واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع توعّد رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو باستمرار الحرب "حتى تحقيق جميع أهدافها، وهي عودة المختطفين، والقضاء على حماس، والتأكد من أنّ غزّة لن تشكل بعد الآن أي تهديد"، في حين تواصل الجبهة الداخلية الإسرائيلية تفكّكها على خلفية فشل نتنياهو وحكومته في تحقيق أي من أهداف الحرب رغم انقضاء أكثر من 100 يوم على اندلاعها. إذ أعلن حزب "ييش عتيد"، بزعامة زعيم المعارضة الإسرائيلية يئير لابيد، أنه قدّم مقترحًا لسحب الثقة من الحكومة بسبب ميزانية عام 2024، فيما قرر "حزب العمل" طرح مقترح لحجب الثقة بسبب عدم استعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، كما أفادت "القناة 12" الإسرائيلية بأنه تم إقصاء وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس الأركان، من اتخاذ القرارات المتعلقة بإجراءات نقل الأدوية إلى غزّة، ما دفع لابيد إلى الدعوة إلى إسقاط الحكومة القائمة ورئيسها.
أما على مستوى تطورات جبهة جنوب لبنان، فأعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أنّ احتمال نشوب حرب مع لبنان أصبح أكبر من ذي قبل، وأنّ الجيش الإسرائيلي يزيد من استعداده لاندلاعها. بينما أعلنت الولايات المتحدة إعادة إدراج الحوثيين اليمنيين على قائمة الكيانات الإرهابية، بسبب هجماتهم المتكررة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وذلك بالتوازي مع توجيه الجيش الأميركي ضربات جديدة على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، للمرة الرابعة في أقل من أسبوع.
وبالنسبة إلى تداعيات العدوان الإيراني الصاروخي على كل من العراق وباكستان، فبرز فجر اليوم الإعلان عن شنّ الجيش الباكستاني ضربات خلال الليل داخل إيران، كما ندّد وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، عبر شبكة "سي أن أن" بالاعتداء الإيراني على أربيل، مشيرًا إلى أنّ طهران استهدفت السيادة العراقية لأنها "لا تريد ولا تستطيع استهداف إسرائيل"، وجدد الإشارة في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، على أنّ العدوان الإيراني على العراق يأتي ضمن إطار "محاولة إيران لتصدير مشاكلها الداخلية"، مؤكدًا أن بلاده اتّخذت في المقابل إجراءات سياسية ودبلوماسية ضد طهران، ونافيًا في الوقت نفسه الادّعاءات الإيرانية حول وجود "الموساد" الإسرائيلي على الأراضي العراقية.
بدورها، رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه "لا يبدو أنّ هناك إمكانية للتوصل إلى تفاهمات كبرى بين الدول المعنية بإبقاء الصراع محدودًا في إطاره الحالي، فالواقع الميداني يشهد تحولات تدل على أن توسيع الحرب بات ممكنًا أكثر من أي وقت مضى، رغم الحديث عن رغبة كل من الولايات المتحدة وإيران في عدم الانجرار إلى توسيع رقعة الحرب".
بينما لفتت صحيفة "الوطن" البحرينية إلى "تَصادف وجود مجنون في إسرائيل يدعى بنيامين نتنياهو مع أضعف إدارة أميركية على مر التاريخ، والاثنان يقودان المنطقة إلى المجهول دون وضوح للرؤية إلى أين تتجه الأمور، ودون وجود تصور واضح لدى واشنطن لمستقبل المنطقة وما هي مآلات مصالحها الاستراتيجة فيها".
أما صحيفة "الدستور" الأردنية، فاعتبرت أنّ "قصف أربيل، بكل الحسابات، هو مشاغلة إيرانية ولفت الانظار عن تقاعس "حزب الله" التابع للحرس الثوري الإيراني عن فتح الجبهة الثانية لنجدة قطاع غزة، تطبيقًا لشعار حسن نصر الله والحرس الثوري الإيراني، وحدة الساحات".
بالتزامن، وصفت صحيفة "عكاظ" السعودية ما يحدث في البحر الأحمر بـ"الواقع الخطير، والأخطر منه ليس تبعاته فقط وإنما أيضًا طريقة التعامل معه دوليًا، وأميركيًا في المقام الأول"، وأضافت: "لا نتوقع شيئًا أكثر من أميركا خصوصًا في هذه الفترة التي بدأت فيها حمى الانتخابات الرئاسية، التي تحدث في مشهد داخلي يتصف بكثير من التعقيد والاختلاف الحاد تجاه السياسة الخارجية الأمريكية بين الحزبين المتنافسين".
ومن جانبها، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الفلسطينيين حصلوا على ما أرادوه من مكاسب معنوية عقب جر دولة الاحتلال قسرًا إلى محكمة العدل، فقد رأى العالم مشاهد تتجاوز كل كوابيس إسرائيل التي روّجت أنها مفتاح الجنة لكل القيادات المتأزمة في المنطقة، وإذ بها تدخل الجحيم بقدميها ولا تجد من ينقذها".
بينما لفتت صحيفة "الراية" القطرية إلى أنّ "قطر مُستمرة في جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة "حماس"، من أجل إبرام اتفاق تبادل للأسرى والمُحتجَزين والسماح باستدامة دخول المُساعدات الإنسانيّة والإغاثيّة والأدوية لأهل غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع وإيقاف شامل للعدوان".
(رصد "عروبة 22")