بينما لا تزال التحقيقات المشتركة بين الجانبين المصري والإسرائيلي حول حادث الحدود الذي تمكّن فيه مجنّد مصري من قتل 4 جنود من جيش الاحتلال، مبهمة التفاصيل، لكن الحقيقة التي وضحت وضوح الشمس أن القضية الفلسطينية لا تزال هي القضية المركزية في قلب وعقل كل عربي رغم كل محاولات طمس معالمها.

لا وجه للتشابه بين العملية التي نفّذها البطل المصري محمد صلاح، وبين عملية سلفه سليمان خاطر التي نفّذها في ثمانينيات القرن الماضي، فكلاهما يتباينان في الظرف الزمني والسياسي، كما أنها لا تتماثل مع العمليات التي ينفذها الشباب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه، فمنفّذ العملية الأخيرة ينتمي لجهاز أمني وترتبط بلده بمعاهدة سلام مع الكيان المحتل.

الأصحّ في تقييمنا أن ندرك ما تثيره هذه الحادثة من أسئلة عن مآلات اتفاقيات السلام السابقة والراهنة بين العرب وإسرائيل. أثبت ما جرى، عقب تنفيذ تلك العملية من احتفاء غير مسبوق بمنفّذها الذي تحول إلى "التريند" الأول في الشرق الأوسط على منصات التواصل الاجتماعي، أنّ مشاعر العداء لإسرائيل فطرية وأنها لا تحتاج إلى جرعات تثقيفية أو إعلامية لتغذيها.

تتجاوز هذه العملية ما فُرض على الشعوب العربية، منذ "كامب ديفيد" وانتهاءً بما يسمى «اتفاقات إبراهيم»، لتؤكد أنّ السلام المزعوم سيظل حبيس المستوى السياسي الرسمي، دون أن يخترق المستوى الشعبي.

وفي الوقت الذي تحاول مراكز الدراسات ووسائل الإعلام العبرية الوصول إلى إجابة سؤال «لماذا يكرهوننا؟»، قدّم البطل محمد صلاح الإجابة ليؤكد أنّ فلسطين ستظل باقية في ذاكرة العرب، وليردّد خلفه الشباب العربيّ أنّ كراهية إسرائيل "فرضُ عين" على كل شاب عربي يرى ويتابع بشكل يومي جرائم الكيان الصهيوني.

ما قام به البطل محمد صلاح أفسد على حكّامنا وأعدائنا كل محاولات زرع الكيان الغاصب في أرضنا العربية باعتباره كيانًا طبيعيًا.

"ستظلّ إسرائيل ورمًا سرطانيًا سيأتي اليوم الذي سيتعافى الجسد العربي منه"، تلك مسلّمة راسخة في وجدان شبابنا العربيّ الذي يحاولون تغريبه وتهميشه. 

(خاص "عروبة 22")

يتم التصفح الآن