اقتصاد ومال

بالأرقام.. "تقييم أوّلي" لتأثير حرب محتملة على اقتصاد لبنان!

يوجد نوع من الإجماع على أنّ نشوب حرب بين إسرائيل و"حزب الله" من شأنه أن يزيد "الطين بلّة" بالنسبة للوضع الاقتصادي في لبنان، حيث بوسع الحرب أن تُفاقم التأثير السلبي للأزمة المالية الحالية على الناتج المحلي الإجمالي والطاقة الرأسمالية.. لكن يبقى السؤال الأهم: إلى أي مدى؟ يوفّر هذا الملخّص الاقتصادي جوابًا مبدئيًا.

بالأرقام..

أظهر نموذج عازار، بلبل، وموراديان الصادر في العام 2020، أنّ معدّل نمو "مؤشر التزامن" الخاص بمصرف لبنان جيّد ومحدّد خطي هام إحصائيًا لمعدّل النمو في الناتج المحلي الإجمالي. بالإضافة إلى ذلك، بدأت إدارة الإحصاء المركزي في العام 2019 باحتساب معدّلات نمو الناتج المحلي الربعي في لبنان من الفترة الممتدة بين العام 2017 والعام 2020.

 البنك الدولي يقدّر أن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للبنان 18 مليار دولار في العام 2023

ومع تبلور الأزمة اللبنانية في العام 2020، فإنّ الجدول أدناه يُظهر أنّ التغيّرات الربعية في "مؤشر التزامن" بلغ معدّلها -10.2% في تلك السنة، بينما بلغت التغيّرات الربعية في الناتج المحلي الإجمالي في الفترة نفسها -25.5%.


حتى نحصل على تقييم مبدئي في حال اندلاع حرب، يمكننا لحسن - أو سوء - الحظ، الاعتماد على التجربة المماثلة التي حدثت في صيف 2006:

إنخفض "مؤشر التزامن" بين يوليو وسبتمبر 2006 بمعدل 27.3% بسبب الحرب التي وقعت في ذلك الربع من تلك السنة. ولو افترضنا أنّ أيّ حرب محتملة ستكون مدمّرة وشديدة، كالحرب الأخيرة، فيمكن أن نقول، وفقًا لحساباتنا السابقة والعلاقة القائمة بين "مؤشر التزامن" ونمو الناتج المحلي الإجمالي، أنّ الانخفاض المقابل في الناتج المحلي سيكون 68.3%. زد على ذلك، أنّ البنك الدولي يقدّر أن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للبنان 18 مليار دولار أميركي في العام 2023، وبالتالي فإنّ الناتج الربعي سيبلغ 4.5 مليار دولار أميركي.

إذا نشبت حرب بين إسرائيل و"حزب الله" فسيتمثّل التأثير الربعي حتى أواخر ديسمبر 2023 بانخفاض بقيمة ثلثي الناتج الإجمالي

وعلى هذا النسق، إذا نشبت حرب بين إسرائيل و"حزب الله" في الربع الأخير من 2023 فسيتمثّل التأثير الربعي حتى أواخر شهر ديسمبر 2023 بانخفاض بقيمة 3 مليار دولار أميركي (0.683x4.5)، أو بتعبير آخر، ثلثي الناتج الإجمالي. ولكن هذا ليس كل شيء: بما أنّ نسبة رأسمال لبنان 5، فإنّ الانخفاض المقابل في الطاقة الرأسمالية سيسجّل 15 مليار دولار أميركي.

ما ورد أعلاه هي أرقام مبدئية إلا أنها ليست اعتباطية، والبؤس الناتج عنها سيكون جوهريًا بالقدر نفسه والأهم هو أنه يوجب الدفع نحو التفكير مرّتين بمدى صوابية إشعال فتيل الحرب، علمًا أنّ تحليل التكلفة والعائد سيضع البلد في عجز مالي، ناهيك عن أنّ أغلبية اللبنانيين لا تريد الحرب، والحكومة اللبنانية كذلك بطبيعة الحال، وسط الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد في الوقت الحالي!.

(خاص "عروبة 22")

يتم التصفح الآن