صحافة

بدائل "جيش وشعب ومقاومة" تجاوزها الزمن

معروف الداعوق

المشاركة
بدائل

يرفض "حزب الله" التهرب من استحقاق مفصلي مهم، لتسليم سلاحه غير الشرعي الى الدولة اللبنانية، استنادا للقرار الدولي 1701، الذي وافق عليه، لانهاء الحرب الاسرائيلية التي تسبب بها، بعدما اشعل المواجهة العسكرية مع قوات الاحتلال الاسرائيلي بقرار ايراني، تحت عنوان "اسناد حركة حماس في قطاع غزة"، واصيب من جرائها بخسارة فادحة، طالت كبار قياديه السياسيين والعسكريين، وعلى رأسهم الامين العام حسن نصرالله، ودمرت معظم مراكزه ومستودعات سلاحه وتحصيناته العسكرية على طول الاراضي اللبنانية، وفي الجنوب تحديدا، وانتهت باحتلال اسرائيلي لبعض المناطق، وتدمير عشرات الالاف من المنازل والممتلكات والبنية التحتية، وتهجير مئات الالاف من منازلهم في الجنوب ومناطق تواجد الحزب بالضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها.

يحاول الحزب تجاهل ما تسبب به سلاحه، لاكثر من مرة، بعد انتهاء مهمته بتحرير الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي في العام الفين، من دمار وخراب في لبنان، والتهرب من تسليم سلاحه للدولة اللبنانية، بعدما فقد كل ادعاءات وجوده الوهمية، بالدفاع عن لبنان، او حمايته من العدوان الاسرائيلي،، وحتى حماية الحزب نفسه، ويسعى لاعطاء هذا السلاح عناوين ووظائف، غير منطقية، مرفوضة من اللبنانيين بمعظمهم بالداخل ومن الخارج على السواء، ولا تحظى الا بدعم النظام الايراني لمصالحه وصفقاته مع الولايات المتحدة الاميركية على حساب لبنان والشعب اللبناني، كما يظهر بوضوح حاليا.

بعد سقوط مقولة "جيش وشعب ومقاومة" التي تظلل بها الحزب طوال العقدين الماضيين، اللهيمنة السياسية والعسكرية والسيطرة على لبنان،ومقدراته الاقتصادية، يجهد بعض ما تبقى من سياسيي وقادة الحزب، لاسقاط توصيف وهمي جديد على السلاح المتبقي لديهم، وهي انه ليس سلاحا مليشياويا كماغيره، بل سلاح مقاوم للاحتلال الاسرائيلي لمناطق بالجنوب وما هنالك من توصيفات ممجوجة، لتفادي تسليمه لسلطة الدولة، استنادا لما ورد في خطاب القسم لرئيس الجمهورية،وللبيان الوزاري للحكومة، وتنفيذا للقرار 1701.

لم تعد كل العناوين والحجج التي يتذرع بها سياسيّو الحزب للابقاء على سلاحه خارج سيطرة الدولة اللبنانية مقنعة، او مقبولة من اللبنانيين برمتهم، بعدما تسبب بالخراب والدمار الذي لحق بلبنان، جراء الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة، واستُغِل بالداخل، ان بالاغتيالات التي طالت قيادات ورموزا سياسية وحزبية بارزة معترضة على ممارسات الحزب وتبعيته الايرانية، وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكاد ان يشعل حربا اهلية بعد اجتياح العاصمة بيروت والاعتداء على اهلها في السابع من ايار عام 2008 وبعض مناطق الجبل، وبالاعتداءات المبرمجة في اكثر من موقعة، لتطويع المعترضين واسكاتهم، واصبح هامش المناورة واللعب على التناقضات الداخلية ضيقا جدا، والبديل الوحيد اختصار المعاناة والوقت، وتسليمه للدولة باسرع وقت ممكن، تفاديا لمخاطر وتداعيات غير محمودة، داخليا وخارجيا على حد سواء.

(اللواء اللبنانية)

يتم التصفح الآن