صحافة

الخطوط الحمراء في محدّدات الأمن القومي المصري

عبد المحسن سلامة

المشاركة
الخطوط الحمراء في محدّدات الأمن القومي المصري

هكذا هم المصريون يقفون دائمًا على قلب رجل واحد في مواجهة أي مخاطر تتعلق بوطنهم، وأمتهم، وها هم هذه الأيام يعلنون الوقوف صفا واحدا خلف قيادتهم مرددين اللاءات الثلاث (لا لتهجير الفلسطينيين..لا لتصفية القضية..لا لاستهداف المدنيين). 

أول أمس خرجت الملايين في شوارع وميادين القاهرة وكل محافظات الجمهورية بلا استثناء ترفض حملات الإبادة والتهجير التي يقوم بها جيش رسمي هو جيش الاحتلال الإسرائيلي، وليس مجرد عصابة أو جماعة أو ميليشيا مسلحة، ليعيد إلى الأذهان ما فعله جيش ألمانيا النازية الذي ربما كان أكثر إنسانية من جيش النازية الجديد في إسرائيل.

موقف مصر واضح ومحدد قبل الأزمة الأخيرة وبعدها، فلا سلام دون قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، كما أن مصر ترفض بوضوح كل مخططات التهجير قديما وحديثا، كما تؤكد دائما أنه دون قيام دولة فلسطينية مستقلة تظل الأزمج مشتعلة حتى وإن هدأت قليلا، لأنها سوف تعود مرة أخرى أقوى مما كانت، وهو ما يحدث الآن فعليا.

طوال 56 عاما استخدمت إسرائيل منذ احتلالها كامل الأراضي الفلسطينية في حرب 1967، كل أشكال العنف والحصار، والتجويع ضد الشعب الفلسطيني، كما لجأت إلى سياسة «فرق تسد» من أجل شق الصف الفلسطيني، وخلق أكثر من رأس للادعاء بعدم وجود شريك واحد، فهي التى صنعت ذلك، ودعمته فترات طويلة، ورغم كل ذلك لم تمت القضية الفلسطينية وظلت متوهجة طوال الوقت وأثبتت الأحداث والأيام أنها قضية العرب الأولى بلا منازع. .

ولأن الحرب قد تكون محفزا للسلام فقد تحركت مصر بسرعة ودعت إلى قمة القاهرة للسلام التي عقدت بالأمس في العاصمة الإدارية وشهدت حضورا دوليا واسعا من المنظمات الدولية وشارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة، والاتحادان الأوروبي والإفريقي، وجامعة الدول العربية وعدد كبير من زعماء وقادة دول العالم المهتمين بإقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط ليكون أول مؤتمر منذ عدة عقود يسعى لإحياء قضية السلام في الشرق الأوسط، ويعيد ضبط بوصلة المنطقة في إطار التأكيد على أن السلام العادل والدائم في المنطقة هو مفتاح الأمن والاستقرار لكل دول المنطقة بما فيها إسرائيل وفلسطين.

سألتُ المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عن الدوافع التي دعت القيادة المصرية لعقد مؤتمر القاهرة للسلام في هذا التوقيت؟ أجاب قائلًا: "مصر هي قلب العالم العربي، والمنطقة والقضية الفلسطينية ضمن المحددات الرئيسية للأمن القومي المصري، ومصر تؤمن بأن السلام العادل والشامل هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967".

وأضاف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قائلًا: "مؤتمر القاهرة للسلام استهدف مسارين أساسيين، الأول مسار فوري وعاجل، وهو ضرورة إنهاء الأزمة الحالية، ومنع تدهور الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن، تجنبا لوقوع ضحايا جدد من المدنيين الأبرياء". 

يتضمن هذا المسار الفوري العاجل ضرورة السماح بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة من غذاء، ودواء ومستلزمات حياتية ضرورية للشعب الفلسطيني في غزة بشكل دائم ومستدام تحت إشراف الأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأنروا»، وهو الأمر الذي بدأت بوادره أمس والسماح بدخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية.

وماذا عن مسار السلام الدائم والعادل في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية؟

أجاب المستشار أحمد فهمي: "الدولة المصرية بذلت وتبذل جهدا هائلاً لإحياء مسار السلام (...) ربما تكون الأوضاع الحالية المشحونة والمتوترة حافزا للبحث عن السلام والالتفاف حوله كصيغة عادلة ومتوازنة لصالح جميع الأطراف الإقليمية والدولية بلا استثناء وتحقيق الأمن والرفاهية لكل دول المنطقة بما فيها إسرائيل وفلسطين وكل الدول الأخرى".


لقراءة المقال كاملًا إضغط هنا

("الأهرام") المصرية

يتم التصفح الآن