واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع استمرار المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى الهدنة المنشودة في القاهرة، حيث ينقاش الوسطاء مع حركة "حماس" مقترح "باريس 2"، بينما ذكرت تقارير أميركية أنّ الرئيس جو بايدن بدأ ممارسة ضغوط كثيفة على جميع الأطراف، من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة في غزّة قبل شهر رمضان، وتوقع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز أن يتم التوصل إلى اتفاق الهدنة "قريبًا".
وفي حين أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأنّ بايدن أجرى اتصالًا مع أمير قطر والرئيس المصري، من أجل دفع الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزّة قبل رمضان، دعت نائبته، كاملا هاريس، الحكومة الإسرائيلية إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزّة، مشددةً على وجوب الضغط على إسرائيل لزيادة تدفق المساعدات لتخفيف ما وصفتها بأنها ظروف "غير آدمية" و"كارثة إنسانية" بين الشعب الفلسطيني. وبالتزامن، طالب وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بالوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية، وضمان وصول المساعدات والاحتياجات الأساسية كافة، وعمل خطوط الكهرباء والمياه، والسماح بدخول الوقود والغذاء والدواء لسكان غزة، داعين في الوقت ذاته إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين، والامتناع عن استهدافهم.
في المقابل جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القول: "لن نذعن لمطالب حماس الوهمية"، بينما نبّهت الخارجية الفلسطينية إلى أنّ إسرائيل تتعمد المماطلة في مفاوضات الهدنة و"توسّع حرب الإبادة لتشمل رفح ومنطقتها بالتدرّج"، محذّرةً من أنّ "المجاعة بدأت بالفعل تحصد أرواح السكان في شمال القطاع". وقد أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بمقتل وإصابة عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء، إثر استهداف المقاتلات الجوية الإسرائيلية منزلًا في رفح فجر اليوم، فضلًا عن غارات مماثلة على مخيّم جباليا في القطاع.
وإذ عمّقت زيارة عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بني غانتس إلى واشنطن الشرخ الداخلي في إسرائيل وأججت خلافه المحتدم مع نتنياهو، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "اللقاء المرتقب اليوم، بين نائبة الرئيس الأميركي وغانتس، يطرح السؤال الاشكالي "من يحكم من، إسرائيل أم أميركا؟"، فاللقاء يتم من دون التنسيق مع نتنياهو الذي يجرّ إسرائيل إلى الهاوية ومعها سمعة اميركا في العالم"، وسألت: "هل يسعى بايدن، الصهيوني باعترافه، أن ينقذ إسرائيل والمشروع الصهيوني من نتنياهو المقدم على الانتحار كما فعل هتلر؟".
بينما اعتبرت صحيفة "الراي" الكويتية أنّ "الولايات المتحدة تحاول تبرير موقفها، بعد اقتراب موعد انتخاباتها، من مساندتها للكيان الصهيوني، فأعلنت أنها طلبت تفسيرًا من الجانب الإسرائيلي عن المجزرة التي قام بها بينما المدنيون يحاولون الحصول على المساعدات الغذائية بعد سياسة التجويع أو التركيع ضد الشعب الفلسطيني في غزة الأبيّة"، لافتةً إلى أنّ "أميركا تحرص على تقديم المساعدات الغذائية لأهل غزّة، بعد ضغط اللوبي الإسلامي العربي في الولايات المتحدة، دون الضغط على الكيان الصهيوني".
بدورها، حذرت صحيفة "الرياض" السعودية من أنّ "غياب أي شكل سياسي فلسطيني من غزة هو عملية ذات مخاطر كبرى على القضية والمنطقة بأكملها، فالحرب والسياسة العربية عليها الدفع نحو ترسيخ السلطة الفلسطينية في القطاع مهما كان الثمن، لأن أي شكل دولي أو إقليمي يدفع للدخول إلى غزة سوف يكون مخاطرة استراتيجية على المنطقة بأكملها، إسرائيل تدرك أنه تم تدمير القطاع بأكمله وأن كلفة إعادته إلى وضعه السابق كبيرة ولن تسمح بإعادة بناء القطاع إلا أن يكون هناك مساحات تختارها هي من القطاع لبناء مستوطنات جديدة، وهذه طريقة تقليدية لإسرائيل لتنفيذ فكرة قضم الأرض".
من جانبها، اعتبرت صحيفة "البيان" الإماراتية أن "إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته الأكثر تطرفًا على المضي في العدوان على غزّة بكل هذه الوحشية والدموية، يحمل أهدافًا أخرى غير تلك المعلنة، والواضح أن الهدف الوحيد والرئيس هو الانتقام المفرط والمتطرّف من هجمات المقاومة يوم السابع من أكتوبر، والتي أطاحت نظرية "الدولة الآمنة" القادرة بلا منازع على حماية سكانها، ومحاولة إعادة الثقة، التي انهارت للمجتمع اليهودي الإسرائيلي في هذه القدرة، التي تهاوت وتلك النظرية التي انهارت".
بينما رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "مصر هي الطرف الوحيد الذي طرح المبادرات المختلفة، سواء على المسار الأمني ووقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة، أو على المسار السياسي والعمل على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، أو على المسار الإنساني وإدخال المساعدات إلى قطاع غزّة".
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فشددت على أن "الاحتلال الصهيوني نجح بمرور الوقت في جعلنا، أنظمة وشعوبًا، نتعايش مع جرائمه الدموية على بشاعتها، حتى صار تناثرُ الأشلاء والموت الآدمي جوعًا لا يحرِّك جوانحنا الإنسانية ولا القومية، فتوقف الحداد الرسمي وعادت كل مظاهر الأفراح والتظاهرات والنشاطات العامة، مثلما اختفت المظاهرات الشعبية وحُجبت بيانات الجامعة العربيّة، لينصرف الناس إلى حياتهم اليومية".
أما على جبهة جنوب لبنان، فلفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى "خلل ما في إدارة المعركة الديبلوماسية من الجانب اللبناني، رغم أهمية الكلام الذي أدلى به وزير الخارجية عبدالله بو حبيب مؤخرًا، عن استعداد لبنان للتفاوض غير المباشر لتهدئة الوضع الحدودي، في الوقت الذي أكد فيه أنّ حرب إسرائيل على لبنان لن تكون نزهة، والبلد، رغم أزماته، مستعد لمواجهتها"، معتبرة أنّ هذا "الخلل" يكمن في "عدم إقدام لبنان على تسليط الأضواء الكافية على نتائج الإعتداءات الإسرائيلية اليومية على القرى الآمنة".
(رصد عروبة22)