واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تجديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداته باجتياح رفح، حيث أعلن أنه بصدد إقرار "خطط عملياتية" في الأسبوع المقبل، بينما كشفت قناة "القاهرة الإخبارية"، نقلًا عن مصادر لم تسمّها، أنّ مصر بدأت في إقامة مخيّم للنازحين الفلسطينيين في "خان يونس" جنوب قطاع غزّة، على أن ينتهي العمل فيه بنهاية الأسبوع الحالي.
توازيًا، وبينما شنت القوات الإسرائيلية سلسلة عمليات قصف على القطاع أسفرت عن سقوط نحو مئة شهيد ليلًا، تقاطعت التسريبات والمعلومات من أكثر من طرف معني بالمفاوضات الجارية في باريس عند التأكيد على قرب التوصل إلى اتفاق "هدنة وتبادل أسرى" جديد بين إسرائيل وحركة "حماس"، يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع وإطلاق نحو 40 محتجزًا إسرائيليًا في غزّة، مقابل إطلاق سراح ما بين 200 و300 معتقل فلسطينين من سجون الاحتلال.
وإذ أكد مسؤولون في الإدارة الأميركية أنها تسعى للتوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان، شدد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي على أنّ "أيّ تصوّر للصفقة لا يعني بأي حال نهاية الحرب"، كما قرّر مجلس الحرب في حكومة الطوارئ الإسرائيلية، ليل السبت - الأحد، إرسال وفد إلى قطر لاستكمال محادثات اتفاق تبادل الأسرى مع "حماس"، في الوقت الذي ترتفع فيه حدة المواجهات على مستوى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لا سيما إثر اعتقال الشرطة أمس 18 شخصًا بينهم إحدى المحتجزات السابقات في غزّة، خلال قمع تظاهرة في وسط تل أبيب طالبت بإسقاط حكومة نتنياهو وإبرام صفقة تبادل أسرى مع "حماس".
أما إقليميًا، فكثّفت المقاتلات الأميركية والبريطانية غاراتها على مقرات القيادة ومخازن الأسلحة التابعة للحوثيين في صنعاء، وأفادت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أنها نفذت خلال الساعات الأخيرة ضربات على 18 هدفًا لميليشيات الحوثي، التي أعلنت من ناحيتها استهداف ناقلة نفط أميركية في البحر الأحمر.
وعن خطة نتنياهو لمرحلة "اليوم التالي" لانتهاء الحرب، رأت صحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ هذه الخطة "تبدو أساسًا لمفاوضات ليست مع الفلسطينيين، بل مع حلفائه في اليمين المتطرف، فالسلام معهم هو ما ينشده لأنهم عماده الوحيد المضمون للبقاء في الحكم".
بينما أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الحقيقة الكبرى الأولى في الصراع العربي الإسرائيلي، هي أنّ التدمير الناجم عن الاقتتال، سيكون متبادلًا وفظيعًا وواسعًا ومؤلمًا، وسيُلحِق ضررًا بالغًا بكل دول الإقليم، المشارِكة في القتال وغير المشارِكة، وسيلحِق ضررًا بدرجة أقل، بالعديد من دول العالم. وسيُلحِق تهديدًا جديًا بالسلام العالمي".
ولفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "مصر تعمل، بالتنسيق مع القوى الإقليمية والدولية المعنية بالاستقرار في الشرق الأوسط، على التوصل لقرار بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يتوازى مع الجهود المصرية لكشف ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزّة من ممارسات وانتهاكات واضحة للقانون الدولي".
بدورها، أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنه "منذ أسابيع تتوالى النداءات والتحذيرات للجيش الإسرائيلي من غزو مدينة رفح، التي أصبحت تؤوي كل نساء غزّة وأطفالها تقريبًا، ويعيشون في أوضاع مأساوية لا تليق ببشر، وبدلًا من الضغط لإنهاء الحرب ومحاسبة من أجرم، يجري الحديث عن هدنة مؤقتة، لمنح إسرائيل مزيدًا من الوقت لاستئناف الإبادة وتصفية القضية الفلسطينية تصفية تامة، كما يتضح من مجريات هذه الجولة الخطيرة من الصراع".
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فلفتت إلى أنّه "صحيح أنّ أطفالنا يموتون جوعًا، وأنّ نساءنا وأبناءنا يبيتون في العراء ويتحملون الجوع والعطش، إلا أنّ الصحيح أيضًا أنّ إرادة العدو الصهيوني كُسِرت وعزيمته خارت، ولم يبقَ يراهن إلا على سلاح الجبناء: التجويع".
(رصد "عروبة 22")