صحافة

"المشهد اليوم"...لبنان تحت الضغوط الأميركية و"هشاشة" اتفاق غزّةأوامر استيطانية جديدة في الضفة والشرع يصف السعودية بأنها "مفتاح سوريا استثماريًا"

من اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد في قصر بعبدا (وكالات)

تعيش المنطقة تحولات استراتيجية هامة على وقع التغيير في موازين القوى وفرض معادلات جديدة تبدو اسرائيل محورها بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، التي تسعى جاهدة لضم المزيد من الدول إلى اتفاقيات إبراهام بعد اعتبار الرئيس دونالد ترامب بأنه نجح في وقف الحرب على غزة والتوصل إلى "خطة للسلام". إلا أن "المحرقة الغزاوية" لا تزال مفتوحة مع عرقلة تل أبيب الدخول في مباحثات المرحلة الثانية، خصوصًا أنها استعادت الأسرى الإسرائيليين الأحياء وأكثر من نصف رفات الجثث، ما أفقد حركة "حماس" كل أوراقها التفاوضية. بينما يمرّ لبنان بمنعطف شديد الخطورة مع تصعيد اسرائيل من قصفها وضرباتها الموجهة وسط تسريبات بأن الجبهة اللبنانية ستبقى مشتعلة إلى حين تمكن الحكومة من إيجاد حل لمعضلة سلاح "حزب الله".

وهذا السلاح يرفض الحزب تحت أي ضغط أو شروط تسليمه موجهًا انتقادات عالية السقف للمعنيين اللبنانيين الذين يتحركون في كل حدب وصوب من أجل نزع فتيل الأزمة وعدم جرّ البلاد نحو الفوضى والخراب مجددًا، لاسيما ان تداعيات الحرب الأخيرة لا تزال واضحة مع عدم القدرة على البدء في إعادة الإعمار وعودة المتضررين لقراهم ومنازلهم وسط حديث اسرائيلي جدي عن إقامة منطقة عازلة عند القرى الملاصقة للحدود. هذا ويجهد الموفدون الدوليون لطرح المبادرات وتقديم وجهات النظر سعيًا لتثبيت الاستقرار الأمني. ومن هنا كانت الزيارة المصرية اللافتة لرئيس المخابرات حسن رشاد واللقاءات التي عقدها مع الجانب اللبناني والتي تصب في خانة واحدة سحب سلاح "حزب الله" وعدم إعطاء أي ذرائع لاسرائيل مع التشديد على الوحدة الوطنية الداخلية ومعالجة الأزمات بالحوار والهدوء والتعاون بين مختلف الأفرقاء، لإيجاد الحلّ اللازم لـ"مأزق" السلاح الذي يقض مضجع البلاد برمتها.

فالتحرك المصري الذي تبلور في اتفاق "شرم الشيخ للسلام" بشأن وقف الحرب في غزة يؤكد أن المنطقة تسير نحو المفاوضات والمباحثات. وعليه يجب على لبنان أن يستغل ما يجري للحاق بهذا الطريق الذي لا يبدو خاليًا من "الأشواك" مع رفع الجيش الاسرائيلي من جهوزيته شمالًا بمناورات لافتة كما بظل الضغط الكبير الممارس من جانب واشنطن لتطبيق مبدأ حصرية السلاح وبسط الدولة نفوذها على كامل أراضيها. في هذا السياق، حذّر الموفد الأميركي توم برّاك من أن لبنان أمام "فرصة أخيرة" للتوصّل إلى حلّ سلميّ لمسألة سلاح "حزب الله"، مؤكّدًا أن زيارته الحالية إلى بيروت ستكون الأخيرة. وإذ دعا السلطات اللبنانية إلى "أن تتعلّم الدرس، وأن تقرر الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة، لوضع جدول زمني وآليّة لنزع السلاح". شدد على أن عدم التوصل إلى اتفاق يعني أنه "لن يكون بوسع أي طرف ممارسة الضغط على إسرائيل لمنعها من القيام بكل ما تراه مناسبًا من أجل تنفيذ نزع السلاح بالقوّة". 

ويحمل هذا الكلام المكرّر لهجة تصعيدية تواكبه معطيات الميدان مع تصعيد اسرائيلي واسع وزيادة ضرباتها وتكثيفها في الجنوب والبقاع وسط تسريبات إعلامية متزايدة بأن "حزب الله" قد أعاد بناء قدراته العسكرية في الآونة الأخيرة واستعاد عافيته ونشاطه، ما يمكن أن يشكل تبريرًا لاسرائيل لاستكمال خروقاتها واعتداءاتها. من جانبها، قالت السفارة الأميركية في بيروت إن لجنة المراقبة الخماسية بحثت "سبل الحدّ من الانتهاكات المرتبطة بترتيبات وقف الأعمال العدائية، وتم الاتفاق على إبقاء هذه المسألة بندًا ثابتًا في جميع الاجتماعات المقبلة". أما الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، فقد رحبت بقرار الحكومة اللبنانية حصر جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة بحلول نهاية العام الجاري، مؤكدة أنه يتعين على الجيش اللبناني تنفيذ خطته في هذا السياق بشكل كامل. وكانت الاخيرة عقدت لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين نقلت خلالها أخر التطورات والمستجدات خصوصًا أنها حطت في بيروت قادمة من اسرائيل وبعد جولة قامت بها على الحدود برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس.

في غضون ذلك، لا تزال الأوضاع في غزة تراوح مكانها بعد الغارات الاسرائيلية العنيفة، والتي حصدت أرواح أكثر من 100 فلسطيني، بينهم 46 طفلًا، والتبرير الأميركي لها ما يعمّق الأزمة ويضع اتفاق وقف النار في مهب التساؤلات، خاصة أن الولوج للمرحلة التالية يتعرض للكثير من العثرات والعقبات الاسرائيلية. فتل أبيب لا تريد الحديث عن إعادة الإعمار وتتخوف من فكرة القوات الدولية المطروحة كبند أساسي لأنها تسعى للبقاء في القطاع مدة طويلة وعدم الانسحاب في المدى المنظور. وتسيطر قوات الاحتلال اليوم على ما يُقارب الـ53% من مساحة القطاع والذي بات يُعرف بـ"الخط الأصفر"، في حين يصارع اهالي القطاع الموت والعوز والحاجة ويعيشون في خيم مهترئة وسط الركام والنفايات التي تجتاح القطاع بأكمله. ففي التفاصيل الأخيرة، استشهد فلسطينيين جراء غارة جوية استهدفت حي السلاطين في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، فيما برر العدو ذلك بأنه قصف ما وصفها بـ"بنية تحتية إرهابية" تُستخدم لتخزين أسلحة ووسائل جوية، متذرعًا بأنها كانت معدّة لتنفيذ هجوم وشيك ضد قواته. وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت أن حصيلة الضحايا منذ بدء سريان اتفاق وقف النار بلغت 211 شهيدًا و597 إصابة.

إلى ذلك، دعت حركة "حماس" في وقت سابق أمس المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف المجازر بحق المدنيين في القطاع، مشددة على أن "دماء أطفال ونساء غزة ليست رخيصة، وأن المقاومة بكافة فصائلها التزمت بالاتفاق بإرادة مسؤولة، لكنها لن تسمح للعدو بفرض وقائع جديدة تحت النار". وعلى الصعيد الدولي، ندّدت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا بالغارات وقالت "نحتاج إلى فرصة للسلام، لا إلى ذرائع لمزيد من الغارات". وفي لندن، طالب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "كل الأطراف بصون خطة الرئيس الأميركي للسلام في غزة". كما أعرب رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن عن قلقه إزاء أحداث غزة، مطالبًا "حماس" والحكومة الإسرائيلية بالالتزام بوقف إطلاق النار. بدوره، أدان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ما حدث في قطاع غزة، معتبرًا أنها "مخيبة للآمال وعملنا على احتوائها وواشنطن ملتزمة بالاتفاق". وتتمسك الولايات المتحدة كما الدول الضامنة بإتفاق غزة وتؤكد على "صموده" رغم ما يعتريه من خروقات تؤكد عدم وجود رغبة اسرائيلية لتهدئة الاوضاع.

في إطار متصل، أعلنت فرنسا عن إرسالها فريقًا من مدنيين وعسكريين إلى إسرائيل للمشاركة في مركز التنسيق الذي أقامته واشنطن بهدف التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة وتنظيمها، وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي مساء الأربعاء. ويستعد الأميركيون، بدعم من الأوروبيين وتركيا ودول أخرى مثل إندونيسيا وأذربيجان، لنشر قوة استقرار متعددة الجنسيات في غزة. فيما يعتري "اليوم التالي" الكثير من الغموض مع الهدنة الهشة التي تعرقل عمل الوسطاء وتزيد الاوضاع كارثية في القطاع المنكوب بظل التبرير الأميركي ومنح الضوء الأخضر لاسرائيل لشنّ هجمات بحجة "الدفاع عن النفس". والظروف المعقدة في غزة تترافق مع مخططات الاحتلال الجهنمية في الضفة الغربية التي تشهد على عملية تهجير منظمة واعتداءات يومية للمستوطنين. في الأثناء، أفادت القناة الـ14 الإسرائيلية بأن سلطات الاحتلال صدّقت على بناء نحو 1300 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "غوش عتصيون" جنوب القدس، في إطار توسع استيطاني متسارع بالقدس والضفة. فيما ذكرت منظمة "عير عميم" الإسرائيلية، في تقرير لها بعنوان "خنق الشيخ جراح: أدوات جديدة للسيطرة الإسرائيلية والتهجير الفلسطيني"، أن الحكومة الإسرائيلية دخلت مرحلة جديدة وخطيرة في مساعيها للسيطرة على الحي، الذي يُعد أحد أبرز أحياء القدس الشرقية وأكثرها رمزية. 

ومن غزة والضفة إلى سوريا التي تعزّز علاقاتها الخارجية ويستفيد رئيسها من الدعم المقدم له لقيادة البلاد نحو جذب الأموال للشروع في عملية إعادة الإعمار. فمن السعودية التي يزورها للمرة الثالثة منذ وصوله إلى السلطة، أكد الرئيس أحمد الشرع أن "الدعم السعودي كان مفتاح بلاده للاستثمار، والانفتاح على العالم، بفضل جهود جبارة، قادها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، أسفرت عن جذب استثمارات تجاوز حجمها 28 مليار دولار خلال 6 أشهر فقط"، مشيرًا إلى أن بلاده فتحت صفحة جديدة من تاريخها الحديث. وأكد أن سوريا قادمة بقوة وبعزيمة قوية على عدة مستويات، وستكون منطقة لوجيستية اقتصادية متوازنة، بخطط ستمكنها من الوجود في مصاف الاقتصادات الكبرى خلال السنوات القليلة المقبلة. وكلام الأخير جاء خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" المُنعقد في الرياض، بما يشكل رسالة دعم واضحة وتأكيد السعودية على دعم الاقتصاد السوري وتوفير كل عوامل نجاح الإدارة الجديدة. يُذكر أن الأمير محمد بن سلمان دشنّ أمس اعتراف الحكومة السورية بكوسوفو وذلك خلال لقاء جمعه والشرع مع رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني سادريو في الرياض.

على المقلب الأخر، أفادت مصادر استخباراتية أوروبية وغربية بأن إيران كثّفت في الأسابيع الأخيرة عمليات إعادة بناء برنامجها للصواريخ الباليستية، عبر استيراد شحنات كبيرة من "بيركلورات الصوديوم"؛ المادة الأساسية لإنتاج الوقود الصلب من الصين، وفقاً لشبكة "سي إن إن". في وقت أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل ماريانو غروسي، إلى أن إيران لا تبدو حاليًا منشغلة بتخصيب اليورانيوم بنشاط، إلا أنه لفت أيضًا إلى أن المفتشين لاحظوا حركة حول المواقع التي تُخزَّن فيها هذه المخزونات، مؤكداً أنه من دون وصول إضافي للمنشآت، تُضطر الوكالة للاعتماد على صور الأقمار الاصطناعية التي تتمتع بقدرات محدودة لما يمكن أن تكشف عنه. وجدد غروسي تحذيره من أن تلك الكمية من المخزون قد تتيح لإيران تصنيع ما يصل إلى عشر قنابل نووية، إذا قررت تحويل برنامجها إلى الاستخدام العسكري، لكنه شدد على أن ذلك "لا يعني أن إيران تمتلك مثل هذا السلاح".

أما في السودان التي تشهد عمليات قتل وعنف، فقد تصاعدت ردود الفعل الإقليمية والدولية على إعلان قوات "الدعم السريع" تشكيل حكومة موازية في السودان، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة السياسية والأمنية في البلاد. ونبه الأمين العام للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) وركنه جيبيهو من أن السودان بات على شفا التفكك بعد مرور 3 سنوات على الصراع الدامي، محملًا التدخلات الخارجية مسؤولية تفاقم الوضع وتعقيد المشهد. من جانبه، أعرب مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية عن القلق البالغ إزاء التصعيد المروّع للعنف في مدينة الفاشر شمال دارفور، داعيا قيادة قوات "الدعم السريع" إلى محاسبة المسؤولين عن الأعمال الشنيعة ووقف الهجمات فورًا.

دوليًا، قال الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة ستستأنف اختبار ترسانتها من الأسلحة النووية "فورا"، دون تقديم تفاصيل إضافية. ويأتي ذلك بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق أمس الأربعاء أن موسكو أجرت بنجاح اختبار مسيّرة روسية تحت الماء قادرة على حمل رؤوس نووية، في تحدٍ جديد لتحذيرات واشنطن. وأشار بوتين إلى أن بلاده اختبرت بنجاح طوربيدا فائق القدرة يعمل بالطاقة النووية من طراز "بوسيدون"، وذلك بعد أيام من إعلانه إجراء اختبار ناجح لصاروخ "كروز" يعمل بالدفع النووي.

وفي الجولة اليومية على الصحف الصادرة اليوم في عالمنا العربي لمحة عن أهم ما تناولته في عناوينها وتحليلاتها:

تطرقت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخير بشأن خلافته، معتبرة أنه "يضيف خطوة جديدة بإسناد الرئاسة لنائبه حسين الشيخ فى حال غيابه، بينما ينظر إليه كثيرون على أنه توريث للسلطة، وبالتالي تطل شكوك كثيرة حول إمكانية أن يحقق ذلك استقرارًا للسلطة، خاصة أن هناك كثيرين يطمحون في خلافة عباس ويرون أنهم "أحق" أو "أجدر" من الشيخ لرئاسة السلطة". وقالت "السيناريو الأسوأ هو عدم التمكن من إجراء الانتخابات لا خلال ثلاثة أشهر ولا ستة أشهر عقب شغور موقع الرئاسة، فالأرجح هنا أن يستمر الشيخ رئيسا بحكم الأمر الواقع، ومعه لن تكون مهمته سهلة وسينعكس ذلك سلبيًا على الأوضاع فى حركة "فتح" ومنظمة التحرير".

بدورها، تحدثت صحيفة "الغد" الأردنية عن موقف عمان الواضح بعدم المشاركة في القوة الدولية، التي تنوي الولايات المتحدة تشكيلها في غزة، مؤكدة أنه "ثمة قناعة أردنية أولا بأن البديل الأفضل لغزة، هو نشر قوات أمن فلسطينية مدربة بشكل مهني، وعلى ارتباط بالسلطة الفلسطينية، لتأكيد أن قطاع غزة، هو جزء لا يتجزأ من الجغرافيا الفلسطينية الواحدة". وأردفت متابعة "ثمة مبدأ سياسي ثابت لا يتبدل في إستراتيجية الأردن حيال هذا الموضوع، عنوانه الرفض التام لأي دور أمني في الضفة الغربية وقطاع غزة. إنه خط أحمر، ويرتبط بشكل عضوي في مبدأ مماثل، وهو رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم مهما كانت الظروف. واعتبار ذلك السيناريو في حال طرحه، بمثابة إعلان حرب".

وتحت عنوان "نتنياهو يراوغ"، كتبت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول التملص من الالتزام باتفاق وقف النار، انطلاقًا من قناعته بأن الاتفاق يقيد حركته ولا يخدم أهدافه المعلنة في بسط السيطرة على القطاع، وهو أكد أكثر من مرة بأن القوات الإسرائيلية لن تنسحب من غزة، لذلك يرى أن التصعيد محاولة منه للهروب من أزماته الداخلية". وخلصت إلى أن "وقف إطلاق النار في غزة أمام امتحان حقيقي، وكذلك خطة ترامب للسلام، لأن نتنياهو يتعمد المراوغة وابتداع الأعذار والمبررات الكاذبة للتملص من التزاماته بتنفيذ وقف إطلاق النار. وعلى واشنطن خصوصًا، أن لا تواصل استرضاءه ومنحه المزيد من الفرص لمواصلة سياساته التي قد تطيح باتفاق شرم الشيخ".

أما صحيفة "عكاظ" السعودية، فأكدت أن "الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي يبرز بوصفه المثال الأوضح للتكرار الموجع؛ إذ تتبدل الوجوه وتتغير الشعارات، لكن جذور الأزمة تبقى على حالها. ومع ذلك، فإن التاريخ علمنا أن المحن قد تتحول إلى منح، إذا وُجدت الإرادة السياسية والدبلوماسية الصادقة"، مشيرة إلى أن "تجاهل القضية الفلسطينية ليس مجرد خطأ سياسي، بل تهديد مباشر للاستقرار العالمي. فالقضية، التي كانت يومًا محور اهتمام العالم العربي، باتت اليوم تُعامل كملف جانبي في حين أنها جوهر الصراع في المنطقة. لا يمكن لأي ترتيبات أمنية أو تطبيع سياسي أن ينجح إذا بقي الفلسطينيون خارج المعادلة، وإذا لم يُعترف بحقهم في إقامة دولتهم المستقلة وفق حل الدولتين الذي يشكل الأساس لأي سلام عادل ودائم".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن