واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، والتي دخلت شهرها الثاني مسجلةً 13 ألف شهيد ومفقود تحت الأنقاض، جلهّم من الأطفال والنساء، في وقت لا يزال الدعم الأميركي المطلق للمجازر الإسرائيلية يبقي العالم متفرّجًا عاجزًا عن ردع تل أبيب، وسط تجديد مجلس الأمن الدولي فشله أمس في اعتماد مشروع قرار لوقف الحرب في القطاع.
وإذ وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش قطاع غزّة بأنه أصبح "مقبرة للأطفال"، مطلقًا النداء من أجل "وقف إنساني فوري" لإطلاق النار، أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التأكيد على المضيّ قدمًا في حرب الإبادة ضد القطاع ورفض أن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار ما لم تُفرج "حماس" عن الرهائن لديها، معلنًا أنّ إسرائيل هي من ستتولى "المسؤولية الأمنية الشاملة" في غزة بعد الحرب.
في هذا السياق، شددت صحيفة "عكاظ" السعودية على كون "الإبادة في غزّة تتم بأيدي إسرائيليين مرضى نفسيًا بعقدهم التلمودية، وبتمويل وإدارة ومباركة من نظم غربية شريكة بعلاقة وراثية بين الاستعمار الغربي والاحتلال الإسرائيلي والحركة الصهيونية في تحقيق مستهدفات بقيت خفية من خلال الإبقاء على مؤسسات مشبوهة مثل الناتو للتخلّص من البشرية غير الأوروبية، والاستمرار بنهب وسرقة الدول الفقيرة وتصفية أهلها".
كما رأت صحيفة "الشرق" القطرية أن "المجتمع الدولي مطالب بالتعامل بجدية مع التصريحات الإسرائيلية بشأن التهديد بضرب قطاع غزة المحاصر بقنبلة نووية وأخذها على محمل الجد، وألّا يكتفي العالم بالإدانات وحدها، بل ينبغي أن يتبعها تحرّك عاجل من المجتمع الدولي على أكثر من مسار، سواء في اتجاه الضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف العدوان والمجازر التي يتعرّض لها الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، أو على صعيد توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني".
من جانبها، لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن "زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى رام الله واللقاء مع الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية إنجاز سياسي ثمرة الجهد الأردني المدعوم بحائط الصد العربي، والإقرار أنّ عنوان فلسطين هو منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي، تم شطب مشاريع التبديل من قبل المستعمرة التي سبق وأن تفهّمتها واشنطن".
وفي سياق الرهان على الدور العربي، رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "أحد أسباب أهمية القمة الطارئة، أنها تمثل موقفًا عربيًا موحدًا وفاعلًا تجاه القضية الفلسطينية، وهو أمر ضروري حتى لا تتحكّم أي قوى إقليمية في مسار القضية، وتعطي لنفسها حق التحدث باسم الفلسطينيين، مستغلةً ارتباطها القوي ببعض الفصائل الفلسطينية، وهو موضوع في منتهى الخطورة لأنه قد يحوّل القضية الفلسطينية إلى مجرد ورقة بيد هذه القوى الإقليمية تستخدمها لتحقيق أغراضها والدفاع عن مصالحها".
في حين لفتت صحيفة "الوطن" البحرينية إلى "حقيقة مهمّة تبيّنت وهي أن من يقف مع القضية الفلسطينية بحق هم العرب فقط، وخاصة مصر والسعودية ودول الخليج العربية، والموقفان المصري والأردني اللذان رفضا تهجير الفلسطينيين خارج غزّة حتى لا تكون هناك نكبة ثانية، وهذا هو الموقف العربي والأيام سوف تكشف المزيد".
وفي المقابل، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية معلومات تفيد بأنّ "المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وعد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بفتح مخازن سلاح الحرس الثوري أمام الحركة، لكنه لم يقدّم أي وعد أو تعهّد بفتح أي جبهة (إقليمية) دعمًا لغزّة".
بينما كشف مصدر مقرّب من حكومة محمد شياع السوداني العراقية، لـ"الشرق الأوسط"، أنّ "الحكومة تواجه ظروفًا صعبة هذه الأيام طرحتها الحرب في غزة، وهو يسعى بكل جهد للسير على طريق عدم تورط بلاده في هذه الحرب"، ولفت إلى أنّ "موقف السوداني ضد الحرب وداعم للقضية الفلسطينية، وهذا أمر معلن، لكنه يواجه ضغوطًا هائلة نتيجة التحرّكات والمواقف المتشدّدة التي تتخذها بعض الفصائل المسلحة ضد قواعد ومصالح الولايات الأميركية في العراق".
بينما أشارت صحيفة "هسبريس" المغربية إلى أنه "في ظلّ استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، واستمرار أرقام عدّاد الضحايا في الارتفاع، طالب مغاربة إسرائيل بتدخّل المملكة المغربية في شخص الملك محمد السادس من أجل وقف الحرب الدائرة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، والإشراف على صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين، بالنظر إلى الثقة التي تحظى بها الرباط لدى جميع الأطراف، وسمعتها الدولية، إضافة إلى تجاربها السابقة في الوساطة في الأزمات، آخرها الأزمة الليبية".
(رصد "عروبة 22")