صحافة

سقطة أمريكا "الجديدة"!

عبدالمحسن سلامة

المشاركة
سقطة أمريكا

مرة أخرى، ولن تكون الأخيرة، تسقط أمريكا في «مستنقع الظلم، والكراهية» برفضها الوقف الفوري، والشامل لإطلاق النار في غزة، واستخدام سلاحها الملعون المعروف باسم حق النقض (الفيتو) ضد التعديل الذي تبنته روسيا لـ«وقف عاجل، ومستدام للأعمال القتالية»، ليخرج القرار الجديد «كسيحا» بعد أن نجحت الولايات المتحدة الأمريكية، بضغوطها، وتعنتها، واستخدام حق النقض، في إفراغ نص مشروع القرار من مضمونه، خاصة فيما يتعلق بآلية إدخال المساعدات، وكذلك إطلاق يد إسرائيل في عملياتها ضد المدنيين.

مندوب روسيا وصف القرار بأنه يسمح لإسرائيل بـ«تطهير القطاع»، مما جعل بلاده تمتنع عن التصويت لمصلحته، أو ضده، في إطار موقف أخلاقي له كل التقدير، والاحترام، لأنها رفضت استخدام حق النقض حتى لا يتم تعطيل تقديم المساعدات الإنسانية.

ربما يكون القرار له بعض الجوانب الإيجابية، كما وصفته الخارجية المصرية، حيث يسهم في تخفيف حِدة المعاناة الإنسانية في القطاع، لكنه أيضا، كما أكدت الخارجية المصرية، خطوة غير كافية، لأنه لم يتضمن المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، باعتبار أن وقف إطلاق النار هو الضمانة الوحيدة لتوفير البيئة المواتية لتنفيذ القرار، والسبيل الوحيد لوقف نزيف الدماء في غزة.

القرار الذي أصدره مجلس الأمن، بعد «شد، وجذب»، وفيتو أمريكي، أعدته مصر، والإمارات، وحاز موافقة ١٣ عضوا من أعضاء المجلس، وامتناع واشنطن عن التصويت، بما يؤكد أن أمريكا لا ترغب أيضا في تقديم المساعدات إلى أهالي غزة، وأنها تفضل تركهم يتضورون جوعا، وعطشا، وهلاكا، في مأساة إنسانية غير مسبوقة، ووصمة عار على جبين الإدارة الأمريكية (الراعى الرسمي للإرهاب الإسرائيلي).

امتناع روسيا عن التصويت يختلف عن امتناع أمريكا، لأن روسيا أرادت وقف إطلاق النار فورا، لأن ذلك هو الحل لإنهاء مأساة السكان في قطاع غزة بعد أن بلغ عدد الشهداء أكثر من ٢٠ ألفا، والمصابين ٥٣ ألفا، بينما امتناع أمريكا عن التصويت يؤكد أنها تتبنى الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني جوعا وعطشا وحصارا.

الغريب أن الاتحاد الأوروبي أصدر بيانا حذر فيه من أن مؤشر الأمن الغذائي في القطاع قد انهار، وأن ١٠٠٪ من سكان غزة يعانون الجوع، في انتكاسة غير مسبوقة، لم تحدث من قبل في أي مكان في العالم، فهل تصل هذه الصرخة المُدَوية إلى الإدارة الأمريكية، أم أنها تنتظر لحين إبادة الشعب الفلسطيني في غزة كاملًا؟.

("الأهرام") المصرية

يتم التصفح الآن