مصادر موثوق بها اطّلعت على نتائج مشاورات الرباض، ذكرت لـ"عروبة 22"، أنّ مفاوضين سعوديين، في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية، خاضوا نقاشات معمّقة وطويلة مع الحوثيين حول كل القضايا، وتمكّنوا من إسقاط كثير من العقبات التي وضعها الحوثيون خاصة فيما يتعلّق بتقاسم الموارد وصرف رواتب الموظفين المقطوعة منذ سبعة أعوام، وبيّنوا لهم بالأرقام أنّ عائدات اليمن من تصدير النفط لا تكفي لتغطية رواتب الموظفين، كما فأجأ المفاوضون الحوثيين بمعلومات دقيقة عن الأموال التي يحصلون عليها حاليًا، وأنّ ذلك دفعهم للقبول بأن يتولّى التحالف العربي تغطية بند المرتبات لمدة ستة أشهر.
ووفق هذه المعطيات، فإنّ النقاشات أفضت إلى الاتفاق على تخصيص 50% من عائدات الدولة اليمنية لتشغيل الجهات الحكومية في مناطق سيطرة الحوثيين، بعد أن كانوا يطالبون بالحصول على نسبة 70%، إلى جانب فتح عدد من الطرق بين المدن وفي مقدّمتها مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ بداية الحرب، كما تشمل التفاهمات، تجديد اتفاق وقف إطلاق النار على أن تدخل الأطراف اليمنية بعد ذلك في محادثات سياسية بهدف التوصّل إلى اتفاق على المرحلة الانتقالية.
تشكيل مجلس إدارة مستقلّ للبنك المركزي اليمني يمارس مهامه من العاصمة الأردنية
وفي حين توقعت المصادر عودة المفاوضين الحوثيين برفقة الوسطاء العُمانين إلى الرياض قريبًا لاستكمال الاتفاق، ذكرت في المقابل أنّ "التدخل الأمريكي أدى إلى وقف الاندفاع نحو إبرام اتفاقات بعيدة عن الأمم المتحدة وفي ظل غياب ممثلي الحكومة الشرعية، وضرورة الالتزام بخريطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة والمتضمّنة أيضًا تفاصيل تثبيت وقف إطلاق النار وزيادة الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء، وضمان انسياب الواردات عبر كل موانئ البلاد.
امتعاض سعودي من استمرار الانقسام في قيادة ومكوّنات الشرعية في اليمن
وبيّنت المصادر أنّ "التفاهمات تنصّ على أنه سيتم خلال ستة أشهر تشكيل مجلس إدارة مستقلّ للبنك المركزي اليمني يمارس مهامه من العاصمة الأردنية ويتولّى بمساعدة مكتب المبعوث الأممي وممثلين آخرين عن السعودية وعُمان الإشراف على توريد كل عائدات الدولة إلى البنك وتوزيعها، وتوحيد العملة الوطنية من خلال سحب الفئات التالفة والمتداولة في مناطق سيطرة الحوثيين، في مقابل سحب الطبعة الأخيرة من فئتي الألف والخمسمائة ريال المتداولة في مناطق سيطرة الحكومة".
وبشأن الاستياء الأمريكي من غياب ممثلي الحكومة المعترف بها دوليًا، ذكرت المصادر أنّ "الجانب السعودي أبدى من جانبه امتعاضه من استمرار الانقسام في قيادة ومكوّنات الشرعية في اليمن وعدم تشكيل فريق مفاوض حتى الآن، وقالت إنه أبلغ الجانب الحكومي بموعد وصول المفاوضين الحوثيين إلى الرياض إلا أن قيادة الشرعية غادرت إلى نيويورك لحضور الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة".