تفلت إسرائيل بجرائمها لأن المجتمع الدولي يسمح لها بذلك، منذ اليوم الأول لانطلاق عملياتها ومواقف الدعم والتبرير لردة الفعل العنيفة تنهمر عليها من حكومات الغرب حتى حصدت خلال أيام آلاف القتلى من الأطفال و النساء والأبرياء في قطاع غزة!
لم يكن هؤلاء الأبرياء خصومها الذين نفذوا عمليات السابع من أكتوبر، ولم تكن بيوتهم ومساجدهم ومستشفياتهم التي هدمت على رؤسهم مقار ومعسكرات حركة حماس والجهاد التي تعلن شن الحرب عليهما، بل كانوا وكانت أهدافاً مدنية يحرمها القانون الدولي، وسبق أن حوكم مرتكبوها في حروب سابقة وتم وصمهم في التاريخ بأنهم مجرمو حرب، فما هي الحصانة التي يملكها الإسرائيليون لممارسة قتل الأبرياء وما فرق ممارستها عما ارتكبته الميليشيات في العراق وسورية واليمن ضد النساء والأطفال؟!
وكل من ساند إسرائيل في هذه الحرب الدموية هو شريك لها، خاصة من يمارسون التناقض بالدعوة للهدنة الإنسانية وفي نفس الوقت يرفضون وقف إطلاق النار، وكأن الهدف إتمام مهمة إبادة الفلسطينيين وتهجير من ينجو منهم!
حماس شريكةٌ أساسيةٌ في هذه المأساة، فقد دفعت أرواح الأبرياء ثمناً لمغامرة عبثية ستنتهي بوضع أكثر سوءاً وتعقيداً للقضية الفلسطينية، بينما تنصل حلفاؤها من فعلتها وتخلوا عن نصرتها وسمحت لهم باستخدامها في حسابات مصالح التكسب والابتزاز السياسي مع الغرب!
باختصار.. جميع من شاركوا في هذه المأساة الدموية منذ فجر السابع من أكتوبر وحتى اليوم هم شركاء في أبشع جرائم الإبادة الإنسانية في هذا القرن!
("عكاظ") السعودية