هدنة «عين الحلوة» هشة وقابلة للانفجار، والكل بانتظار نتائج التحقيقات حول المتسببين في انتهاكها قبل أيام، والكل يتحضر لجولة جديدة من المعارك لفرض سيطرته عليها، فيما لا تزال الحواجز على حالها وحالة التأهب بين الفصائل المسلحة قائم، ويبقى السؤال..هل ثمة أشياء لا ترى في «عين الحلوة «؟!
بدايةً، مديرة الاونروا في لبنان دروثي كلاوس دعت المسلحين إلى إخلاء مباني ومدارس الوكالة وتحييدها دون جدوى، فيما قوات الأمن الوطني (فتح) ومعها بعض الجماعات المسلحة تخشى فقدان سيطرتها عليها، لصالح جماعات مسلحة توالي إيران وفي مقدمتها حماس والجهاد، ومما يتضح أن جهود الوسطاء فشلت وأن شرارة الاقتتال التي اندلعت يوم 29/تموز الماضي واستمرت خمسة أيام، افضت إلى نحو (14) قتيلا وأكثر من (60) جريحًا بإنتظار استئناف الاقتتال لفرض السيطرة بشكل كامل عليها (عين الحلوة) .
منير المقدح أبرز قادة فتح وزوجها الشرعي من بين رجال كثر، كشف عن وجود أكثر من (16) فصيلا مسلحا فيها، يتصدرها مجموعات جند الشام وعصبة الإسلام وشباب الإسلام والقاعدة وفصائل مسلحة تتبع حماس والجهاد، يريدون اغتصابها علنا وفي وضح النهار وعلى رؤوس الاشهاد، كما أن هناك فصيلا يتبع محمد دحلان لم يشارك حتى اللحظة، مؤشرا على أن الجميع يتحضر لجولة جديدة من المعارك، وأن الجماعات الإسلامية ترفض أي إتفاق مع فتح والموالين لها .
هناك من يؤشر على أن الجيش اللبناني يسيطر بشكل جيد على مداخلها ومنافذها، وأن منطقة الطوارئ يقابلها الحارة الفوقة تتنازعهما فصائل مختلفة الولاءات وأن مدارس ومكاتب الاونروا تحولت إلى ثكنات عسكرية مسلحة وأن حزب الله وحلفاءه راغبون بفرض معادلة جديدة كونها الأهم بين اخواتها قرب صيدا وأن السيطرة عليها تفتح الطريق أمام السيطرة على اثنتي عشرة «حلوة» أخرى في لبنان ولهذا تم توجيه إنذار نهائي لزوجها الشرعي بتركها طوعا أو مواجهة القتل.
«فتح» ولمن لا يعلم فإن حاضنتها الأولى هي «حلوات» لبنان الاثنتي عشرة في مناطق العمليات الخمس (لبنان، غزة، الضفة الغربية، الاردن، سوريا) وأن معظم القيادات الأمنية والسياسية العليا منهما، وليس لأبناء الضفة الغربية وجود لأسباب لسنا بصدد تناولها الآن، ولمن لا يعلم فإنه جرى تجريد حركة فتح من السيطرة على «حلوات» غزة وسوريا والآن المعركة في لبنان، ولمن لا يعلم فإن في الضفة الغربية (13) مخيما فلسطينيا من ال(48) وذات الرقم في الاردن، أما لبنان ففيها (12) مخيما فلسطينا والسيطرة على مخيم عين الحلوة يفتح الطريق أمام السيطرة على باقي «الحلوات» في لبنان ولهذا نقول ان المعركة لم تبدأ بعد والكل يتحضر لجولة مواجهات جديدة لن تتوقف والمؤامرة مكشوفة، وهناك قوى اقليمية داخلة، ونسأل.. هل هناك أشياء لا ترى في «عين الحلوة» واخواتها في لبنان؟!.
الجواب.. عند حماس والجهاد واخواتهما..؟!
("الدستور") الأردنية