صحافة

"المشهد اليوم"... غوتيريش يحذر من "مأساة رهيبة" في رفحالهجمات الإسرائيلية تستهدف عمق الجنوب اللبناني

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تكثيف قوات الاحتلال قصفها على مدينة رفح الحدودية مع مصر في جنوب القطاع "التي نزح إليها أكثر من نصف سكان غزّة، بعدما أُجبروا على التوجه إلى هناك ولم يعد لديهم مكان آخر للنزوج إليه" حسبما شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس، في معرض تحذيره من وقوع "مأساة رهيبة في مدينة رفح المهدّدة بعملية عسكرية إسرائيلية"، وتأكيده وجوب "التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني قبل أن تكون رفح مسرحًا للمأساة الرهيبة التي شهدناها سابقًا في خان يونس وأجزاء أخرى من غزة".

كذلك، نأت الولايات المتحدة بنفسها عن تداعيات العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح، بحيث ألمح الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة "جاوز الحد"، وقالت فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية: "نحن لن ندعم القيام بشيء كهذا دون تخطيط جاد وموثوق به، لأنه يتعلق بأكثر من مليون شخص يحتمون هناك، وأيضًا دون النظر في آثاره على المساعدات الإنسانية والمغادرة الآمنة للأجانب".

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فشهدت خلال الساعات الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق، مع استهداف الطيران الإسرائيلي عمق مدينة النبطية، للمرة الأولى منذ بدء الحرب على غزّة، عبر غارة أُطلقت من مُسيّرة باتجاه سيارة، واستهدفت قياديًا عسكريًا في "حزب الله"، الذي رد على العملية باستهداف قاعدة ‏ميرون الجوية بصواريخ "فلق".

من جانبها، تحدثت صحيفة "اللواء" اللبنانية، نقلًا عن مصادر دبلوماسية، عن "تشدد إسرائيلي في المطالب والشروط المطروحة، لا سيما ما يتعلق بالمسافة التي ينسحب اليها عناصر "حزب الله" ومناطق التمركز الجديدة، وأماكن تمركز الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وتوقيت تنفيذ التفاهم المقترح، وعدم ربطه بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وهو ما يتعارض مع  تشدّد الحزب بضرورة إنهاء هذه الحرب قبل تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه في هذه المفاوضات".

وتزامنًا، ناقش اجتماع وزاري تشاوري في الرياض، مساء الخميس، تطورات الحرب الإسرائيلية في قطاع غزّة، والجهود المبذولة للتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية، فأكد الوزراء على ضرورة إنهاء الحرب والتوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقًا للقانون الإنساني الدولي، ورفع كافة القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وفي السياق نفسه، التقى وفد حركة "حماس" الموجود في القاهرة، مساء أمس، مع مدير جهاز المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل، للتباحث بشأن رد المقاومة الفلسطينية على مقترح اجتماع باريس بشأن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين في غزة، وقال مصدر مصري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ اللقاء استمر نحو 4 ساعات، وانتهى إلى الاتفاق على استمرار المشاورات.

وإذ كشفت ​محكمة العدل الدولية​ في ​لاهاي​، أنّ ​نيكاراغوا​ طلبت رسميًّا الانضمام إلى قضيّة الإبادة الجماعيّة الّتي رفعتها ​جنوب إفريقيا​ ضدّ ​إسرائيل​، رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "ما يحدث في فلسطين اليوم أكبر عملية إبادة عرفها تاريخ البشرية المعاصر، وللأسف أميركا وقادة أوروبا لا يكتفون بالصمت عن المذابح، ولكنهم أيضًا يدعمون الغاصب بالسلاح المحرّم دوليًا، ويوفرون له عبر الفيتو الغطاء الدبلوماسي لمواصلة مذابحه، ويلومون الضحية ويطالبونها بالاستسلام، وعدم مقاومة المحتل".

بينما شددت صحيفة "عكاظ" السعودية على أنّ "إسرائيل لم تكن يومًا كيانًا متجانسًا مع المنطقة العربية، بل مثّلت طيلة الوقت كيانًا غريبًا اقتحم المنطقة وهو لا يشارك أيًا من دولها ثقافتها أو حضارتها، ومنذ تأسيسها 1948 لم تنتهج إسرائيل في سياستها يومًا الطرق التي تتبعها الدول وخاصة في المجال السياسي، فهي تتعامل مع دول المنطقة بمنطق العصابات وقطّاع الطرق، فكل ما تجيده إسرائيل ببراعة هو سرقة الأراضي العربية وضمّها لها ثم فرض ذلك كأمر واقع".

بدورها، اعتبرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن "بيان وزارة الخارجية السعودية (الأربعاء)، بشأن محوريَّة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بوصفه مُتطلّبًا رئيسيًا لإحلال السلام في المنطقة، جاء ليقطع الطريق أمام أي مُزايدات بشأن الموقف التاريخي الثابت والراسخ للرياض، الذي تبلور في المبادرة السياسية الوحيدة على الطاولة "مبادرة السلام العربية" المتضمّنة اعترافًا بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، مقابل التطبيع".

في حين رأت صحيفة "الوطن" القطرية أنه "بعد أن فرضت المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها على العالم أن يقف ترقبًا لرد "حماس" وشركائها على صفقة التبادل المحتملة وفي المقدمة الولايات المتحدة، فإنّ المطلوب من هذا العالم الذي ينادي بالعدل واحترام حقوق الإنسان، أن يقرّ بحتمية لا تقبل التأويل: أنّ الشعب الفلسطيني يستحق دولة وأن يضغط على إسرائيل كي ترضخ لهذا المطلب الشرعي والعادل؛ لأنه الوحيد الذي يحقق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن