واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزّة وجنوب لبنان، مع دخول العدوان يومه المئة. في حين بلغ عدد الضحايا، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة أمس، 23843، أغلبيتهم من النساء والفتية والأطفال، لافتةً إلى أنها أحصت 60317 جريحاً، بينما ما زال آلاف الأشخاص تحت الأنقاض. وبالتزامن، أعلن المفوض العام لـ"وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا)، فيليب لازاريني، أنّ القصف الإسرائيلي على أنحاء قطاع غزّة، تسبّب حتى الآن، في نزوح جماعي هو "أكبر تهجير للفلسطينيين منذ عام 1948".
وفي حين شارك الآلاف في مظاهرات في تل أبيب وحيفا أمس للمطالبة بـ"رحيل بنيامين نتنياهو فورًا وإجراء انتخابات برلمانية"، جدد نتنياهو التشديد على أنّ أحدًا لن يتمكن من وقف الحرب "حتى تحقق النصر". وفي تأكيد جديد على الشراكة الأميركية في العدوان على غزّة، أفاد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، بأنّ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، تقوم بجمع معلومات عن كبار قادة حركة "حماس" وتشاركها مع إسرائيل، بينما تجددت خلال الساعات الأخيرة الغارات الأميركية على قواعد الحوثيين في اليمن، وكشف الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ واشنطن سلّمت "رسالة بشكل خاص إلى إيران"، بشأن حركة الحوثي التي تشن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.
في هذا السياق، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن "الشعب العربي الفلسطيني يقف الآن في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل وأميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على الأقل"، مشيرةً إلى أنّ "الفظائع الإسرائيلية المروعة التي حركت الضمير الإنساني وأخرجت ملايين البشر من دفء فراشهم الوثير إلى صقيع الشوارع الأوروبية، يعتبرها وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بلا أساس".
بدورها، شددت صحيفة "الخليج" الإماراتية على أنّ "جنوب أفريقيا خاضت، يومي الخميس والجمعة الماضيين، معركة قضائية وسياسية ضارية في محكمة العدل الدولية، لا تقل ضراوة عن حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزّة"، معتبرةً أنّ "معركة جنوب أفريقيا هذه هي معركة العالم قبل العرب ضد العنصرية والبطش والجرائم والمذابح والإبادة الجماعية التي ترتكب في قطاع غزة ضد المدنيين".
في حين رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنّ "على الأطراف النزيهة في المجتمع الدولي مسؤولية إنصاف الشعب الفلسطيني من الظلم الصهيوني القاهر، وتمكين الشعب الفلسطيني من الحصول على الحد الأدنى من حقوقه المشروعة في أرضه، الذي يتمثل في أحد وضعين: إما حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وإما إقامة دولة ديمقراطية واحدة، يعيش فيها الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني كمواطنين متساوي الحقوق والواجبات".
بينما لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الرؤية المصرية تتمثل في ضرورة العمل على حل أو على أقل تقدير تسوية الحرب في غزة، بالتوصل إلى تهدئة طويلة نسبيًا بين طرفي الحرب وصولًا إلى وقف مستدام لإطلاق النار يؤدي إلى تبادل للأسرى والمحتجزين وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة، وأن تصبح إدارة القطاع في اليوم التالي خاضعة لوضع فلسطيني داخلي، في إطار حل شامل يؤدي في الحاصل الأخير إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967".
واعتبرت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "عدم تحرّك المجتمع الدولي لإيقاف النار في غزّة وإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية يُعد خذلانًا تاريخيًا للفلسطينيين الذين يواجهون إبادة وحشية على مرأى ومسمع العالم"، لافتةً إلى أنّ "على كافة الدول بذل جهود عاجلة وجادة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الأخيرة الخاصة بالأزمة في غزّة، من أجل ضمان الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية ومنع المزيد من التصعيد للوضع الكارثي بالفعل".
(رصد "عروبة 22")