طرفا النقيض

لا توجد حرب دون نهاية طال الزمان أو قصر، سقط مئات الآلاف أو ملايين الضحايا ستنتهي، ثم ماذا؟ حرب جديدة وضحايا آخرون، وهكذا، ثم ماذا؟ لم نسمع أو نقرأ عن حرب لا نهاية لها، كل الحروب انتهت وخلفت وراءها الكثير من الضحايا والخسائر ولم ترقَ نتائجها إلى أسبابها، بل في أحيان كثيرة لم تحقّق أهدافها، وأحيان أخرى جاءت النتائج عكسية.

الحرب الإسرائيلية على غزة غير محسومة النتائج خاصة التي تسعى إسرائيل لتحقيقها رغم الفكر المتطرف الذي تدار به الحرب ونتج عنه دعوات متطرفة لقذف غزة بقنبلة نووية، وأخرى لإحراقها، كلها دعوات تفتقد للعقل والمنطق والإدارة السليمة للأزمات، واللجوء إلى القوة المفرطة وصولاً إلى نتائج غير مضمونة العواقب.

إسرائيل أضاعت فرصاً للسلام لا تعوض، كان بإمكانها أن تجني ثماره لآجال، وتحقق الأمن الذي تريده مقابل الأرض التي تقام عليها الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، وهو أمر لو حكم الساسة الإسرائيليون العقل والمنطق دون العنجهية والصلف وبطر القوة الذي يمارسونه دون رقيب أو حسيب لجنوا أضعاف ما سيجنونه من أفعال الفكر اليميني المتطرف الذي اختاروه ليحكمهم ويقودهم إلى أن يعيشوا وهم يبحثون عن الأمن دون أن يجدوه، وكان من الممكن أن يحققوه لو حكّموا العقل والمنطق واستجابوا لدعوات السلام خاصةً مبادرة السلام العربية التي أطلقت منذ واحد وعشرين عاماً، كيف كان حالهم سيكون اليوم؟

الحرب والسلام على طرفي نقيض، وكلاهما يحتاج إلى الشجاعة والإقدام، إسرائيل اختارت شجاعة الحرب بوسائلها المتطورة على شجاعة السلام التي تحتاج إلى تقديم تنازلات، وإلى فكر سليم يستطيع أن يعيش ويتعايش في محيطه.

("الرياض")

يتم التصفح الآن