إنّ الكذب الصهيوني يكمن في أنه لم يقدم رواية يمكن أن تصمد لفترة طويلة بعد أن قامت قوات المقاومة الفلسطينية باقتحام المنظومة الأمنية الموضوعة بعناية فائقة في السابع من شهر أكتوبر الماضي، فانتفض الصهاينة من خلال الخبراء المختصين بعد أن اتفقوا على تسويق فكرة قيام المقاومة الفلسطينية بقتل وبقطع رؤوس الأطفال، وأوصلوا تلك الأكذوبة إلى العالم الذي «يمونون» عليه، لتتلقفه وسائل الإعلام، خاصة أنها تكرّرت من قبل رؤساء الدول الغربية وفي مقدمهم بايدن، فتبعه الكثير من مقدمي البرامج، بيد أن بعض وسائل الإعلام النادرة التي تتسم بالموضوعية اكتشفوا زيف ما قدمت الحكومة الإسرائيلية ومنهم صحافي اسرائيلي، فكانت الفضيحة وردة الفعل المحرجة خاصة من قبل الرئيس بايدن الذي لم يعتذر لكنه طلب من البيت الأبيض القول إنهم غير متأكدين.
ولو فكر الصهاينة ملياً لكانوا صادقين في ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي، وبالتالي فإن العالم سوف يصدقهم ويدعمهم بصورة كبيرة ليس على مستوى السياسيين بل على مستوى شعوب العالم، إلا أنهم تأثروا كثيراً بثقافة الإعلام في المنطقة، فكان اللجوء إلى الكذب وتلفيق القصص التي لا تصدق وإلى إخفاء حقيقة ما حدث وكذلك عدد القتلى والمصابين، فكان ردهم مرتبكاً وغير منطقي فهو لم يقنع الكثير من دول العالم وكذلك الكثير من شعبهم المؤيد لهم في قتل الفلسطينيين.
إن أهم نقطة يمكن أن يستخدمها الصهاينة في دعم الجانب المعنوي لجنودهم ولشعبهم خاصة الذين لديهم أبناء وقعوا أسرى لدى المقاومة الفلسطينية لأنهم ملتزمون بتعاليم الدين الإسلامي، وبالتالي فإنهم لا يجهزون على جريح ولا يعذبون كما أنهم يقدمون لهم الطعام والماء مما يأكلون، إضافة الى العناية الطبية، وقد شهد على ذلك بعض الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم.
وإن لم يرتدع الصهاينة فإن جيلاً جديداً من الأطفال الذين لم يقتلوا في تلك المجزرة ولهم الكثير من أهلهم وأحبابهم قد قُتلوا في القصف الذي اتبعته الآلة العسكرية الصهيونية وبالتالي فإنهم إن استطاعوا في المستقبل عندما يكبرون ليصبحوا مقاتلين فإنهم حتما سيلجأون إلى الانتقام ومعهم منطق العين بالعين والسن بالسن.
ولم يستطع الجيش الاسرائيلي تقديم أي نصر يُذكر يمكن تقديمه إلى أهالي القتلى والأسرى من شعبهم إلا قصف المباني والمستشفيات ودور العبادة وقتل المدنيين خاصة الأطفال و«الخدج» منهم، ناهيك عن الحصار من نقص الوقود والغذاء والماء والمواد الطبية الذي أدى الى توقف الطواقم الطبية عن تقديم العلاج لدرجة أنهم باتوا يقومون بإجراء عملية جراحية دون أوكسجين ودون تخدير.
همسة: العرب الذين يدعون إلى التطبيع مع الصهاينة هل لديهم ما يقولونه؟.
("الراي") الكويتية