صحافة

"المشهد اليوم"... مشاورات عربية حول قمة غزّة "الطارئة"!

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطورات العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، وسط استمرار آلة الاحتلال العسكرية في مطاردة المدنيين والمستشفيات والطواقم الطبية،  على وقع استفحال الخلاف بين القيادتين السياسية والعسكرية في تل أبيب، حول مسؤولية التقصير في مواجهة عملية "طوفان الأقصى"، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التراجع والاعتذار عن اتهامه مسؤولين أمنيين وآخرين في الاستخبارات بالفشل.

وبالتزامن، يستمر الترقّب سيّد الموقف في جنوب لبنان، مع ارتفاع وتيرة المناوشات المتبادلة بين جيش الاحتلال و"حزب الله" واتساع رقعتها، بما يهدد بنسف "قواعد الاشتباك" بين الطرفين، في حين تتواصل المشاورات بين عدد من الدول العربية، على رأسها المملكة العربية السعودية وفلسطين، تمهيدًا لعقد قمة عربية طارئة تبحث سبل وقف الحرب في غزة، بحيث كشف الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، لـ"الشرق الأوسط"، أن "المشاورات جارية بين فلسطين والرئاسة السعودية للقمة وبعض الدول الأخرى ذات الصلة".

وفي هذا السياق، حذرت صحيفة "الرياض" السعودية من أنّ "ما يحدث خطير وباعث لهلع العالم، ففداحته لا يمكن حصر تداعياتها لكن التعجيل بدخول المنطقة في دوامة عنف طويلة ولا مُنتهية هو أبرز المخاوف التي يبديها قارئو الأحداث الحصيفون، وهو ضرر وتهديد لا يقتصر أثره على أمن المنطقة فقط، بل إنه سيضرب ويدك مدماك الأمن والسلم الدوليين، ويجرّهما لتداعيات خطيرة وجسيمة".

بينما رأت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون ردًا على تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار العربي الأخير، الداعي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المعونات للمواطنين ورفع الحصار عنهم، والسماح بهدنة إنسانية لإدخال هذه المعونات، دليل على أنّ دولة الاحتلال لا تعير أي اهتمام للمجتمع الدولي، رغم أنّ القرار جاء بتصويت 120 دولة، أي بأغلبية ساحقة".

كما شددت صحيفة "الأهرام" المصرية على أنّ "حرب غزة أكدت أنّ هناك حاجة حتمية لإصلاح الأمم المتحدة، خاصة مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالفيتو، وضرورة توسيع عضويته، لأداء دوره في حفظ السلم الدولي، لأنّ عجزه أيضًا أدى لانهيار المنظومة الإنسانية الدولية والتي كشفت الازدواجية الغربية".

من جانبها، ركزت الصحف الكويتية على المواقف التي أدلى بها وزير الخارجية سالم الصباح، الذي أكد موقف الكويت الثابت ضد التطبيع "ما لم تقم دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وفق القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية"، لافتًا إلى أنّ "الشعب الكويتي بمختلف شرائحه متوافق مع قيادته حيال هذه القضية، وأنّ الكويت تطرق جميع الأبواب لوقف الحرب على غزّة وإدخال المساعدات الإنسانية لها".

وتحت عنوان: "حملات مسعورة تستهدف موقف الأردن المدافع عن فـلسطين"، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّها "ليست المرة الأولى التي تتبرعم فيها الحملات المسعورة وتنتشر فيها الحسابات الوهمية، كلما تعاظم الموقف الأردني دفاعًا عن القضية الفلسطينية، فقد اعتدنا ظهور حسابات من الخارج نعرف مصدرها ونعوّل على وعي أبناء شعبنا في القفز عنها وعدم التعامل مع مراميها ومساعيها الخبيثة".

أما صحيفة "هسبريس" المغربية فرأت أنّ "المنطقة الشرق أوسطية ستختلف أوضاعها تمامًا بعد الحرب الحالية أيًا كانت النتيجة، لكنّ الأمر المهم هو الوضع الجيوسياسي الذي سيحتلّه العرب في التحالفات والترتيبات الدولية التي هي قيد التشكّل، ومن المؤكد أنّ الحرب الدائرة الآن بين حماس وإسرائيل ستعجّل من بناء هذه التحالفات والترتيبات وستعقّدها أكثر في ظل بروز معطيات جديدة على الأرض".

من جانبه، بادر النظام السوري إلى مهاجمة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر صحيفة "البعث" السورية التي اعتبرت أنّ "الحرب على غزة كشفت حقيقة التحالفات كلياً أو جزئياً بعد أن استثمر الجميع في الانقسام الفلسطيني، وتاجروا بالقضية الفلسطينية حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، ليتربع رأس النظام التركي أردوغان في المرتبة الأولى حين اختفى فجأة عن بطولات غزة، وهو الذي كان على الدوام يتشدّق في كل مرة أنه مستعدّ للتضحية بكل شيء نصرةً للقضية الفلسطينية".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن