صحافة

"المشهد اليوم"… مفاوضات "الفرصة الأخيرة" ونتنياهو يتمسك بمطالبه

تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم الإتصالات والمساعي لتوفير ظروف إنعقاد جولة المفاوضات الجديدة في القاهرة وتفكيك العقد التي تحول دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بإعتبارها تمثل "الفرصة الأخيرة" قبل دخول المنطقة في منعطف جديد.

ويبدو أن الضغوط الأميركية لم تفلح حتى الساعة في لجم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يستمر في المراوغة وتفخيخ المفاوضات لإستكمال حربه على القطاع وذلك من خلال رفع سقف الشروط، لجهة الاصرار على التمسك بممر فيلادلفيا "لمنع إعادة تسليح حماس وعدم السماح لها بتكرار الفظائع التي ارتكبت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز" عن مكتب نتنياهو.

وفيما أشارت المعطيات إلى أن اجتماع التفاوض في القاهرة تأجل إلى يوم الأحد المقبل، تحدثت "وكالة تسنيم الإيرانية" عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى طهران لإقناعها بتأجيل جديد للرد الإيراني ومنح المفاوضات الوقت الذي تحتاجه.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية لفتت إلى وصول وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة يحمل معه خريطة محدّثة تمثل الموقف النهائي لإسرائيل. في حين نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول إسرائيلي قوله "سنواصل القتال لتحقيق أهدافنا سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا".

بدورها، أشارت صحيفة "هآرتس"، في تقرير لها، إلى أن الانطباع لدى الاستخبارات الإسرائيلية، هو أن "حزب الله" أكثر إصراراً من إيران للرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر في الفترة القريبة، وأن جهاز الأمن يستعد لسيناريوهات مختلفة، من بينها محاولة الحزب استهداف قواعد الجيش الاسرائيلي في شمال ووسط البلاد.

على صعيد متصل، شهدت الجلسة الشهرية التي عقدها مجلس الأمن، الخميس، بشأن الوضع في الشرق الأوسط، دعوات من قبل مسؤولين ومبعوثين أمميين إلى وقف إطلاق النار في غزة. وطرح السفير الفلسطيني رياض منصور مقترح الهدنة الانسانية المحصورة بتلقيح أطفال غزة، منعاً لتفشي فيروس البوليو المسبّب للشلل، وذلك بعد تسجيل أول حالة شلل أطفال في القطاع.

إلى ذلك، تترافق حالة المراوحة السياسية مع ضراوة ميدانية وتطورات عسكرية. ففي اليوم الـ322 للحرب على غزة، واصل الجيش الاسرائيلي ارتكاب المجازر واستهداف الأحياء السكنية في وسط القطاع وشماله. كما اقتحم البلدة القديمة بنابلس ومخيم طولكرم ما أدى الى استشهاد 3 فلسطينيين. 

واعتقلت قوات الاحتلال 25 فلسطينياً في الضفة الغربية خلال الساعات الأخيرة. وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، الى ارتفاع حالات الاعتقال الى 10,200 حالة في الضفة، منذ بدء العدوان في غزة.

لبنانياً، أعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول إلى 564 قتيلاً و1848 جريحاً، فيما نزح أكثر من 110 آلاف شخص.

وضمن جولة الصحف اليوم:

أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنه رغم تأكيدات وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، بأن واشنطن عازمة على إنجاز اتفاق لوقف النار في غزة خلال أيام، فإن الشواهد كلها تؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيفعل المستحيل لتعطيل هذه الرغبة الأميركية، معتبرة أنه لن يبقى إلا إصرار العرب على ضرورة الإسراع في وقف المجازر الإسرائيلية، من خلال كل أدوات الضغط التي يمتلكونها، وللعلم فإن هذه الأدوات موجودة ويمكن تفعيلها.

ولفتت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أن المجتمع الدولي بات مطالباً بالضغط على الاحتلال، لوقف سياسة التهجير القسري الذي أصبح منهجية معتمدة لدى الاحتلال، ليجعل من كل بقعة في قطاع غزة غير آمنة وغير صالحة للسكن.

واعتبرت صحيفة "اللواء" اللبنانية أن تقدُّم المساعي لتجنُّب إنزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، لا يعني توقف الإشتباكات المتصاعدة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، في إطار حرب إستنزاف لن يستطيع العدو الصهيوني تحملها طويلاً، موضحة أن المرحلة صعبة بلا شك، والمطلوب نزول الجميع عن الشجرة، والوقوف صفاً واحداً، والتضامن معاً بمواجهة مخاطر العدوان.

وأوضحت صحيفة "عكاظ" السعودية أن الولايات المتحدة تسعى مع حلفائها مؤخراً لتقريب وجهات النظر بين "حماس" وإسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الأسرى، ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه: وماذا بعد؟ هل تنتهي المشكلة هنا؟، معتبرة أن القضية ستظل كالبركان الموشك على الانفجار في أي وقت طالما أن جذور المشكلة قائمة، وتتعمد إسرائيل دوماً -بل وتتفنن- في سياسة خلط الأوراق لانتقاء ما يصب في مصلحتها واستبعاد ما لا تريده.

وأشارت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أن وجهات النظر اللبنانية تتضارب، بين من يعتبر أن التصعيد سيبقى محدوداً ومضبوطاً ومدروساً على قاعدة الضربات التي تحصل ويمكن أن تتكثف أو يتوسع نطاقها قليلاً، وبين من يستعيد تجارب سابقة مع الإسرائيليين الذين قد يستغلون الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لرفع منسوب المواجهات، ولتحقيق أهداف يعتبرون أنهم بإمكانهم تحقيقها بالاستفادة من وجود القوات الأميركية الذي لا يزال مبهماً بالنسبة إلى كثيرين، لا سيما الذين يستبعدون اندلاع حرب كبرى.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن