صحافة

"المشهد اليوم"... إسرائيل تدكّ "الضاحية" وتصفي قيادة "الرضوان"لبنان دخل مرحلة مفصليّة والحلول الدبلوماسيّة "مؤجلة"

تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم التطورات الدراماتيكية على الساحة اللبنانية التي دخلت مرحلة مفصليّة شديدة الخطورة بعد الغارة الجوية الإسرائيليّة التي استهدفت الضاحية الجنوبيّة لبيروت وأدت الى مقتل قائد منظومة العمليّات الخاصة في "حزب الله" وعضو المجلس الجهادي ابراهيم عقيل وآخرين لم يتم الاعلان عنهم رسمياً بعد، وذلك بعد تقارير اعلامية عن أن تل أبيب وبناء على معلومات استخباراتية قامت بتوجيه "ضربة دقيقة" الى اجتماع عسكري رفيع المستوى كان يُعقد في الطابق السفلي للمبنى وضم شخصيات بارزة في وحدة "الرضوان".

وفي حين أكد "حزب الله" رسمياً مقتل عقيل في ساعة متأخرة من مساء أمس، تواصلت عملية رفع الأنقاض في محيط المبنى المستهدف. وفي حصيلة غير نهائية أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن إستشهاد 15 شخصاً على الأقل بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 70 بجروح 8 منهم في حالة حرجة وفقدان 17 شخصاً.

وإذ يتوقع أن ترتفع أعداد الضحايا بسبب الدمار الهائل الذي خلّفته الضربات الإسرائيليّة في منطقة تُعرف باكتظاظها السكاني. توالت ردود الفعل العربية والدولية المستنكرة والمنددّة بما جرى وسط مخاوف حقيقيّة من أن المنطقة في مرحلة شديدة الخطورة والحساسية مع استمرار التصعيد الاسرائيلي والفراغ في الادارة الاميركية التي تنتظر انتخاباتها الرئاسية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

بدوره، حذّر مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة طارئة عقدها في نيويورك، من التصعيد المتفاقم عقب تفجيرات أجهزة الاتصال التابعة لـ"حزب الله" في لبنان والغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، داعياً جميع الأطراف إلى "ضبط النفس".

وعلى وقع تهديدات سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون بشن هجمات جديدة ضد الحزب، حذر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن تل أبيب تدفع نحو حرب بالمنطقة، وفق وسائل إعلام إسرائيلية. فيما شدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون من "مخاطر امتداد الصراع الإقليمي وتصعيده ما قد يجرّ سوريا إلى صراع أعمق".

بالتزامن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إرسال حاملة طائرات وفرقاطات عسكرية أميركية إلى المياه الإقليمية في شرق المتوسط. بينما واصل "حزب الله" عملياته العسكرية في الجنوب حيث أعلن عن قصف مقر للاستخبارات العسكرية المسؤولة عن "الاغتيالات" في قاعدة ميشار بصليات بصواريخ الكاتيوشا.

من جهة آخرى، ارتفعت حصيلة الشهداء في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 716 شهيداً، وتزامن ذلك مع تنفيذ قوات الاحتلال حملة اقتحامات واعتقالات واسعة في مناطق مختلفة بالضفة. أما في قطاع غزة، فقد استشهد ما لا يقل عن 44 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، في مجازر إسرائيلية جديدة.

وفي جولة الصحف اليوم:

رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن "الأمور تسير إلى حرب شاملة، وهذا الذي يرغب فيه نتنياهو الذي تتحكم بتصرفاته الرغبة في صنع أمجاد شخصية، ويحيط نفسه بشخصيات تسير على أهوائه، لذا فمن غير الوارد احتواء الوضع، لأن صنّاع القرار في إسرائيل غير راغبين في ذلك، حتى لو نتج مصرع أسراهم في غزة، أو توسع الحرب وسقوط مئات القتلى في إسرائيل..".

من جهتها، نقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية عن مصادر سياسية إعتقادها "أن مرحلة التصعيد العسكري بدأت ومؤشراتها برزت منذ يوم الثلاثاء مع تفجيرات الأجهزة اللاسلكية واستكملت أمس بغارة استهدفت قياديين من حزب الله"، مشيرة إلى أنه "أمام الاصرار على المواجهات المفتوحة، فلا مكان لأي جهود ديبلوماسية وأرض الواقع تعكس ذلك". ولفتت إلى أن "مسألة الحرب الشاملة ليست دقيقة، لكن التصعيد في العمليات الحربية من طرفي النزاع متوقع بنسبة كبيرة".

وأشارت صحيفة "الأنباء" الكويتية الى أن "احتمالات وقف التصعيد في لبنان مرهونة بعوامل عدة، أبرزها ربط حزب الله الهدوء على الجبهة اللبنانية بوقف العدوان على غزة وسعي إسرائيل إلى تحقيق مكاسب عسكرية على الجبهتين"،(أي قطاع غزة والجبهة الجنوبية اللبنانية). وهذا يفتح المجال، بحسب الصحيفة، "إلى إمكانية وساطة دولية لاحتواء الموقف، خصوصاً إذا ما تم تقديم ضمانات لوقف العدوان على غزة، ما يتطلب جهداً ديبلوماسياً دولياً يتجاوز الجهود المحلية أو الإقليمية".

وكتبت صحيفة "الراية" القطرية أن "تعمّد الاحتلال الإسرائيلي خرق كافة القيم والمواثيق الدولية وتجاهل القانون الدولي مردُّه لغياب المساءلة والعقاب على جرائمه وإجباره على الامتثال للقرارات الدولية"، مشددة على أن "استمرار التغاضي الدولي عما تفعله إسرائيل منذ عام في غزة -من جرائم ومَجازر وتصفيةٍ عرقية مُمنهجة، واستهداف مُتعمد للأعيان المدنية التي تؤوي النازحين- يكشف النفاق العالمي"، على حدّ تعبيرها.

الى ذلك، اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أن "رؤية نيتانياهو للسيطرة الإسرائيلية على محور صلاح الدين والبقاء فيه، لا تنفصل عن رؤيته الشاملة لأهداف الحرب على غزة واستمرارها لأجل غير مسمى، ذلك أن نيتانياهو يستخدم هذه الذريعة كأداة لوقف صفقة التبادل وإنهاء الحرب وفرض شروط مستجدة، غير التي تم التوافق عليها في يوليو الماضي".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن