزة"، بوضع استراتيجية سياسية محكمة، ذات شقين؛ قطري وقومي، لتقوية الذات العربية، تقوية حقيقية سليمة، تمكن هذه الأمة من دخول العصر، وضمان مستقبل أجيالها، ومواجهة التحديات فادحة الخطورة، بفعالية ونجاح".
كما شددت صحيفة "الوطن" القطرية على أنّ "القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية وجميع الشرفاء في العالم، ومن هذا المنطلق يأتي موقف قطر الداعم والثابت تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وحهودها الدؤوبة في العمل على تخفيف المصاعب التي يواجهها الشعب الفلسطيني حتى يسترد كافة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف".
بدورها، أشارت صحيفة "الراي" الكويتية إلى أنه "لا نهايةَ في الأُفق للعدوان الصهيوني المروّع الذي يستهدف البشر والحَجر في فلسطين المحتلة، فقد استشهد ما لا يقل عن 38,000 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، كما جرح ما يقارب 87,000 آخرين. أما من نجا من آلة التدمير هذه، فقد كان هدفًا مباشرًا للأمراض والأوبئة نتيجة لتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية، لا سيما في مدينة رفح وسط تحذيرات من انتشار مرض الكوليرا البكتيري المعدي بين السكان".
(رصد "عروبة 22")