صحافة

"المشهد اليوم"... إبرام صفقة "الهدنة والتبادل" وهذا ما نصّت عليه!

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على وقع نجاح الوساطة القطرية المصرية الأميركية في إعلان التوصل إلى إتفاق "هدنة إنسانية" لمدة أربعة أيام يتم بموجبها إطلاق سراح 50 من الرهائن المحتجزين في القطاع من النساء والأطفال دون سن 19 عامًا، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية دون سنّ 19 عامًا.

كما نصّ الاتفاق الذي سيصار خلال الساعات المقبلة الإعلان عن موعد بدء سريانه على "وقف إطلاق النار من الطرفين، وكل الأعمال العسكرية للجيش الإسرائيلي في كل مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في القطاع، وإدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالًا وجنوبًا، ووقف حركة الطيران في الجنوب على مدار الأيام الأربعة، ووقف حركة الطيران في الشمال لمدة 6 ساعات يوميًا من الساعة 10:00 صباحًا حتى الساعة 4:00 مساءً، وذلك طيلة فترة الهدنة التي تلتزم إسرائيل خلالها بعدم التعرّض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة، وضمان حرية حركة الناس من الشمال إلى الجنوب على طول شارع صلاح الدين".

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فشهد يوم أمس تصعيدًا كبيرًا في الاعتداءات الاسرائيلية، ما أودى بحياة زميلين في قناة "الميادين"، فرح عمر وربيع المعماري، ومرافقهما، بينما أعلن الأردن أن الجيش عزز انتشاره على طول الحدود مع إسرائيل، وحذر من أن أي محاولة من جانب إسرائيل لدفع الفلسطينيين بالقوة عبر نهر الأردن، سيمثل انتهاكًا لمعاهدة السلام.

وإذ رحّب الرئيس الأميركي جو بايدن بالصفقة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحماس لتبادل الأسرى، مؤكدًا أنه "راضٍ تمامًا"، وكذلك أعرب الاتحاد الأوروبي عن ترحيبه بها، وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير دفاعه الاتفاق بـ"الصعب لكن الضروري"، وتعهّدت الحكومة إثر إقراره فجر الأربعاء بـ"مواصلة الحرب ضد حماس"، فور انتهاء مفعول الهدنة، لإعادة جميع المختطفين والقضاء على الحركة وضمان عدم وجود أي تهديد لإسرائيل من غزّة.

وفي هذا السياق، رات صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "هذا الانجاز الجديد للوساطة القطرية يأتي، رغم حملات التضليل الإخباري والمعلوماتي التي تتعرض لها الدوحة، ورغم التعقيدات الكبيرة ومحاولات تقويض الجهود الرامية لتهدئة التصعيد، حيث تواصل قطر جهودها انطلاقًا من حرصها على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية كأولوية قصوى للتصدي للأزمة الكارثية، وبغية تحقيق المزيد من التقدّم البنّاء في خفض التصعيد، وصولًا إلى الوقف التام لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الأسرى خاصة المدنيين".

بينما لفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "الجهود التي بذلتها وتبذلها المملكة، منذ اليوم الأول للأزمة في غزّة، آتت أكلها بتكوين حشد دولي كبير من أجل إيقاف نزيف دم الضحايا الأبرياء من النساء والأطفال الذين قضوا نتيجة القصف الوحشي الإسرائيلي، الذي لم يراعِ أي قوانين دولية أو إنسانية، في كارثة قد تكون غير مسبوقة".

وعلى صعيد متصل، اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ قمة "البريكس" التي دعا خلالها الرئيس الصيني إلى وجوب وقف "العقاب الجماعي" بحق الفلسطينيين، تشكّل "خطوة مهمة تجاه تفهّم نحو نصف عدد سكان العالم حقيقة إسرائيل كدولة قائمة على العدوان، تنتهك كل القرارات والمواثيق الدولية، وأيضًا يتفهّم ما يعانيه الشعب الفلسطيني"، موضحةً أنه "في القمة خرجت مواقف أصيلة من دول تستلهم الإنسانية والقوانين الدولية في علاقاتها، وتتخذ من العدالة والحق طريقًا لمواقفها".

في حين أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنه "بعد أن تضع الحربُ أوزارَها (مؤقتًا)، يحتاج قطاع غزّة والضفة الفلسطينية المحتلة إلى جهود هائلة على مختلف المستويات من اجل انتزاع حقوق الشعب العربي الفلسطيني المشروعة العادلة، وفي طليعة تلك الجهود، التحضير لإعادة إعمار قطاع غزّة المنكوب وإعداد مشروع إعمار عربي دولي سيكون من أول مخرجاته، عودة المهجّرين تحت القصف من شمال القطاع".

بدورها، لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "اللحظة التي سينتهي فيها العدوان الإسرائيلي على غزّة ستبدأ فيها تقييمات ومراجعات كبيرة من جميع الأطراف"، موضحةً أنّ "ذلك لن يقتصر على أطراف الصراع المباشرين، لكنها ستشمل أيضا القوى الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والقوى الأوروبية"، موضحةً أنّ "هذه المراجعات لا بدّ أن تشمل تقييمًا أمريكيًا/غربيًا لطبيعة العلاقة مع الإقليم ومع القوى الرئيسية به، بما في ذلك الحليف الإسرائيلى نفسه، وطبيعة سياسات هذا الحليف من زاوية الأرباح والخسائر بالنسبة للمصالح الغربية".

أما صحيفة "الشروق" الجزائرية، فرأت أنّ "الضَّربات الإجرامية الجوية للكيان الصهيوني، التي أسفرت عن استشهاد آلاف المدنيين، لا تَستجيب لروح الانتقام من هزيمته العسكرية فحسب، إنما تُعبِّر في عمقها عن هاجس أمني لديه سكنه منذ السنوات الأخيرة من التفوق العددي للفلسطينيين مقارنة باليهود في كامل التراب الفلسطيني".

بينما لفتت صحيفة "هسبريس" المغربية إلى أنّ "كلمة خالد مشعل، رئيس حركة "حماس" الفلسطينية بالخارج، على هامش "المهرجان الوطني طوفان الأقصى وواجب النصرة"، الذي نظمته حركة "التوحيد والإصلاح"، الأحد الماضي، والتي دعا من خلالها الشعب المغربي إلى مخاطبة قيادته من أجل وقف التطبيع مع إسرائيل، أثارت غضب عدد من المغاربة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبر بعضهم الأمر تدخلًا في الشؤون الداخلية المغربية والقرارات السيادية للمملكة".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن