واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع "إضراب عالمي" عام، كان ناشطون ومؤثرون في دول عدة دعوا إليه نصرةً لأهالي القطاع وللضغط في سبيل وقف إطلاق النار، وسرعان ما تفاعل معه عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وصولًا إلى إقراره إضرابًا رسميًا في بعض الدول.
وإذ أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، أنه لن يستسلم أمام الضغوط لإثنائه عن المضي قدمًا في المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، برز موقف روسي متقدّم ضد العدوان الإسرائيلي على غزّة رأت من خلاله موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنه من غير المقبول أن تستخدم إسرائيل الهجوم الذي شنته "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مبررًا لعقاب جماعي للشعب الفلسطيني، داعية إلى "مراقبة دولية على الأرض" في غزّة.
وعلى المقلب الآخر، أظهر استطلاع للرأي أنّ دعم الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل في حربها يثير استياء ما لا يقل عن ثلث الديمقراطيين، في وقت لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يصرّ على إطالة أمد الحرب داعيًا مقاتلي حركة "حماس" إلى "الاستسلام" ومتوعّدًا بأنّ نهاية الحركة "أصبحت قريبة"، بينما أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، أنّ ما تقوم به إسرائيل هو "تمهيد الطريق لطرد سكان قطاع غزّة جماعيًا إلى مصر عبر الحدود".
أما رئيس وزراء دولة فلسطين محمد اشتية فشدد على ضرورة تجريم الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني وفرض عقوبات على الاحتلال، مؤكدًا في تصريحات نقلتها صحيفة "الشرق" القطرية على وجوب "المطالبة بوقف دائم وفوري لإطلاق النار، لأنّ الهدنة الإنسانية ليست كافية ويجب العمل على إيجاد حل سياسي دائم وشامل للقضية الفلسطينية من أجل إنهاء معاناة طال أمدها".
في هذا السياق، رأت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "النتيجة النهائية التي يجب أن ندركها أنّ العنف الإسرائيلي مهما بلغ حجمه لن يحسم القضية لصالحه، حتى وإن أخرج أهل الأرض من أرضهم، ولن يحصل الاستقرار المطلوب لإسرائيل وهي تدرك ذلك، كما أن ضعف الفلسطينيين الذي نشهده اليوم على أرضهم لن يكون نهائيًا".
بينما لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "العدو الإسرائيلى بعد أن قسَّم غزة إلى شمالها وجنوبها، وحاول ترحيل السُكَّان من أماكنهم، ما زال يتحدث عن سيناء كلام المُستعمرين والمُحتلين والغاصبين، فى حين أنّ مصر قيادةً وشعبًا قد قالت منذ اللحظة الأولى إنها لم ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية".
كما أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ بعض التسريبات الرسمية تشير إلى أن "الأردن بدأ يفكّر جديًا بفتح قنوات الاتصال مع طهران، تمهيدًا لإعادة العلاقات بينهما"، موضحةً أنه "من المتوقع أن تفتح استحقاقات ما بعد الحرب على غزّة الباب مجددًا لاستئناف العلاقة، في سياق تنويع الخيارات السياسية الأردنية والتكيّف مع استحقاقات المرحلة القادمة".
في حين اعتبرت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنه "عندما تتدخل أميركا لإبطال وقف إطلاق النار إنسانيًّا في غزّة، مع إقرار العالم أجمع بأنّ ما تقترفه إسرائيل هو تجاوز صارخ لكل مبادئ القانون الدولي، بقتلها للأبرياء واستهداف المشافي والإسعاف والمدارس والصحفيين وهيئات الإغاثة والمباني السكنيّة ومنع دخول أيّ مساعدات إنسانيّة، فهذا يعني أنّ واشنطن تطلب من جيش الاحتلال إبادة الفلسطينيين وتهجيرهم بكل الطرق، لاستكمال المشروع الاستيطاني الصهيوني الاحتلالي، خلافًا لما تبديه من تصريحات مخادعة في هذا الاتجاه".
من ناحية أخرى، لفتت صحيفة "هسبريس" المغربية إلى أنّ "آلاف المغاربة عادوا من جديد لـ"صب غضبهم" تجاه العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزّة"، مشيرة إلى أنّ "مطالب إسقاط اتفاقية التطبيع كانت الحدث الأساس في المسيرة التي شهدتها العاصمة الرباط صباح الأحد".
(رصد "عروبة 22")