واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، حيث الجيش الإسرائيلي من هجومه على خان يونس جنوب قطاع غزة، في المعركة التي تعد حاسمة في تحديد مصير الحرب، بينما أعلنت حركة "حماس" أنها استهدفت مزيدًا من جنود الاحتلال في المدينة، ودمّرت دبابات وآليات في المعارك المحتدمة هناك.
بالتزامن، برزت حرب غربية من نوع آخر على الشعب الفلسطيني بهدف تركيعه ومحاولة تقويض مقوّمات صموده، حيث انضمت بريطانيا وكندا وإيطاليا وأستراليا وفنلندا للولايات المتحدة بإعلان تعليق فوري لتمويل منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بذريعة أنّ إسرائيل سلّمتها أدلة تدين 12 من موظفي المنظمة بالضلوع في هجوم "طوفان الأقصى".
في المقابل، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مفاوضي الولايات المتحدة وضعوا مسوّدة اتفاق محتمل يدمج مقترحات إسرائيل و"حماس"، بشأن صفقة لإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة خلال الأيام الماضية. بينما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مبادرة جديدة تقودها الوساطة العربية، بشأن صفقة تبادل الأسرى، تشمل وقف إطلاق النار لمدة 4 أشهر، وتقديم ضمانات دولية بالتوصل إلى وقف شامل للحرب المتواصلة على قطاع غزّة.
وفي المقابل، تستمر التقديرات المتفاوتة بشأن قوة ومفاعيل قرار محكمة العدل الدولية، الذي صدر أمس الأول، في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، وطالب الأخيرة باتخاذ تدابير وإجراءات لمنع حصول إبادة في قطاع غزّة، في حين لاقى القرار الذي يزيد الضغوط على إسرائيل لوقف الحرب ترحيبًا دوليًا.
وفي حين أعلنت فرنسا، بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي، أن المجلس سيعقد اجتماعاً طارئاً، الأربعاء المقبل، لبحث التدابير العاجلة التي أقرتها المحكمة. يعقد مجلس جامعة الدول العربية دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم برئاسة المغرب، بناء على طلب فلسطين لاتخاذ موقف عربي موحد إزاء قرار محكمة العدل الدولية.
وفي وقت شنّت القوّات الأميركيّة، فجر اليوم، ضربات استهدفت موقعًا للحوثيّين في اليمن بعد هجومهم على ناقلة نفط بريطانيّة اشتعلت فيها النيران في خليج عدن، أكد وزير الخارجية الكويتية عبدالله اليحيا، في حديث لصحيفة "الراي" الكويتية، أنّ "التوتر وعدم الاستقرار سيظل سائداً في منطقتنا ما لم ينل الشعب الفلسطيني كافة حقوقه السياسية المشروعة، وتتوقف إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال عن ممارساتها وانتهاكاتها للقانون الإنساني الدولي وبناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وإغلاق المناطق واستمرار فرض الحصار على غـزة وتدنيسها لحرمة الأماكن المقدسة".
بينما أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الهيكل السياسي والعسكري الإسرائيلي يقف على عامودي ارتكاز فولاذيين هائلين، حملاه طيلة 75 سنة، هما: الإفلات من الحساب، والإفلات من العقاب"، معتبرةً أن "جمهورية جنوب أفريقيا حطمت عمود الارتكاز الاول، حين جلبت الكيان الإسرائيلي المتوحش إلى الحساب ووضعته في قفص الاتهام، فكسرت بهذا الجلب، الركنَ الأول من ركني الإفلات، وهو الإفلات من الحساب".
بدورها، لفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنه "لم يبقَ سوى الكيان الصهيوني ورَاعيته الولايات المتحدة يدعوان إلى الحرب اليوم"، مشيرةً إلى أنّ "الذي نراه اليوم في فلسطين هو بالفعل أكثر من الشّر وينبغي على كلِّ فردٍ، مهما كان موقعه، أن يقول لا لهذا الشر وأكثر، ويستعد من الآن للقضاء عليه قبل فوات الأوان".
كما رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "رغم أنّ قرارات المحكمة الدولية لم تتضمن وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلا أن تنفيذ إسرائيل لقرارات المحكمة يقود لوقف العدوان خاصة مع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل وأميركا الداعم الأساسي لها سياسيًا وعسكريًا وقانونيًا"، لافتة إلى أنّ "من الضروري أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطها على الجانب الإسرائيلي لتنفيذ قرارات المحكمة، وألا تستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن لعرقلة صدور قرار يلزم إسرائيل بتنفيذ التزاماتها كدولة عضوة في اتفاقية منع الإبادة الجماعية".
من جانبها، اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه "عندما يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعه الطارئ، الأربعاء المقبل، للنظر في قرار محكمة العدل الدولية، الذي دعا إسرائيل إلى منع أي أعمال إبادة جماعية في قطاع غزة، سيكون أمام مسؤولية تاريخية وموقف لا يُحسد عليه، يدافع فيه عن سمعته ومصداقيته، إن كانت لديه فعلًا مسؤولية وسمعة ومصداقية".
أما صحيفة "الشرق" القطرية، فأشارت إلى أنّ "الترحيب الإقليمي والدولي الواسع بالقرار التاريخي لمحكمة، يؤكد الرغبة في وضع حد لنهج التغطية والإفلات المستمر من العقاب الذي ظل يوفره المجتمع الدولي للاحتلال الإسرائيلي، رغم عقود طويلة من جرائم الإبادة والعقوبات الجماعية والتطهير العرقي، والاضطهاد، والفصل العنصري التي يقوم بها الاحتلال".
(رصد "عروبة 22")