السلام قوة إنسانية تعتمد على العدل والقوانين الدولية والأهداف التنموية، تتطلب الإرادة تحقيقا لرؤية متفق عليها. السلام كان عنوان القمة الدولية التي انعقدت في القاهرة للتداول حول قضية فلسطين ومستقبل فلسطين بعد أحداث غزة التي أضرت بالمدنيين والأبرياء، ولم تتخذ حتى الآن أي خطوة في اتجاه حلول سياسية تحقق السلام العادل الشامل.
خطاب القمة الدولية تحدث عن الجوانب الإنسانية، عن وقف إطلاق النار، وفتح مسارات المساعدات الإنسانية لتوصيل الغذاء والدواء، تحدث عن الحلول العاجلة لوقف القتال والمأساة الإنسانية، ولم يغفل الحديث عن المستقبل المتمثل في تحقيق السلام المستند على القرارات الدولية.
حديث القمة عن السلام لا يجب أن ينتهي بنهاية القمة، هذا هو الحل الذي يحتاج إلى تضامن دولي، ودعم سياسي وإعلامي، وإرادة دولية تنطلق من أسس متفق عليها من أهمها حق الحياة، والحرية، والأمن للجميع.
سلاح السلام لا تصنعه وتتحكم به الدول القوية، هو سلاح فكري إنساني متاح لكل من يملك روح التسامح والرغبة في توفير حياة آمنة كريمة للجميع.. سلاح السلام سلاح يرفض العنصرية والاحتلال والاستهتار بحقوق الإنسان، سلاح يرفض الحلول الأحادية التي تفرضها الدبابات والصواريخ العابرة للقارات! السلام لا يتحقق بالحصار والقصف الجوي، لا يتحقق ولا يعيش وسط أجواء إعلامية متوترة، السلام يتطلب وجود قيادات واعية شجاعة ذات رؤية متفائلة مستقلة للمستقبل.
في قمة السلام كان يفترض أن تكون مبادرة السلام العربية هي الفقرة المسيطرة في موضوعات القمة بعد الحديث الأهم عن وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية.
قمة دولية كانت فرصة لمزيد من الأصوات لإيقاظ الضمائر النائمة وتسليط الأضواء القوية على معنى السلام الشامل العادل ومعنى احترام القيم الإنسانية والقوانين الدولية.. كان البعض بحاجة إلى دروس عن تاريخ القضية.
مأساة فلسطين يعرف العالم أسبابها ويعرف حلولها لكنه عالم متناقض عاجز عن تطبيق المبادئ التي ينادي بها، مبادئ العدالة والحرية وحقوق الإنسان.. عالم يعطي حق الدفاع عن النفس لطرف دون آخر، يعطيه للمحتل ويطلب من مجلس الأمن إصدار قرار بذلك!
إنه الحل السلمي الذي يصنعه الإنسان الراغب بالحل، المتطلع إلى الأمن والاستقرار والحياة الكريمة.. هذه الرغبة هي المنطلق لتحقيق اتفاق عالمي على اختيار طريق السلام كخيار استراتيجيي يستمر العمل عليه ووضعه على طاولة تفاوض عملي دون انقطاع ودون يأس حتى التوصل إلى السلام العادل الشامل الذي لن تحققه الخطابات الدبلوماسية.
("الرياض")