الإشتباكات السودانية المندلعة، منذ 15 نيسان/أبريل، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف، وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، لم تسلم المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية في البلاد من تداعياتها، فخرج العديد منها عن الخدمة نتييجة القصف أو الإخلاء القسري، بينما العاملة منها باتت تعاني من ظروف مروّعة، بسبب إنقطاع المياه والكهرباء ونقص الموارد الصحية هناك. علماً أن الكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في الحصر الّذي تجريه دوريًا نقابة أطباء السودان نظرًا لتعذر الوصول إلى المستشفيات تحت وطأة صعوبة التنقل والوضع الأمني الخطر في البلاد.
وتتواصل التحذيرات من خطورة الأوضاع الطبية والإنسانية السودانية، وتتعالى الأصوات المطالبة بوقف القتال، لاسيّما أن السودان في الأصل يعاني من تداعيات واقع صحي مذر لا يحتمل تفاقمه أكثر، إذ رغم أنه بلد غني بما يملكه من موارد طبيعية متمثلة بالمياه والأراضي والثروات المتنوعة، من حيوانية وزراعية ومعادن وذهب وبترول، إلّا أن مستوى الإستثمار الصحي منخفض جداً فيه.
يحتاج ثلث السكان في السودان، أيّ حوالي 15.8 مليون شخص، إلى مساعدات إنسانية
وفي تفاصيل الأزمة الصحية، التي أنتجتها الحرب الدائرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، كان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري قد حدد في تصريحات خاصة سابقةلموقع "سكاي نيوز عربية" في 24 نيسان/ أبريل 2023، تفاصيل الأزمة الصحية الراهنة، بأنها تشمل:
• هجمات على مؤسسات الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف، ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
• يحتاج ثلث السكان في السودان، أيّ حوالي 15.8 مليون شخص، إلى مساعدات إنسانية، وذلك حتى قبل اندلاع أعمال العنف الحالية.
• يعاني ما لا يقل عن 4 ملايين طفل وامرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية الحاد، ويوجد نحو 3.7 مليون شخص نازحون داخليًا، معظمهم في دارفور.
• يمكن إنقاذ ربع أرواح المصابين لكن المسعفين والممرضين والأطباء في الخطوط الأمامية غير قادرين على الوصول إلى المدنيين المصابين.
ووفق المنظري، تسعى الأمم المتحدة من خلال خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2023 إلى الحصول على 1.7 مليار دولار لمساعدة 12.5 مليون شخص، لكن حتى الآن تم تمويل 13.5 في المئة فقط من الخطة.
78 ألف طفل دون سن الخامسة، يموتون سنوياً لأسباب يمكن الوقاية منها مثل الملاريا
النظام الصحي... الواقع الهش
• 70% من السكان فقط يمكنهم الوصول إلى المرافق الصحية في غضون 30 دقيقة، لكنهم غالباً لا يجدون الرعاية بالجودة الكافية
• أكثر من 8 ملايين طفل دون سن الخمس سنوات، يتعرضون للخطر بسبب عدم تمكنهم من الحصول على الخدمات الأساسية المنقذة للحياة
• 78 ألف طفل دون سن الخامسة، يموتون سنوياً لأسباب يمكن الوقاية منها مثل الملاريا فيما تشير التقديرات، إلى إحتمال تضاعف العدد ثلاث مرات إن إستمرت الإستثمارات في قطاع الصحة في الإنخفاض، وفق إحصاءات (يونسيف - السودان) المتصلة بالأخطار المحدقة بالأطفال السودانيين.
(خاص "عروبة 22")