صحافة

"المشهد اليوم"... حرب الإبادة تتواصل و"قواعد الاشتباك" تهتزّ في جنوب لبنان

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة والذي سجّل، يوم أمس، ما لا يقلّ عن 100 غارة جوية على أجزائه الشمالية خلال نصف ساعة فقط، بينما برز بالتزامن تطوّر خطير على مستوى اهتزاز "قواعد الاشتباك" على جبهة الجنوب اللبنانية، وهو ما تمثّل في استهداف المسيّرات الإسرائيلية سيارة مدنية لدى مرورها بين بلدتي عيترون وعيناثا ما أدى إلى إستشهاد 3 أطفال لبنانيين وجدّتهم، الأمر الذي ردّ عليه "حزب الله" باستهداف مستوطنة "كريات شمونة" متوعّدًا إسرائيل بتدفيعها "ثمن جرائمها".

وفي هذا السياق، جددت الولايات المتحدة الأميركية تأكيدها العمل على منع اتساع رقعة الحرب في المنطقة، وأكد الناطق الإقليمي باسم خارجيتها ساميويل وربيرغ، في تصريح لصحيفة "الراي" الكويتية أنّ "منع توسّع الصراع في المنطقة يُعد أولوية بالنسبة لواشنطن"، بيد أنه لفت في الوقت نفسه إلى أنه "لا يُمكن التكهن بشيء" في إشارة إلى احتمال تدحرج الأمور على جبهات القتال.

أما على المقلب الإسرائيلي، فأثار تصريح وزير حكومة الاحتلال عميحاي إلياهو، الذي لم يستبعد فيه "إلقاء قنبلة نووية" على قطاع غزّة لتحقيق هدف القضاء على حركة "حماس"، موجة تنديد عربية واسعة، إذ رأت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ هذا التصريح "يمثّل خرقًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتصعيدًا خطيرًا للبقاء في دائرة الحرب طويلًا، ما يتطلّب من المجتمع الدولي العمل فورًا على موقف موحّد للتصدي العاجل لمثل هذه الانتهاكات وهذا النوع من خطابات الكراهية".

بدورها نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر فلسطينية إشارتها إلى أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد، الأحد، لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، استعداده لقبول تولّي المسؤولية عن قطاع غزة، ولكن "ضمن أجواء جديدة بلا حرب أو عنف، وضمن مَنح (منظمة التحرير) الفلسطينية زمام الحكم في كل المناطق؛ قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية".

بينما أوضحت صحيفة "الجريدة" الكويتية أنه رغم التباين الذي ظهر خلال اجتماع عمّان، بين وزير الخارجية الأميركي ونظرائه من السعودية ومصر وقطر والإمارات والأردن، إضافة إلى ممثلين عن الفلسطينيين، لم تسقط المفاوضات بشأن التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، لافتةً إلى أنّ هناك "توافقًا عربيًا على وضع مهلة للحراك الدبلوماسي الأميركي، أقصاها موعد انعقاد القمة العربية، السبت المقبل، للوصول إلى تطبيق للهدنة أو وقف إطلاق النار".

كما أكدت صحيفة "الدستور" الأردنية أنه "على مراكز صنع القرار الأميركي تقييم الآثار السلبية البالغة، التي خلّفها اجتماع بلينكن مع وزراء الخارجية العرب الستة في عمان"، مشيرةً إلى أن "الإدارة الأميركية عقدت مفاضلة تاريخية حاسمة، في أشد اوقات حاجة الحلفاء العرب إليها، بين الحق العربي وبين الاحتلال الإسرائيلي، فانحازت ضدنا انحيازًا فاضحًا".

من جانبها، أوضحت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "المؤتمر أظهر التباين الكبير فى وجهات النظر بين الموقف الأميركي والمواقف العربية، بحيث برزت نقطتان أساسيتان للاختلاف: الأولى الاختلاف ما بين الهدنات الإنسانية ووقف إطلاق النار، فبينما يتمسّك الموقف العربي بوقف النار، فإن الموقف الأميركي ينحاز إلى إقرار هدنات إنسانية مؤقتة. والثانية أنذ الموقف العربي يعطي الأولوية لحياة المدنيين الفلسطينيين، بينما يقدّر الجانب الأمريكي الوضع الإنساني للسكان فى غزة، لكنه يرى أن ذلك لا ينبغي أن يمنع إسرائيل من ممارسة ما سماه بلينكين بالحق فى الدفاع عن نفسها ضد حماس".

بدورها، لفتت صحيفة "الوطن" البحرينية إلى أن قضية فلسطين لا يمكن أن تكون بالنسبة لنا "أسود أو أبيض"، بل هو موقف واحد ولون واحد بأننا مع إخواننا في فلسطين وأن قضيتهم قضيتنا فنحن معهم ضد ما يتعرضون له من ظلم وضد من يقف مع الظالم، فغدًا لن يكون هناك تبرير عن كلمة قيلت ظلمًا أو لفعل متخاذل، لأنّ لا أمم متحدة في هذا اليوم ولا مجلس الأمن، بل الحق سبحانه هو من يحكم وحكمه العدل".

أما صحيفة "الشرق" القطرية فأكدت مواصلة الدوحة حراكها على الصعيدين الإقليمي والدولي من أجل وقف العدوان على قطاع غزة، حيث وصل الوضع الإنساني الكارثي إلى مستويات غير مسبوقة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب المزيد من ممارسات الإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، فضلًا عن قصف المدارس والمستشفيات والمخيّمات، وغيرها من المنشآت المدنية بمن فيها النازحون من النساء والأطفال وكبار السن، دون أي اعتبار للقوانين الدولية.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن