صحافة

"المشهد اليوم"... الأنظار مشدودة إلى "ما بعد الهدنة"!

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مع دخول اتفاق "الهدنة الإنسانية" لمدة أربعة أيام و"التبادل الجزئي للأسرى والمحتجزين" حيّز التنفيز صباح اليوم، على وقع تصعيد إسرائيلي سبق سريان "الهدنة"، مستهدفًا عدة مواقع في القطاع ما رفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى نحو 15 ألف شهيد بينهم أكثر من 6000 طفل، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 36 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، عدا عن آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

وإذ تبقى الأنظار مشدودة، في الوقت الراهن، نحو المرحلة التي ستلي إنتهاء الهدنة، خصوصًا في ظل تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأنّ جيشه سيستأنف "القتال بكثافة لمدة شهرين آخرين على الأقل" بعد انقضاء مدة الهدنة المتفق عليها، هاجمت قوات الاحتلال 300 هدف في قطاع غزة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في الوقت الذي يسود فيه الترقب لرصد مفاعيل هدنة غزّة على على جبهة جنوب لبنان، لا سيما إثر ارتفاع وتيرة التراشق العسكري أمس على هذه الجبهة، حيث شن "حزب الله" أعنف هجماته على المواقع الاسرائيلية، وأعلن في بياناته عن تنفيذ 22 عملية منفصلة، استهدفت عدة مواقع إسرائيلية أبرزها قاعدة زيتيم قرب مدينة صفد (مقر لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91)، التي قصفها بـ48 صاروخ ‌‏كاتيوشا.

في هذا السياق، لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "مرحلة ما بعد الهدنة المؤقتة تبدو ملتبسة وضبابية؛ لأن الاكتفاء بتبادل أعداد من الأسرى، وتسيير مساعدات إنسانية إلى القطاع خلال فترة زمنية محددة، قد تطول أو تقصر وفقًا للجهود المبذولة في هذا الشأن، إلا أنّ القيادات الإسرائيلية تؤكد على أن الحرب لن تتوقف إلى أن تحقق أهدافها، بما يعنيه ذلك من استمرار عملية الإبادة، وهذا يفترض ممارسة أقصى الضغوط لكبح جماح هذا التوجه؛ لأنه في حال استمراره، فإن أحدًا لن يضمن توسّع رقعة الحرب بما يهدّد كل المنطقة والعالم، خصوصًا أنّ دولًا كبرى دخلت شريكًا لإسرائيل في حربها".

أما صحيفة "الشرق" القطرية فأشارت إلى أنّ "تأكيد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، على ضرورة استمرار الجهود لإيقاف الحرب في غزّة، هو تعبير عن التزام دولة قطر بالعمل من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف طويل الأمد لاطلاق النار، ودعم الجهود لايجاد حل جذري للقضية الفلسطينية وفقا للمبادرة العربية وحل الدولتين، وتمتّع الشعب الفلسطيني بحقوقه غير القابلة للتصرّف، باعتباره الضمانة الوحيدة للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

بينما أوضحت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "مصر تأمل أن تكون الأحزاب الإسرائيلية والرأي العام قد استوعبوا درس الحرب، وأن يدركوا أن الاستمرار في الاستيلاء على الأراضي ومواصلة الاحتلال ستكون لهما عواقب وخيمة ولن ينعموا بأي استقرار"، مذكّرةً بأنّ "الرأي العام العالمي قد انقلب على إسرائيل، عندما شاهد تلك المجازر المروعة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، وقتلها ما يقرب من ستة آلاف طفل وأربعة آلاف امرأة".

كما أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "المملكة تكثّف جهودها وتوظّف ثقلها السياسي من أجل إنهاء التصعيد في غزّة، الذي تسبّب في كارثة إنسانية دامية"، مؤكدةً أنّ "الدبلوماسية السعودية تتحرّك في كل اتجاه من أجل إنهاء العدوان الإسرائيلي والعودة إلى مسار السلام باعتبار ذلك الحل الوحيد من أجل تعايش سلمي وسلام مستدام".

في حين رأت صحيفة "هسبريس" المغربية أنّ "الآلة المتطرّفة لإسرائيل والمجتمع الدولي الداعم لإسرائيل، التي تقود حملة تطهير ضد الفلسطينيين في غزّة اليوم، هي التي ستخلق الإرهاب والتطرّف غدًا، وتئد كل ما تم بناؤه منذ اتفاقيات أوسلو، أي ردم ثلاثة عقود من محاولات السلام الهش الذي جاء بعد وديان من الدماء وأشلاء ممن قتلوا أو شرّدوا أو سجنوا".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن