صحافة

‏مذابح غزّة.. والانتخابات الرئاسية

عبدالمحسن سلامة

المشاركة
‏مذابح غزّة.. والانتخابات الرئاسية

اليوم ينطلق ماراثون الانتخابات الرئاسية في الخارج على مدى ٣ أيام، وذلك في ١٣٧ مقرا في ١٢١ دولة من دول العالم التي يوجد بها مصريون مقيمون هناك، وتم تسجيلهم ضمن قاعدة بيانات الهيئة الوطنية للانتخابات.

التصويت يتم من خلال الحضور الشخصي المصحوب بالبطاقة الشخصية، أو جواز السفر، ولن يكون هناك تصويت إلكتروني، وحسنا فعلت الهيئة الوطنية للانتخابات ذلك منعًا لأي شكوك، أو تلاعب قد يحدث في عملية التصويت الإلكتروني.

عدد المصريين بالخارج كبير، ويتجاوز عدة ملايين، وهم ينتشرون في الدول العربية، والأجنبية، وموجودون في معظم دول العالم، وتعدّ الجاليات المصرية في الخارج من أكبر الجاليات في تلك الدول، وقد شَرُفتُ بزيارة العديد من هذه الجاليات في أثناء سفرياتي الخارجية إلى أمريكا، وفرنسا، وإنجلترا، وألمانيا، والعديد من الدول العربية، والأجنبية، وهناك جاليات منظمة تقيم روابط، وأندية، وجمعيات خاصة بها، وتشكل فيما بينها مجالس إدارات لهذه الجمعيات، والأندية، والروابط، لتسهيل تقديم الخدمات لأفراد الجالية، ودعم العلاقات الاجتماعية فيما بين الأجيال الثانية، والثالثة حفاظا على الثقافة المصرية، والتقاليد الاجتماعية.

أحداث غزة الدامية طاغية هذه المرة على الانتخابات الرئاسية، فلا حديث اليوم يعلو فوق حديث غزة، ولا صوت يعلو فوق صوتها، وربما كان من بين الآثار الإيجابية القليلة لتلك الحرب الإسرائيلية القذرة تنامي وعي الشباب بالقضية الفلسطينية، واكتشاف مدى تجذر تلك القضية في الوجدان المصري، والعربي في مختلف الأجيال.

قضية غزة بالنسبة لمصر ليست رفاهية، وإنما هي قضية أمن قومي، وقضية خطر وجودي، ومن هنا فإن هذه القضية كانت كاشفة، وحاسمة في ملف الانتخابات الرئاسية، حيث أظهرت هذه القضية مدى كفاءة، ورشد، ونضج الرؤية المصرية.

يُحسب للرئيس عبدالفتاح السيسي نجاحه في ترشيد، وتعديل رؤية الغرب، وأمريكا تجاه أحداث غزة حينما كان واضحا منذ البداية في رفض التهجير، والتصفية للقضية الفلسطينية، وكان حازما، وثابتا في مواجهة الأنواء، والعواصف التي كانت تستهدف العصف بالقضية الفلسطينية، وتصفيتها، وتهجير أبناء غزة إلى سيناء مقابل حِفنة من الدولارات، والامتيازات، وأغراهم في ذلك حالة التفكك العربي، والأزمات التي تضرب الجسد العربي من كل جانب، إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان حائط الصد الذي حطم كل تلك المؤامرات.

أتمنى أن تكون هناك مشاركة قوية، وفاعلة من كل أبناء الجاليات المصرية في الخارج، وأن تكون المشاركة أكثر كثافة من أجل توصيل الرسالة المصرية إلى كل دول العالم، وكل ما يتعلق بثبات الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية، التي هي جزء أساسي، ورئيسي من الأمن القومي المصري.

("الأهرام") المصرية

يتم التصفح الآن