واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع بروز معلومات نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" عمن وصفتهم بـ"مسؤولين أميركيين مطلعين" تفيد بأنّ الجيش الإسرائيلي بدأ عملية ضخّ مياه البحر إلى مجمّع الأنفاق التابع لـ"حركة حماس" في قطاع غزّة، مشيرين إلى أنّ عملية إغراق أنفاق "حماس" بمياه البحر قد تستغرق "عدة أسابيع".
وفي الأثناء، بدأت معالم التخبط والتباين في المواقف تطفو على سطح الإبحار الأميركي في حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وهو ما عبّر عنه صراحةً الرئيس جو بايدن خلال الساعات الأخيرة لناحية تأكيده خسارة معركة الرأي العام العالمي وتحذيره من فقدان إسرائيل الدعم الدولي وفقدان أميركا مكانتها الأخلاقية في العالم بسبب حملة القصف العسكري العشوائي في غزّة وارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين، داعيًا إلى تغيير الحكومة الإسرائيلية ومصوّبًا على عدم رغبة تل أبيب في المضي قدمًا في "حل الدولتين" الذي يحقق للفلسطينيين إقامة دولة خاصة بهم. بينما اكتفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المقابل بالإشارة إلى أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل تختلفان بشأن المرحلة اللاحقة للحرب في غزّة.
وبالتزامن، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، أمس الثلاثاء، قرارًا غير ملزم يطالب بـ"وقف إطلاق نار إنساني" فوري في غزّة، بعد فشل مجلس الأمن الدولي في هذه المهمة نتيجة الفيتو الأميركي، ما يزيد الضغوط تاليًا على واشنطن وتل أبيب، لا سيما وأنّ القرار الأممي صوّتت لصالحه 153 دولة من أصل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193.
في هذا السياق، لفتت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ "فظائع وجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة تتزايد يوما بعد يوم، وتتزامن مع تصاعد حدة الرفض الدولي لهذه الجرائم، ولعلّ آخرها وأكثرها وضوحًا، ما عبّر عنه الرئيس الأميركي جو بايدن من أنّ إسرائيل بدأت تفقد دعم المجتمع الدولي".
كذلك اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ صورة إسرائيل "الدولة المعزولة" لم تعد مجرد تعبير عن مخاوف كانت تتردد على لسان مسؤولين وصحفيين وكتّاب ووسائل إعلام في داخل إسرائيل وخارجها، بل أصبحت بالفعل "مغضوبًا عليها" جرّاء حرب الإبادة التي تخوضها في قطاع غزّة، ولم يعد من سند لها يتولى دعمها وتبرير جرائمها إلا الإدارات الحاكمة في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
بينما رأت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "ما تقوم به إسرائيل في غزّة ليس بالأمر الجديد عليها، والصمت الدولي المعلن أيضًا ليس بجديد، فهي ارتكبت من المجازر بحق الفلسطينيين ما يشيب له الرأس، وكانت النتيجة واحدة كما هي الآن، فالمجتمع الدولي وقتها أيضًا ظلً صامتًا وكأنّ شيئًا لم يكن، والذاكرة الدولية فيما يخص القضية الفلسطينية ذات اتجاه واحد فقط، هو ما تقوله إسرائيل".
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية، فأشارت إلى أنّ "الأرقام الكبيرة التي كشفت عنها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قبل أيام، بشأن العدد الكبير للجنود الصهاينة الجرحى والمعوقين والمصدومين نفسيًا بفعل حرب غزّة المستمرة منذ 7 أكتوبر إلى الآن، تؤكّد تمامًا أنّ الاحتلال يسير بخطى كبيرة نحو هزيمة تاريخية غير مسبوقة منذ قيامه في 1948 إلى اليوم".
في حين رأت صحيفة "الراي" الكويتية أنّ المقاومة والمواجهة مطلوبة؛ فلا يكون الحل إلا بالتدخل والمقاومة الفعلية التي تنهي الاحتلال، وتعود الأرض إلى أهلها ويعيش الشعب والأطفال في أمان... وإن كان اليهود المسالمون يعترضون على تلك الجرائم، فكيف بدول عربية مُسلمة لا تتفوه بكلمة؟ ولا تعترض على الأحداث المؤلمة، وتنسحب من مواجهة العدو الذي تطاول على الأمة، وما زالت صامتة ضعيفة تتهرب من المواجهة الفعلية، والأدهى إن كان الصمت لبقاء مصالح مشتركة أو خوفًا على الكراسي وأسباب أخرى خفية".
ومن جانبها، نقلت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "الأردن يشعر بالقلق من اليوم التالي للحرب على غزّة"، معتبرةً أنّ "أول ما يجب أن نضعه في اعتبارنا، الآن، هو الداخل الأردني، سواء من جهة تحصينه من أي عبث يحاول أن يتسلل إليه، تحت أي عباءة أو شعار، أو من جهة التوافق وانطلاق صوت الحكمة لدى النخبة، المفترض أن تخرج من حالة الحرد والانزواء".
(رصد "عروبة 22")