واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تسارع وتيرة التحركات والاتصالات المصرية من أجل حسم المواقف بشأن "الإطار" الذي طرحته القاهرة لإنهاء الحرب. في حين منح مجلس الحرب الإسرائيلي "الضوء الأخضر" لرئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية دافيد برنيع، للمضي قدمًا بشأن المقترح القطري، المتعلّق بصفقة جديدة للهدنة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس".
ميدانيًا، احتدمت خلال الساعات الأخيرة الاشتباكات العسكرية في مناطق وسط وجنوب قطاع غزّة، بالتزامن مع ما نقلته "القناة 12" الإسرائيلية عن أنّ جيش الإحتلال "قلِق من عدم وجود تحرك سياسي يسوّغ استمرار الحرب في القطاع، أو يحدّد أهداف القتال في المستقبل القريب"، بينما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اعتقاده بأنّ الحرب في غزّة وجبهات أخرى في المنطقة ستستمر شهورًا عديدة أخرى، مع تصويبه في الوقت عينه على منطقة "محور فيلادلفيا" الحدودية بين غزّة ومصر، مشددًا على أنّ هذه المنطقة ينبغي أن تكون "تحت سيطرة إسرائيل".
في المقابل، اعتبرت صحيفة "الشروق" المصرية أنّ قرار مجلس الأمن الأخير، رقم 2720 بتاريخ 22 ديسمبر 2023، "أضرّ بالموقف الفلسطيني والعربي عندما وافق ضمنيًا على استمرار القتال لحين تهيئة "الظروف الملائمة" لوقف إطلاق النار، وعهد إلى الأطراف بالعمل على تهيئة هذه الظروف".
بينما لفتت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ "استمرار الحروب، خاصة الصراع في غزّة، يُعد خطرًا على المنطقة بأسرها، مما يطرح ضرورة العمل على حل هذه الأزمة بتضافر جهود دول المنطقة والدول الكبرى من أجل التهدئة وإيجاد حلول جذرية للقضية الفلسطينية".
أما صحيفة "الدستور" الأردنية فرأت أنّ "المطلوب بعد البيان الصادر عن خمسة من فصائل المقاومة الفلسطينية، حددت فيه خطة مواجهة وطنية فلسطينية، مبادرة من الرئيس محمود عباس، للقاء في القاهرة، الأقرب إلى قطاع غزة، والمكلّفة رسميًا من قبل الجامعة العربية في متابعة الملف الفلسطيني والعمل على معالجته"، معتبرةً أنّ "هذه الخطوة تقطع الطريق على كل المبادرات والاقتراحات الأميركية والإسرائيلية وغيرها، نحو ما يُسمى "اليوم الثاني" لوقف الهجوم الإسرائيلي".
من ناحيتها، أشارت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "معركة طوفان الأقصى كشفت مدى هشاشة التوازنات الجيواستراتيجية في العالم، وأنّ هذه التوازنات تعيش مرحلة انتقال من وضع إلى آخر مما يُنبئ بصراعات قادمة لا شك فيها ليس بين الدول الكبرى وغيرها من الدول مباشرة إنما بين القوى الكبرى والكيانات الأخرى ما دون الدولة".
وبالتزامن، لفتت صحيفة "هسبريس" المغربية إلى أن "سلطة الغرب أعمت أخلاقية المنظمة الأممية، وعرت كل ما تبقى من أقنعته الخفاشية، بعد أن استوعبت قناعاته المشؤومة، الفاشستية الصهيونية في أبشع صورها، حيث انقضت الأخيرة بحلف شيطاني مع "الغرب"، بقيادة الولايات المتحدة، لإبادة غزّة المحاصرة المحتلة، وتدميرها وتهجير ما تبقى من ساكنتها".
(رصد "عروبة 22")