بصمات

10 مخاطِر عالميّة مع ترامب

تستعدّ الدّول للتحوّل التاريخي في الدَّوْرِ العالمي للولايات المتّحدة الأميركية في وقتٍ من عدمِ اليقين الكبير في عالمٍ متنازَع ومضطرب مع واحدة من أكثر الرِّئاساتِ اضطرابًا، إن لم تَكُنْ تَحَوُّلِيَّةً منذ أيام فرانكلين د. روزفلت. ويبدو أن الرّئيس دونالد ترامب يمثّل هذا التوتّر الثّقافي والجيوسياسي.

10 مخاطِر عالميّة مع ترامب

مع طَرْحِ ترامب فكرة ضمّ غرينلاند والاستيلاء بالقوّة على كندا وقناة بنما، فإنَّ عام 2025 يبدو فوضويًّا وخَطِرًا، مع أولئك الذين صوّتوا وأعربوا عن ولائِهم لزعيمٍ خطير.

يستندُ هذا التقييم المُتشائم بالتّقاطع مع أهمّ 10 مخاطِر عالميّة. سيسعى ترامب أوَّلًا إلى إنهاء حرب روسيا - أوكرانيا. يريد الرّئيس المُنتخب تقليصَ اعتمادِ أوروبّا على الولايات المتّحدة في مسائِل الأمن، ويَعْتَبِرُ إنهاء الحربِ خطوةً أولى في هذا الاتّجاه. هناك معارضةٌ متزايِدةٌ من الجمهوريّين ضدّ أي مساعدةٍ إضافيّةٍ لأوكرانيا، وهو ما يساعد على دفْعِ الرّئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى طاولةِ المفاوضات. لكنَّ ترامب لن يسمحَ أيضًا للرّئيس الرّوسي فلاديمير بوتين بتغيير موازين القِوى.

مستقبلُ التسويةِ السّلمية في المنطقة غير آمن مع مجموعة من الصِّراعات التي قد تُجَرُّ الولايات المتّحدة إليها بسهولة

ستنتهي معاهدة "نيو ستارت" في عام 2026، وكلا الجانبين مهتمَّان بتجنُّبِ سباقِ تسلّحٍ، وقد يشكِّلُ قرار الولايات المتحدة الأخير بنقل الصّواريخ إلى ألمانيا مَصْدرَ قلق. وتعدُّ المفاوضات مع ترامب أفضل فرصةٍ لبوتين لوضع حدودٍ لتدخُّل الولايات المتّحدة في الأمن الأوروبّي.

انهيار نظام بشار الأسد في سوريا يُضيف عناصرَ من المخاطِرِ على الحروب في غزَّة ولبنان. وتشْملُ هذه المخاطِرُ احتمالَ اندلاعِ مرحلةٍ جديدةٍ من الصّراع المدني في سوريا، حيث تتنافس القوى الخارجيّة مثل تركيا وإسرائيل والولايات المتّحدة وروسيا وأطرافٌ عربيّةٌ على تشكيل "سوريا ما بعد الأسد"؛ فضلًا عن تصاعُد الصّراع بين إسرائيل وإيران؛ وأزمة نووية محتملة في إيران الضّعيفة في مواجهة خلافةِ المُرْشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وتبقى المشكلةُ أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس لديه خطة واضحة لما بعد غزواته البَرْبَرِية، ومستقبلُ التسويةِ السّلمية في المنطقة غير آمنٍ مع ظهورِ مجموعةٍ جديدةٍ من الصِّراعات الإقليمية التي قد تُجَرُّ الولايات المتّحدة إليها بسهولة.

ستُعَرِّض سياسات ترامب النّموَّ العالمي للخطَر وسيؤدي التضخّم إلى التسريع في التفكُّك الاقتصادي العالمي

قد يكون ترامب أوّل رئيس أميركي لا يؤمنُ بالقِيَمِ الدّيموقراطيّة أو الاستثنائيّة الأميركيّة، فَيَزْدَهِرُ عَالَمُ توماس هوبز في تعاملاتٍ تبادليّةٍ تنافسيّةٍ في الرّسوم الجمركيّة. إنَّ الازدراءَ بالعوْلمةِ بشعارِ "أميركا أولًا" وبتدخلٍ اقتصادي أحّادي لحماية الاقتصاد الأميركي، يضربُ المؤسَّساتِ الدوليّة مُتَعَدِّدة الأطراف والتّحالفات الإقليمية الأميركية.

ستُعَرِّضُ سياساتُ ترامب الاقتصاديَّة النّموَّ العالمي للخطَرِ وارتفاعِ الأسعار، والتضخّمُ سيؤدي إلى زيادة المخاطِر على الاستقرار المالي العالمي، وإلى حربٍ اقتصاديةٍ شاملةٍ مع الصّين والتسريعِ في التفكُّك الاقتصادي العالمي.

وتقول مصادر "صندوق النقد الدولي" إنّ مثل هذه السّياسات، قد تقلّل من النّاتج المحلّي الإجمالي العالمي، بحيث يعيش حوالى 3.3 مليارات شخص فَقْرًا في دولٍ تُنفق أكثر على فوائد الدّيون مقارنةً بالصّحة والتّعليم.

العجزُ المتزايدُ والدّيونُ هي مشكلةٌ عالميّة، ومن المحتملِ أن تتجاوز 100 تريليون دولار، أي حوالى 93٪ من النّاتج المحلّي الإجمالي العالمي.

والعالم يقترب من نقطة تحوُّلٍ مُناخيةٍ، حيث قد يصبح التّغييرُ غير قابلٍ للتراجعِ بعد عقدٍ من أكثر الفترات حرارةً وحرائق (آخرها في كاليفورنيا)، وفيضاناتٍ وزيادةً في تواتر الطّقس القاسي.

يُقدّم الملياردير رؤيةً مروّعة للولايات المتّحدة ويتمسَّكُ بأنَّ القِيَم هي لغةٌ ميتة

كما يزداد الخوفُ من سيطرةِ الذّكاء الاصطناعي على البشر، بدلًا من العكس، ويتوقع البعض حدوثَ اختراقاتٍ في الذّكاء الاصطناعي العام (AGI)، الذي ينافس التّفكير البشري بحلول عام 2030. ومن المُمكنِ أن يشكِّلَ الدّفعُ المدعومُ من إيلون ماسك خطرًا، كأداةٍ أخرى من عدم الفهم التّام للذي تحدّثَ فيه ترامب عن "أحادية الغرفة" و"التيّار الداخلي"، الذي سيحوّل المؤسّسات الأميركية إلى شركةٍ كبيرةٍ تعمل على تقويضِ النّظام القانوني الدولي، وتُعيدُ تشكيلَ المشهدِ السياسي الأميركي والعالمي بعيدًا عن القيمِ الفلسفيّة المُرتبطة بأذهانِ الديموقراطيين والسَفْسَطَةِ الليبيرالية.

يمكنُ العثورُ على تلك الرّسالة التي نشرَها ترامب في "نيويورك تايمز" عام 1987، يندِّدُ فيها "بالشّروطِ التي يفرضُها النّظام الدولي ومجموعة القِيِمِ المُعلنة في التزامِ الإنسانية". فيُقدّم الملياردير رؤيةً مروّعةً للولايات المتّحدة الأميركية "السّلام داخل القوّة" ويتمسَّكُ بأنَّ القِيَمَ هي لغةٌ ميتةٌ، ولن تكون هناك سوى "مصالح أميركا"!.

(خاص "عروبة 22")

يتم التصفح الآن