واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تحذير المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، في رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أنّ الوكالة وصلت إلى "نقطة الانهيار". في وقت أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، لنظيره الإسرائيلي يؤاف غالانت "ضرورة وضع خطة موثوقة لضمان سلامة النازحين الفلسطينيين في رفح جنوب قطاع غزة، قبل بدء أي عمليات عسكرية هناك".
في المقابل، اختتم وفد من حركة "حماس" الفلسطينية بقيادة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، زيارة إلى مصر استغرقت عدة أيام لبحث وقف الحرب في قطاع غزّة. في حين كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ حكومة بنيامين نتنياهو وافقت على إرسال مفاوضين إلى محادثات الهدنة في غزة، المنعقدة في باريس وفوضت رئيس "الموساد" القيام بهذه المهمّة. بينما أكد البيت الأبيض أن المحادثات، التي يجريها مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، بشأن "إطلاق سراح رهائن ووقف الأعمال العدائية في غزة تسير بشكل جيد".
وإذ أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية أن قوات الاحتلال دمّرت منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في قطاع غزّة، كشفت وسائل إعلام اسرائيلية أنّ مندوبين عن قيادة الجيش والحكومة الإسرائيليتين، اجتمعوا مؤخرًا مع عدد من الشخصيات الفلسطينية المحلية في مدينة غزة، وبحثوا في إمكانية تشكيل قيادات محلية تحل محل حركة "حماس" في إدارة الشؤون المدنية بشكل عام وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل خاص، وأشارت في هذا المجال إلى أنّ نتنياهو قدّم رسميًا إلى مجلس الوزراء الأمني "وثيقة مبادئ" حيال مرحلة "اليوم التالي" لانتهاء الحرب في غزّة، وشدد فيها على أنّ "إسرائيل ستحتفظ بحرية العمل في كامل القطاع بعد الحرب"، وأكد نتنياهو في خطته "لإدارة القطاع"، بحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أنه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بالعودة لحكم غزّة، مشيرًا إلى أنّ الشؤون المدنية في غزّة ستتم إدارتها من قبل "مسؤولين محليين" لديهم "خبرة إدارية" وغير مرتبطين بـ"دول أو كيانات تدعم الإرهاب".
توازيًا، أعلنت البرازيل، في ختام اجتماع وزراء خارجية "مجموعة العشرين"، أن الدول الأعضاء تدعم بشكل عام "حلّ الدولتين" للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. في وقت اعتبر المستشار القانوني لوزارة الخارجية الصينية، خلال جلسة أمام محكمة العدل الدولية، أنّ من حقّ الفلسطينيين "اللجوء إلى الكفاح المسلّح في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
في هذا السياق، أشارت صحيفة "الأهرام" إلى أنّ "الحرب على غزّة دخلت شهرها الخامس ولم يستطع العالم أن يحسم قرارًا أو يتخذ موقفًا حادًا أمام موقف أميركي متآمر وإصرار إسرائيلي على تنفيذ مخطط مشبوه بدعم غربي، ولكن هناك شواهد كثيرة تؤكد أنّ الزمام قد يفلت وأن ما رأيناه كان مجرد مشاهد قصيرة وأن الزلزال الأكبر قادم".
بينما لفتت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنه "بعد 139 يومًا من العدوان على قطاع غزّة لا تزال رائحة الموت تفوح في كل مكان جراء العدوان الوحشي الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، معتبرةً أن رفح، التي باتت الوجهة الأخيرة لأكثر من مليون نازح وجائع ومصاب بصدمات نفسية، محشورين في قطعة صغيرة من الأرض، تحوّلت إلى ساحة معركة أخرى في هذا الصراع الوحشي".
بدورها، اعتبرت صحيفة "عكاظ" السعودية أنه "لو افترضنا جدلًا أنّ إسرائيل تمكنت من اغتيال كل زعماء المقاومة، فسيظهر جيل فلسطيني جديد تمامًا يعلن خصومته مع إسرائيل ويكافح عدوانها ويسعى لإعادة الأراضي المنهوبة لأصحابها، ويزخر التاريخ بأمثلة عديدة تؤكد هذا الأمر".
ورأت صحيفة "البيان" الإماراتية أنه "يجب أن نفهم جيدًا معنى قرار الكنيست الإسرائيلي، أول من أمس، برفض فكرة الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية"، لافتة إلى أنه "باختصار، إسرائيل تريد أن تستنزف الكيان الفلسطيني الجديد، وتبتزه من خلال مفاوضات شاقة طويلة مضنية، لتحصل على أفضل ثمن، وأكبر تنازلات لهذا الاعتراف".
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فلفتت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أنّ "مساعي فرنسا لم تنجح في تثبيت موعد مؤتمر دعم الجيش اللبناني الذي كانت تنوي عقده في 27 الشهر الجاري، واضطرت باريس الى تأجيل المؤتمر لموعد يُحدد لاحقًا، وهو ما يُعد مؤشرًا جديدًا على التباين الفرنسي ـ الأميركي بشأن الأوضاع في لبنان، سواء فيما يتعلق بإعادة الهدوء إلى الجنوب، أو بإنهاء الفراغ الرئاسي، وذلك في ظل قناعة بأنه لا حلّ أو نجاح لأي مسعى في لبنان ما لم تكن الولايات المتحدة عرّابته".
(رصد "عروبة 22")