واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع إرتفاع مستوى التوترات الإقليمية المرتبطة بهذا العدوان، بحيث شنّت مقاتلات تابعة لسلاح الجو الأميركي والبريطاني غارات استهدفت مواقع تابعة لميليشيا الحوثي في اليمن، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، بينما أوضح رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أنّ الضربات الأميركيّة والبريطانيّة ضدّ الحوثيين، الذين كثفوا هجماتهم على السفن في البحر الأحمر خلال الأسابيع الأخيرة، كانت "محدودة وضرورية ومتناسبة".
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فتركزت الأنظار، أمس، على زيارة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين إلى بيروت، حيث شدد على "ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنًا التوصل إلى اتفاق حل نهائي في الوقت الراهن"، داعيًا إلى "العمل على حل وسط مؤقتًا لعدم تطوّر الأمور نحو الأسوأ".
وبالتزامن، بدأت أمس جلسات محاكمة إسرائيل بجرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين أمام محكمة العدل الدولية، بموجب دعوى رفعتها جنوب أفريقيا تؤكد فيها انتهاك إسرائيل اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، مشددةً على أنّ الهجوم الذي شنّته حركة "حماس"، في السابع من أكتوبر، لا يمكن أن يبرر ما ترتكبه القوات الإسرائيلية من جرائم إبادة في قطاع غزة. بينما هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دولة جنوب أفريقيا، متهمَا إياها بتقديم "النفاق والأكاذيب" إلى محكمة العدل.
وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "جنوب أفريقيا، قيادةً وشعبًا، تستحق التحية وهي تقود العالم للوقوف في وجه الظلم والإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية التي تمثل الضمير العالمي، خصوصًا أن هذه الدعوى تشكل جانبًا مهمًا في تعبئة المجتمع الدولي من خلال توضيح جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي في غزّة، وأهمية إخضاعه للمحاسبة على ممارساته وفقًا للقانون الدولي".
ورأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن "الحرب على غزّة، وقبلها أوكرانيا، وفي العديد من الحروب والصراعات على المستويين، الإقليمي والدولي، كشفت الجانب الخطر الذي نعانيه اليوم، والمتعلق بانهيار منظومة القيم الإنسانية والحضارية، والصراع من أجل القوة والبقاء، ولو على حساب المستضعفين، كأن العالم تحول إلى عالم من دون نظم، وقواعد، وقوانين دولية تحكم العلاقات بين دوله وشعوبه، وكأن الأمم المتحدة تحولت لمجرد غطاء لهذه الحروب".
بينما شددت صحيفة "عكاظ" السعودية على أهمية "أن نستشعر مكامن قوتنا ونضخمها ونوظفها لخدمة قضايانا بعيدًا عن البنادق والتفجير والمغامرات الخاسرة والمؤلمة كما نشاهده اليوم في غزّة، ولو لمرة واحدة وننتظر ونرى لعلنا نرى الأمور بمنظار مختلف. لعلنا نغلق المنافذ في وجه المستفيدين من هذه الدماء البريئة الغالية ونخلق بيئة مختلفة ونحقق ما عجز عنه أصحاب الشعارات والأجندات المدمرة".
بدورها، لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن "التاريخ سوف يتوقف طويلًا أمام صمود غزّة ما يقرب من مائة يوم أمام الجبروت الهمجي لإسرائيل وكل من أيدها قولًا وفعلًا وصمتًا"، معتبرةً أنه "إذا كان الحاضر غير منصف والواقع افتقد الإنسانية، فإنّ التاريخ سيكون صاحب الكلمة حين يضع الأحداث في سياقها، والرجال في أماكنهم والشعوب في مواقفها، سوف يتوقف التاريخ عند جيل جديد من شباب فلسطين الذين خرجوا من لهيب المأساة ليقدموا للعالم صورة شعب لم يفرط ولم يهادن ولم يتاجر في قضيته ويبيع أرضه".
أما صحيفة "الجريدة" الكويتية فرأت أنّ "للحرب الدائرة بين "حزب الله" وإسرائيل أبعادًا كثيرة لا تقتصر على المواجهات العسكرية القائمة على الحدود"، موضحةً أنّ "المعركة انتقلت من مرحلة إلى أخرى بعد المعلومات التي تؤكد أن اغتيال القيادي في الحزب وسام طويل جرى عبر عبوة ناسفة مزروعة بجانب الطريق، وليس عبر طائرة مسيّرة، وهو ما سلط الأضواء على احتمال وجود عملاء أو خروقات بشرية تمكّن الإسرائيليين من تنفيذ مثل هذه العمليات".
(رصد "عروبة 22")