واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي المتصاعد برًا وبحرًا وجوًا على قطاع غزة، مع تخطي عدد الشهداء والمفقودين تحت الأنقاض العشرة آلاف، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن عشرات الآلاف من المصابين والنازحين والمنكوبين، في وقت انشغل العالم أمس بإخراج الدفعة الأولى من حملة الجنسيات المزدوجة عبر معبر رفح، وبدا تركيز الرئيس الأميركي جو بايدن منصبًّا على مسألة إجلاء الأميركيين من القطاع، تحت وطأة ارتفاع منسوب الضغط الداخلي على إدارته، ما اضطره إثر مقاطعة إحدى المحتجّين على كلمته خلال تجمّع لمناصريه في مينيسوتا إلى الإقرار بالحاجة إلى التوصل إلى "وقف النار".
في المقابل، ورغم تشديد مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على كون الهجمات الإسرائيلية على مخيم جباليا "قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب"، أعرب قادة الاحتلال عن إصرارهم على استكمال حرب الإبادة في غزة، فأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ ليس أمام "حماس" سوى خيارين: "الموت أو الاستسلام من دون شروط".
أما على المستوى العربي، وإذ قررت الحكومة الأردنية استدعاء سفيرها من تل أبيب، حذّرت صحيفة "الدستور" الأردنية من أنّ "ارتدادات مذبحة غزّة ستثور، عربيًا، وسيكون حساب عسير وعقاب مرير للأنظمة السياسية العربية، التي وقفت متفرّجة، وتخاذلت عن نصرة شعب فلسطين العربي في محنته المُرّة الراهنة"، معتبرةً أنّ "جزءًا كبيرًا من السخط على الكيان الصهيوني، سيتحول كرهًا على الانظمة العربية التي نكصت ونأت ولم تقدّم أيّ جهد لنصرة غزّة".
بدورها، وعشية الإطلالة المتلفزة المرتقبة لأمين عام "حزب الله"، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر إيراني مطّلع، أنّ "المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أقرّ في اجتماع ليل الثلاثاء ــ الأربعاء، اقتراحًا لقائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري إسماعيل قآني، لزيادة حلفاء طهران التصعيد ضد إسرائيل والولايات المتحدة على جميع الجبهات في المنطقة، لإجبارهما على وقف إطلاق النار في غزة".
وفي المقابل، أكدت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "الموقف العربي موحّد بشأن القضية الفلسطينية، ويأتي مرتبطًا بشكل كامل بحلّ الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، ويتمحور حول تحقيق التسوية الشاملة وفق مرجعيات الشرعية الدولية، وهو أمر يتطلّب التهدئة الفورية ووقف المواجهات العسكرية في جميع الاتجاهات".
ورأت صحيفة "الوطن" البحرينية أنّ "ما يحصل اليوم لا بد أن يتوقف، والعالم عليه أن يتدخل، وأمريكا عليها أن تخجل من دعمها للقتل الصريح والمقصود"، وسألت كل "من ينهج نهجًا في دعمه الصريح لما تفعله إسرائيل: ما الهدف مما يحصل؟ هل الهدف أن تقتلوا كل أطفال فلسطين؟".
كما لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "دولة الإمارات تخوض معركة دبلوماسية ضارية في الأمم المتحدة لوقف المجزرة التي يتعرّض لها أهالي غزة، وتعمل على إقناع دول العالم بضرورة التوصّل إلى تسوية سلمية عادلة للقضية الفلسطينية، تحقّق للشعب الفلسطيني تطلّعاته في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على أرضه وعاصمتها القدس الشريف".
كذلك أشارت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنه "منذ بدء العدوان الإسرائيلي ظلّت دولة قطر تقود تحركات واتصالات واسعة على كل المستويات إقليميًا ودوليًا، من أجل وقف الحرب، وضمان تدفّق قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة".
وبالتزامن، رأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "ما حدث خلال 7 سنوات من الثورة الجزائرية، من قتل وتدمير ومجازر وأهوال، يحدث الآن في غزة، الإجرامُ نفسه يتكرّر، ومحاولات إخماد ثورة الفلسطينية لا تفتر، لكننا نؤمن بأنّ النتيجة واحدة، وهي دحرُ الاحتلال الصهيوني عن أرض فلسطين مهما طال الزمن، كما دُحر الاحتلالُ الفرنسي عن الجزائر بعد 132 سنة كاملة".
مصريًا، وتحت عنوان: "سيناء خط أحمر"، أوضحت صحيفة "الأهرام" أنّ "خبراء الأمن القومي المصري يعرفون أنّ أفضل طريقة للحفاظ على سيناء هي تنميتها، ومن هنا جاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي إنجاز ملحمة تنمية غير مسبوقة بها"، موضحة أنه "تم حتى اليوم إنفاق ما يزيد على 600 مليار جنيه على مشروعات تنمية سيناء، وهناك خطط بإنفاق 363 مليار جنيه أخرى، لتنفيذ مئات المشروعات حتى عام 2030".
(رصد "عروبة 22")