الاعتداء على عائلة ذيب، تكرّر مع فلسطينيين آخرين في القرية نفسها، أثناء قطفهم الزيتون، في منطقةٍ قريبةٍ من المنازل السكنية، أي مصنّفة حسب اتفاق "أوسلو" في المناطق "أ"!.
وقد باتت اعتداءات المُستوطنين على قاطفي الزيتون في الضفّة الغربية، مشهدًا متكرّرًا ومتزايدًا، تحت حماية جيش الاحتلال.
وفي هذا السياق، قال منسق "اتحاد المزارعين الفلسطينيين" محمد علوان لـ"عروبة 22"، إنّ الاعتداءات على المواطنين والمزارعين كانت تصل إلى 100 اعتداء في اليوم الواحد، بحيث وثّق الاتحاد من خلال ناشطيه في الضفّة الغربية، 1790 اعتداءً خلال الفترة ما بين 1 و22 أكتوبر/تشرين الأول 2025، تراوحت ما بين الاعتداء الجسدي العنيف والاعتقالات والاحتجاز وتقييد الحركة ومنع الوصول والتخويف والترهيب بأشكاله كافّة وإطلاق النار المباشر وسرقة الممتلكات وغيرها.
وأشار علوان إلى ازدياد وحشيّة الاعتداءات هذا العام، التي تهدف إلى تسريع عملية ضمّ الأراضي في الضفّة وفصلها إلى ثلاث مناطق (شمال، وسط، جنوب) وتحويلها إلى كانتونات معزولة.
الموسم الأصعب والأخطر
وفيما يتعلّق باعتداءات موسم الزيتون، قالت "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان"، في بيان لها بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول 2025، إنّ جيش الاحتلال والمستوطنين نفّذوا ما مجموعه 158 اعتداءً على قاطفي الزيتون منذ انطلاق الموسم، بينها 17 حالة اعتداء من قبل جيش الاحتلال، و141 حالة اعتداء من قبل المستوطنين.
وقال رئيس الهيئة مؤيّد شعبان، في البيان، إنّ هذا الموسم يُعدّ الأصعب والأخطر في العقود الأخيرة، نظرًا لاستغلال الجيش والمستوطنين لأنظمة الحرب في تنفيذ الجرائم، مدعومين بالكثير من السياسات والتشريعات التي تعزّز حالات الاعتداء والإرهاب والتضييق، لا سيما إغلاق المحافظات وتسليم الأسلحة إلى ميليشيات المستوطنين، والأخطر من ذلك إعفاؤهم من المُساءلة والمحاكمة. وأضاف أنّ هذا الموسم شهد إمعانًا في فرض المناطق العسكرية المُغلقة على الأراضي الزراعية.
انهيار في إنتاج الزيت
من جانبه، قال مدير عام "مجلس الزيتون الفلسطيني" فيّاض فيّاض لـ"عروبة 22"، إنّه يتوقع أن يبلغ إنتاج هذا الموسم من زيت الزيتون ما بين 7 آلاف و8 آلاف طن خلافًا للمتوسط السنوي الذي كان يبلغ 22.5 ألف طن في الموسم.
ورأى أنّ هذا الانهيار الكبير في كمية إنتاج زيت الزيتون هذا الموسم، يعود لسببَيْن رئيسيَيْن؛ أوّلهما التغيّرات المناخية وما صاحبها من قلّة أمطار وارتفاع درجات الحرارة، أمّا السبب الثاني فيعود إلى اعتداءات المستوطنين وعدم قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم خلف الجدار أو بالقرب من المستوطنات المُنتشرة في أنحاء الضفّة الغربية.
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في الضفّة وغزّة أكثر من 575 ألف دونم، تُمثّل ما نسبته 85% من أشجار البستنة؛ منها 552 ألف دونم في الضفّة الغربية.
وإذ لفت إلى أنّ 128 ألف دونم زيتون موجودة خلف جدار الفصل العنصري، وقرب المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفّة الغربية، أشار فياض إلى أنّه في العام 2023 فُقِدَ ما نسبته 20% من موسم الزيتون نتيجة اعتداءات المستوطنين ومنع الوصول إلى الأراضي من قبل الاحتلال، أمّا هذا العام فقد زادت وتيرة الاعتداءات ومنع الوصول إلى الأراضي ممّا يهدّد بخسارةٍ كبيرةٍ في الموسم.
إبادة الزيتون في غزّة
وفيما يتعلق بقطاع غزّة، أوضح فيّاض أنّه قبل الحرب كان يوجد في قطاع غزة 1.2 مليون شجرة زيتون، لكن خلال عامَي حرب الإبادة تبقّت 100 ألف شجرة فقط، وبعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النّار أصبح جزء كبير من الأشجار المتبقّية خلف "الخط الأصفر" الذي يحظّر الاحتلال على الفلسطينيين الوصول إليه.

وبيّن أنّه في الأعوام التي سبقت الحرب كان يعمل في قطاع غزّة 40 معصرة زيت، لكن بعد الحرب تعرّضت غالبيتها للتدمير، وبقيت 5 معاصر منها تعمل بشكلٍ جزئي.
كما أوضح أنّه في الأعوام التي سبقت الحرب، كان قطاع غزّة يُنتج 5 آلاف طن زيت زيتون في الموسم، لكن بعد الحرب تُشير التوقعات إلى أنّ الإنتاج لن يتجاوز بضع عشرات من الأطنان فقط.
(خاص "عروبة 22")

