صحافة

"المشهد اليوم" ... التوصّل إلى إتفاق يتعلق بغزة يخيف نتنياهو

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار اتساع رقعة الحرب بشكل موسّع في المنطقة، بعد التطورات الأخيرة في اليمن وعلى مستوى جبهة جنوب لبنان. في ظل حالة من الترقب لنتائج زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، بالرغم من عودة الحديث عن إمكانية الوصول إلى إتفاق يتعلق بغزة في الأيام المقبلة.

وفي حين أفادت قناة "سي إن إن" الأميركية بأنه من غير المؤكد عقد لقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم الثلاثاء المقبل، كما كان مخططاً. أوعز نتنياهو بإرسال فريق تفاوض يوم الخميس المقبل، إلى قطر، لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار في غزة، في حين أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين أن "هناك انخفاضاً كبيراً في الخلافات مع حماس بشأن صفقة التبادل"، مرجحاً أن يجري التوصّل إلى صفقة خلال الأسبوعين القادمين. كما رأى وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، أن "هناك فرصة محدودة للتوصّل إلى اتفاق لإعادة المختطفين من غزة"، مضيفاً أنه "حتى لو كانت هناك انقسامات، إلا أن الأجهزة الأمنية تدعم نتنياهو في مهمة استعادة المختطفين".

في السياق، تظاهر العشرات من عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة داخل مطار بن غوريون بمدينة تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة. بينما أصدر الجيش الإسرائيلي، الأحد، إخطارات استدعاء للتجنيد لألف من أفراد طائفة اليهود المتشددين (الحريديم). في حين، أعلنت وزارة الصحة في غزّة ارتكاب الجيش الإسرائيلي، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، أربع مجازر ضد العائلات في قطاع غزّة وصل منها إلى المستشفيات 64 شهيدًا و105 إصابات.

على مستوى التطورات الإقليمية، عبّر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي عن سعادة جماعته بالمواجهة المباشرة مع إسرائيل وأميركا وبريطانيا، وتوعد باستمرار التصعيد البحري ضد السفن ومهاجمة إسرائيل، وأعلن أن الهجوم بالطائرة المسيرة على تل أبيب، الجمعة الماضي، هو بداية المرحلة الخامسة من التصعيد. بينما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مذكرة للصحافيين، أنه يشعر بقلق بالغ إزاء التقارير الواردة حول الغارات الجوية الإسرائيلية التي وقعت في محيط ميناء الحديدة في اليمن، رداً على الهجمات الحوثية السابقة على إسرائيل. في حين أشارت القيادة الوسطى الأميركية إلى أن "قواتنا دمرت خلال الساعات الـ24 الماضية 4 زوارق مسيّرة للحوثيين في البحر الأحمر".

وبينما ندّدت وزارة الخارجية التركية، الأحد، بـ"أكاذيب" و"قلة احترام" من جانب إسرائيل على خلفية اتّهامات أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بشأن ضلوع تركيا في "توفير أسلحة وأموال "لحركة "حماس". أشارت إلى أن "وزير الخارجية الإسرائيلي يحاول التستر على جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين بسلسلة من الأكاذيب والافتراءات وقلّة الاحترام".

في السياق، كشف مصدر مصري رفيع، لـ القاهرة الإخبارية"، أن "لا صحة للتسريبات الإسرائيلية بوجود اتفاقات أو تفاهمات مع "إسرائيل" بشأن محور فيلادلفيا".

فيما يتعلق بالتطورات بالضفة الغربية المحتلة، ذكرت مصادر محلية فلسطينية أن مقاومين استهدفوا بالرصاص الحي طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في سماء مخيم بلاطة بالضفة الغربية المحتلة. بينما هدم الجيش الإسرائيلي منشأتين تجاريتين وجرف أرضاً تعود لفلسطينيين في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة. في وقت أقدم مستوطنون على التعدي على متضامنين أجانب كانوا يساعدون مزارعين فلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم ونقلهم لتلقي العلاج. كما أفيد عن اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم الدهيشة في بيت لحم، حيث اندلعت اشتباكات مع شبان المخيم. وفي بيت لحم أيضاً، تم الإعتداء على الأهالي خلال اقتحام جورة الشمعة جنوبي المدينة.

وفي حين أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إزالة القيود على استخدام الطائرات الحربية في الضفة الغربية، وإصدار أوامر للجيش الإسرائيلي للقضاء على الكتائب المسلحة فيها. رأت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز أن رأي العدل الدولية قد يلزم دول الأمم المتحدة بالكشف عن قائمة مواطنيها المقيمين بفلسطين المحتلة بشكل غير قانوني خاصة أنهم يرتكبون جرائم ضد السكان، معتبرة أنه يجب محاسبة المستوطنين العنيفين في أراضي فلسطين المحتلة. بينما وصف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش سعي الولايات المتحدة لفرض عقوبات ضده على خلفية توسيع النشاط الاستيطاني بالضفة الغربية المحتلة بـ"الضربة القاتلة للسيادة الإسرائيلية".

على مستوى جبهة جنوب لبنان، حيث يستمر التصعيد بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، أكد مصدر نيابي، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن نتنياهو، الذي يستعد للتوجه في الساعات المقبلة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، وإلقاء خطاب أمام الكونغرس الأميركي، يسعى إلى فرض أمر واقع في الجنوب لتحسين شروطه، سواء بالتفاوض غير المباشر مع "حماس" للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة، أم من خلال الوسيط الأميركي المكلف بتهدئة الوضع في جنوب لبنان. في وقت أعلن الجيش اللبناني أنه "في إطار الاعتداءات المتكررة على لبنان من جانب العدو الإسرائيلي، أُصيب برج مراقبة للجيش في خراج بلدة علما الشعب، ما أدّى إلى تعرّض عسكريين لجروح متوسطة، وجرى نقلهما إلى أحد المستشفيات للمعالجة".

من جانبها، لفتت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أنه بينما تكشف مصادر دبلوماسية غربية عن بروز مساعٍ أميركية لتكريس قواعد اشتباك حول الوضع في اليمن ومنع التصعيد، تؤكد المعلومات أن قنوات التواصل الإيرانية ــ الأميركية قد تفعّلت بعد استهداف الحديدة بشكل متسارع وعبر قنوات متعددة، وبينها قنوات مباشرة بهدف تخفيف حدة التوتر.

في هذا السياق، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أن الهجوم الذي شنه الحوثيون وسط تل أبيب، عبر طائرة مسيرة، والرد الإسرائيلي السريع على ذلك، بقصف أهداف حيوية في اليمن منها ميناء الحديدة، ينذر بتصعيد خطير في المنطقة، خاصة إذا ما استمر الطرفان في تبادل الهجمات وتوسيع نطاقها إلى النقطة التي تدفع أطرافاً أخرى إلى الانخراط في صراع، تفاداه الجميع بكل السبيل منذ بداية حرب غزة في أكتوبر الماضي.

بينما اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أن ما يحدث على الصعيد الإقليمي، في الفترة الحالية، يعود في المقام الأول إلى الإجراءات التصعيدية التي تتخذها أطراف عديدة، وتسعى من خلالها إلى تنفيذ أجندات خاصة بها تتوافق مع حساباتها ومصالحها، رغم أن ذلك ينتج ارتدادات عكسية تؤدي إلى عرقلة الجهود التي تبذلها قوى أخرى معنية بدعم الاستقرار في المنطقة، من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار.

ولفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أن السلام المستدام في غزة يعتمد على محاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية، وتجنب الإفلات من العقاب التي تحاول بمراواغاتها المستمرة الوصول إليه، إلى جانب إخضاع تل أبيب للقانون الدولي والمحاكمة العاجلة، موضحة أن إسرائيل تستهدف في حربها الحالية البنية التحتية لغزة التي أصبحت تحيطها ظروف سيئة، وبالتأكيد سيقود ذلك على المدى الطويل إلى مخاطر وفوضى ليس على الفلسطينيين فحسب بل على بقية دول المنطقة.

وأوضحت صحيفة "البيان" الإماراتية أن التصعيد المتبادل بين الحوثيين وإسرائيل، يشكل خطراً يصعب السيطرة عليه، ويصعب تحجيم اتساعه في المنطقة، معتبرة أن اتساع هذه العمليات، ينذر بانفلات عمليات الضرب والضرب المضاد، وخروج حالة الفعل ورد الفعل، إلى حالة انفلات خارج السيطرة، قد تدفع بعناصر تدخّل مباشر، سواء من جانب إيران وروسيا من ناحية، أو دول تحالف الناتو من ناحية أخرى.

ورأت صحيفة "الشرق" القطرية أن العمل من أجل ضمان الحفاظ على الاستقرار والسلم الإقليميين، يتطلب بذل المزيد من المساعي الحميدة في إيجاد حلول عادلة وعملية، للعديد من الأزمات والصراعات بالطرق السلمية والدبلوماسية، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفقا لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن