واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع ترقب تداعيات الهجوم الذي استهدف قاعدة "البرج 22" الأميركية في الأردن، سيّما وأنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أكد أمس أنه اتخذ قراره بشأن "كيفية الرد" على الهجوم، محمّلًا إيران مسؤولية تزويد منفّذيه بالأسلحة، بينما أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إنه "من الممكن أن يكون هناك رد متدرج وليس مجرّد إجراء واحد بل احتمال اتّخاذ إجراءات عدة".
على الأثر، استشعرت القيادة الإيرانية خطرًا محدقًا بأراضيها ضمن إطار الرد الأميركي، فدفعت مبعوثها لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني إلى التحذير من أنّ طهران سترد ردًا حاسمًا على أي هجوم يستهدف أراضيها أو مصالحها أو رعاياها. وبالتوازي، أوعزت بتجميد الهجمات على القوات الأميركية في العراق، من خلال إعلان ميليشيا "حزب الله" العراقي تعليق العمليات ضدّ القواعد الأميركية. في حين كشفت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" إسقاط المدمّرة "يو إس إس غريفلي (DDG 107)" صاروخ "كروز" مضاد للسفن أطلقه مسلّحو ميليشيا الحوثي من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن، باتجاه البحر الأحمر.
أما على الجبهة الجنوبية اللبنانية، فأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه "إذا تحرك الجيش الإسرائيلي في الشمال فسيكون الرد مدمرًا بالنسبة لحزب الله ولبنان وبيروت". في وقت استهدف قصف للجيش الإسرائيلي منطقة حوض اليرموك بريف محافظة درعا، جنوبي سوريا، ردًا على سقوط قذائف أُطلقت من الأراضي السورية وسقطت ضمن منطقة مفتوحة في الجولان المحتل.
في المقابل، وإذ أعلن الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى أنه قام بضخ كميات ضخمة من المياه في أنفاق قطاع غزة بهدف تدمير شبكة الأنفاق المترامية تحت الأرض التي يستخدمها عناصر "حماس"، اكتفى مجلس الأمن بالإعراب عن "القلق" من الوضع الإنساني "السيئ والمتدهور بسرعة" في غزّة، داعيًا إلى "توسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين" هناك!، بينما كشف مسؤول كبير في حركة "حماس" مقترحًا لهدنة جديدة في القطاع، سيشمل 3 مراحل تشمل إطلاق سراح أسرى تحتجزهم "حماس" ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
في هذا الإطار، وبينما كشفت مصادر دبلوماسية، لـ"الشرق الأوسط" تفاصيل التصوّر البريطاني لحل الصراع، الذي يستند على حزمة من الخطوات التي تبدأ بوقف لإطلاق النار في غزة وتنتهي بإقامة دولة فلسطينية، لفتت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ جهود دولة قطر مستمرة من أجل خفض التصعيد وفتح ممرات إنسانية لوصول المساعدات للقطاع، والإفراج عن الرهائن في أسرع وقت ممكن، مشيرةً إلى أنّ الدوحة تواصل تحركاتها واتصالاتها واستقبالها لعدد من السياسيين والدبلوماسيين لدفع التنسيق الدبلوماسي لحل الأزمة في غزّة ومنع اتساع رقعة الحرب في المنطقة.
بدورها، أفادت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنه "منذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية في غزّة، ومصر تحذر مرارًا، وعلى مختلف المستويات، من خطورة أن يؤدي هذا الوضع المزري، وهذا الصمت الدولي، إلى امتداد الصراع ليشمل مناطق أخرى فى منطقة الشرق الأوسط"، لافتة إلى أنّ "الأحداث والتطورات، تؤكد يومًا بعد آخر، أنّ تحذيرات مصر كانت في محلها، بعد أن بدأ المجتمع الدولي يئنّ تحت وطأة الهجمات المتكررة للحوثي على السفن فى منطقة مضيق باب المندب، والمخاوف من تأثيرات هذه الهجمات على حركة التجارة العالمية.
كذلك رأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنه "بعد أن فشل الاحتلال في تهجير سكان غزّة إلى سيناء، يحاول الآن تحقيق "إنجاز" آخر يعوّض به فشله، وهو تصفية قضية اللاجئين من خلال غلق “الأونروا”، وما قطعُ 12 من حلفائه مساعداتهم لهذه المنظمة إلا خطوة أولى في هذا الاتجاه"، منبهةً إلى أنّ "المؤامرةُ الصهيونية – الغربية تتواصل ضدّ الفلسطينيين وحلقاتُها تتوسّع وأساليبُها تتنوّع".
من جانبها، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "إسرائيل تُصر، عبر سلوكها وعنصريتها وفاشيتها، على أنها مشروع استعماري توسعي عدواني عنصري، غير قابل للتوافق والاندماج مع شعبنا العربي، مهما تعددت المعاهدات من كامب ديفيد مروراً بوادي عربة وأوسلو".
بينما رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنّ "منطقة الشرق الأوسط بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى رؤية ومقاربة أميركية مختلفة، طالما أنّ واشنطن هي جزء من المعادلات الأمنية والعسكرية في هذه المنطقة الحساسة"، لافتةً إلى أنّ "نقطة البداية في هذه المقاربة هي وضع حد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، ويلي ذلك عمل سياسي جاد لإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية".
كما اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه "لا بد من البحث عن مخرج لوضع حد للمقتلة في غزّة، وإقناع نتنياهو بالنزول عن الشجرة أو إخراجه من الوحل الذي بات يشل قدرة الجيش الإسرائيلي على إحراز أي هدف سوى التدمير، والتدمير فقط، مع المزيد من الضحايا المدنيين الذين وصل عددهم إلى نحو 100 ألف، إضافة إلى أكثر من مليون و150 ألف مهجّر".
أما صحيفة "الجريدة" الكويتية فأفادت، نقلاً عن مصدر مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية، أنّ "واشنطن وطهران تبادلتا الرسائل بعد الهجوم الذي تعرض له البرج 22 في قاعدة التنف على الجانب الأردني من الحدود مع سوريا، وشدد فيها الطرفان على عدم رغبتهما في التصعيد أو في توسيع الحرب والدخول في حرب شاملة بالمنطقة"، وكشف المصدر أنّ "إيران كانت هي المبادرة ببعض الرسائل إلى واشنطن عبر السفارة السويسرية التي تمثّل المصالح الأميركية في طهران".
في وقت نقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية، عن مصادر سياسية، أنّ جانبًا من التهديدات الإسرائيلية للبنان "يهدف إلى زيادة الضغوط لتسريع تنفيذ الترتيبات الأمنية على جانبي الحدود اللبنانية الجنوبية، ولتسريع خطى إعادة المستوطنين إلى المناطق التي هُجّروا منها، بينما يبدو أنّ هناك صعوبة في الاتفاق على أي ترتيبات معيّنة جنوبًا بمعزل عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة".
(رصد "عروبة 22")