صحافة

ما الجديد في قضيّة أسرى "حزب الله" لدى إسرائيل؟

ابراهيم بيرم

المشاركة
ما الجديد في قضيّة أسرى

تعّمد "حزب الله" إحاطة الأنباء الواردة أخيراً عن صفقة تبادل محتملة تُعدّ في الخفاء وتتضمّن إطلاق 7 أسرى ينتمون إلى الحزب وقعوا في القبضة الإسرائيلية إبّان حرب الـ66 يوماً الأخيرة ، بقدر كبير من الكتمان.

وتذكر جهات على صلة بالحزب أنّ ثمّة دواعيَ وعواملَ عدّةً تفرض على الحزب هذا السلوك حيال ملفّ على هذا القدر من الحساسية. فليس خافياً أنّ الحزب يفتقد إلى أوراق قوة وضغط يعتمد عليها، وقد انطلق في رحلة سعي إلى إقناع الإسرائيلي بإتمام هذه الصفقة وتأمين عودة أسراه، على غرار وضعه في حرب عام 2006 عندما كان لدى الحزب جثث لجنود قتلهم ونقلهم إلى الداخل اللبنانيّ.

وبعد سريان اتفاق وقف النار أخيراً، انتظر الحزب طويلاً ليتوفّر لديه إحصاء نهائي بالعدد النهائي لأسراه، إذ من المعروف أنّ وضع مجموعاته المقاتلة على الحافة الأمامية في ذروة الهجوم البري الإسرائيلي كان غامضاً خصوصاً بعدما فقد الاتصال بتلك المجموعات لأيام عدة، لذا لم يكن عنده علم بعدد الأحياء منهم والأسرى بالضبط، حتى الأمس القريب لاسيّما وأنّ الإسرائيلي بقي مسيطراً على عشرات بلدات الحافة الأمامية ورفض دخول مجموعات الدفاع المدني لانتشال الجثث من تحت الأنقاض والركام فظلّ الوضع غامضاً عند الحزب فضلاً عن أنّ الحزب أخفق في الحصول على أسرى إسرائيليين ليجعلهم مادة التفاوض لاحقاً ليضمن صفقة تبادل تعيد له أسراه ومفقوديه.

وهكذا وإلى أقلّ من أسبوع صار لدى الحزب ثبت نهائي بأسماء أسراه الأحياء وبعددهم ليبادر بعدها إلى تسليمهم للجهات الدولية المعنية. وهم وفق هذا الثبت: كامل وضاح يونس (أُسر في بليدا)، وحسن خليل جواد ويوسف موسى عبدالله، وابراهيم منيف الخليل ومحمد عبد الكريم جواد وحسين علي شريف وجميعهم أُسروا في عيتا الشعب. واللافت أنّ الحزب ضمن تلك اللائحة اسم القبطان البحري عماد فاضل أمهز الذي أسرته قوة كوماندوس إسرائيلية أتت بحراً إلى مقرّ إقامته في البترون حيث كان موجوداً لتلقّي دروس في المعهد البحري هناك.

وعليه أطلق الحزب رحلة بحث طويلة لإيجاد أوراق قوة تمكّنه من الضغط على إسرائيل لضمان إطلاق أسراه السبعة، وكانت خطوته الأولى في هذا السياق التواصل مع الجانب الفلسطيني الحليف أي حركة "حماس " لتدرج، أسماء أسراه في لوائح صفقة التبادل مع الإسرائيليّ، لكنّ جواب حماس كان "اعذرونا فلم نفلح مع أنّنا كنّا نتمنى أن نردّ بعض جميلكم"، ثم كانت أيضاً عملية جسّ نبض مع الجانب اليمني الذي كان بحوزته عدد من البحارة الإسرائيليين بعد هجوم على باخرتهم التي كانت تمخر باب المندب في طريقها إلى الموانئ الإسرائيلية، لكنّ الجواب اليمني كان أيضاً سلبيّاً.

وفي الآونة الأخيرة سرى أنّ الحزب وجد ضالته المنشودة عند العراقيين. فمن المعلوم أنّ النقاب كُشف قبل فترة عن أنّه تمّ القبض في بغداد على باحثة إسرائيلية كانت تزور العراق بجوازها الروسي، واسمها اليزابيت سوروكوف وما عزّز اوراق الحزب ورفع منسوب آماله هو أنّ سوروكوف وقعت في قبضة مجموعات على صلة بالحزب (الحشد الشعبي) فضلًا عن أنّ السلطات الإسرائيلية أبدت اهتماماً كبيراً في هذه الباحثة وباستعادتها مهما كان الثمن.

وما عزّز هذا الانطباع أنّ قناة "كان " العبرية أوردت تحقيقاً في الآونة الأخيرة استنتجت فيه أنّ "ثمّة صفقة محتملة للإفراج عن سوروكوف الأسيرة في العراق في مقابل مقاتلي الحزب الأسرى عند تل أبيب بما فيهم القبطان البحريّ أمهز". والجدير ذكره في هذا الاطار أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أورد في النبا الذي وزّعه مكتبه الإعلاميّ يوم الكشف عن أنّ بيروت تبلّغت من واشنطن رغبة إسرائيل بتمديد مهلة انسحابها من الجنوب حتى 18 شباط الجاري، أنّ الأّّميركي تعهّد بالعمل مع الإسرائيليّ لبدء مفاوضات تفضي إلى إطلاق أسرى الحزب.

ولاحقا سرت تقارير إعلاميّة مفادها أنّ الموفدة الأميركية الجديدة إلى لبنان ستقدّم عرضاً إلى بيروت يقوم على إطلاق هؤلاء الأسرى في مقابل أن يقبل لبنان ببقاء إسرائيل في النقاط اللبنانية الخمس الحاكمة. وبصرف النظر عن دقّة هذه المعلومات وإمكان قبول لبنان بمثل هذا العرض، فإنّ الحزب يصرّ على الاعتصام بالصمت حيال ذلك كلّه.

(النهار اللبنانية)

يتم التصفح الآن