واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تأجيل جديد لتصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في القطاع إلى اليوم الجمعة تفاديًا للفيتو الأميركي، في حين لا تزال المقاومة الفلسطينية تكبّد جيش الاحتلال المزيد من الخسائر، بحيث أفادت القناة الإسرائيلية "13" بأنّ قوات الكتيبة 13 من لواء "غولاني" خرجت من قطاع غزّة وسلّمت قوة أخرى المنطقة التي كانت توجد فيها، في خطوة رجّحت القناة أن تكون مرتبطة بـ"إعادة تنظيم صفوف" الكتيبة، بعد المعارك الأخيرة في حيّ الشجاعية التي تكبّد فيها اللواء خسائر فادحة.
وعلى صعيد متصل، يحتدم الكباش بين "الهدنة" و"وقف النار" على خط المفاوضات الجارية عبر الوسطاء بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إذ لا تزال سلطات الاحتلال تسعى إلى الوصول إلى إتفاق هدنة جديد تجنّبًا لإقرار أي وقف لإطلاق النار، وأفادت "هيئة البث الإسرائيلية" بأنّ حكومة الحرب تدرس تقديم عرض إلى حركة "حماس"، يتضمّن هدنةً طويلة نسبيًا تتجاوز الأسبوع، بهدف إقناع الحركة بالموافقة على إتمام صفقة لتبادل الأسرى. لكن الفصائل الفلسطينية كانت حاسمة في المقابل بإعلانها أمس رفض أي محادثات بشأن تبادل الأسرى الإسرائيليين إلا بعد انتهاء العدوان، موضحةً أنّ "هناك قرارًا وطنيًا فلسطينيًا بأنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل إلا بعد وقف شامل للعدوان".
وتزامنًا، أشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث إلى أن تحذير تقرير دولي من خطر حدوث مجاعة في غزة مثير للقلق لكنه ليس مفاجأة، محذرًا من أنّ "كل يوم يمر على غزّة مع هذا الحرمان والدمار سيؤدي بسكان القطاع لمزيد من الجوع والمرض واليأس".
في هذا السياق، رأت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب مزيد من جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني واستمرار إفلاتها من العقاب والردع، يعمّق فشل المجتمع الدولي والمحاكم الدولية المختصة، ويضرب أية مصداقية للعدالة الدولية، ويفقدها أية قيمة عملية".
بينما اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "كل ما ينشر عن "اليوم التالي" مجرد أفكار، لأنّ "اليوم التالي" لم يأتِ بعد، ولم تُعرف نتائج ما قبله حتى يُبنى على الشيء مقتضاه، لكن ما يدور في الذهن الإسرائيلي حول مستقبل القطاع أشبه بالتمنيات المستحيلة التي تستند إلى مشروع أثبت فشله في اقتلاع الشعب الفلسطيني وإنهاء حلمه في استعادة أرضه المحتلة".
من جانبها، أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنه "لا يوجد أي بعد إنساني يجمع الكتلة البشرية التي اسمها إسرائيل بجيرانها سوى أنهم بشر، وهذا الشعب ليس منبتًا من جيرانه فحسب، بل من البشرية كلها"، لافتة إلى أنه لا أقارب له في هذا الكون ولا أرومة ينتمي إليها، كأنه هبط من الفضاء من أحد الكواكب البعيدة (ALIENS)، ولعل هذا ما يفسر القسوة التي يتعاملون بها مع خصومهم، ليس لهم قريب في هذا الكون سوى سلاحهم الذي يمثّل تواصلهم الحميمي مع الآخرين".
أما صحيفة "الجريدة" الكويتية فكشفت أنّ "إيران تلقت من الولايات المتحدة تحذيرًا تشدد فيه على إمكانية توسيع حرب غزّة إقليميًا، والصدام المباشر مع طهران في حال استمرار وكلائها بالمنطقة في استهداف السفن بالبحر الأحمر ومهاجمة قوات أميركا وقواعدها في العراق وسوريا".
كما لفتت صحيفة "الشروق" المصرية إلى أنّ "التصعيد في باب المندب لا يحمل في طياته سوى الضرر الجسيم والمخاطر على مختلف الأصعدة"، وأردفت: "ليس تأجيج التوتر وعسكرة تلك المنطقة الجغرافية الحساسة تحت مختلف الحجج والذرائع إلا حلقة من حلقات الصراع الدولي المتناحر وصراع المصالح التي ستفعل كل شيء وأي شيء لتحقيق أهدافها".
(رصد "عروبة 22")