صحافة

السودان: الخطوة الأولى للحل التشخيص السليم للأزمة

طه عثمان إسحق

المشاركة
السودان: الخطوة الأولى للحل التشخيص السليم للأزمة

الوطن الآن كحالة مريض في العناية المكثفة يحتاج إلى علاج وهنالك أمل في العودة من جديد ولكن احيانا العلاج قد يبدو طعمه مُرًا أو مؤلمًا ولكن لا بد منه من أجل عافية الوطن، وبتأخير العلاج قد نفقده وإلى الأبد، البنج أو التخدير يخفف الألم ولكنه لا يعالج، وحالتنا تحتاج إلى علاج وليس إلى بنج.

إذا اردنا حلّ وإيقاف الحرب، هذا لا يتم بالشعارات الجوفاء والمزايدات أو الأمنيات والأحلام الغير واقعية، الخطوة الأولى للحل التشخيص السليم للأزمة وأسباب الحرب سواء كانت تاريخية أو حالية، ووضع الوصفة الصحيحة لمعالجته مهما كان العلاج مؤلمًا.

لا يمكن تحقيق حل سياسي وإيقاف الحرب دون التعامل مع الحقائق في الواقع وعلى الأرض.

الآن هنالك قوتان تتقاتلان الجيش والدعم السريع، فلا يمكن إيجاد أي حل دون الجلوس مع الطرفين والاتفاق حول الحل السياسي الذي يوقف الحرب ويفتح أبواب الأمل من جديد لبناء الوطن الواحد... حل يحقق الآتي:

١/ وحدة السودان وسيادته على أرضه وشعبه.

٢/ بناء جيش مهني قومي واحد وبقيادة موحدة من القوات المسلحة والدعم السريع وحركات الكفاح المسلح وبنات وأبناء الشعب السوداني ممن لديهم الرغبة في الالتحاق بالجيش السوداني مع مراعاة التنوع والتعدد ويبعد من السياسة.

٣/ بناء مؤسسات الدولة المدنية الأخرى على أسس العدالة والكفاءة والمواطنة المتساوية.

٤/ تفكيك عناصر المؤتمر الوطني من جميع مؤسسات الدولة وفي مقدمتهم الأجهزة الأمنية والعسكرية (القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة وجهاز الأمن).

٥/ عدالة انتقالية تنصف الضحايا وتعوّض المتضررين.

٦/ سلطة مدنية كاملة متوافق عليها لإدارة الفترة التأسيسية تقود لانتخابات حرة ونزيهة بنهاية المدة التي يتفق عليه الأطراف.

٧/ حق قادة الطرفين المقاتلين في ممارسة العمل السياسي وتكوين منظوماتهم السياسية أو الانضمام لأي منظومة سياسية بعد تقاعدهم ومغادرتهم لقيادة الجيش والدعم السريع كمدنيين، إذا كانت لديهم الرغبة في السلطة فليكن عبر انتخابات حرّة نزيهة يحدد فيها الشعب من يحكمه دون استغلال لموسسات الدولة والجيش الجديد وإدخاله في العمل السياسي.

الانتهاكات الخطيرة والجسيمة من (قتل ونهب وسرقة واغتصاب وحرق وتدمير واحتلال المنازل) هي مضاعفات لمرض اسمه الحرب وستستمر طالما هنالك حرب مستمرة ولا نتوقع أن نحصد من الحرب ورودًا أو بناءً أو تعميرًا أو خبزًا، إذا اردنا ايقاف ذلك علينا معالجة المرض وايقافه (الحرب).

أما إذا أردنا البنج فنواصل في ترديد الشعارات... وحينما يفك البنج نجد بأنّ الوطن قد ضاع ولم يتبقَ لنا مكانًا لصيوان للبكاء على الوطن الضائع.

("التغيير") السودانية

يتم التصفح الآن