صحافة

"المشهد اليوم"... مشروع قرار أميركي لوقف "فوري ومؤقت" للنار في غزّة

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع معلومات متضاربة حول مفاوضات الهدنة القائمة في القاهرة، تراوحت بين الإشارة إلى وجود عراقيل تهدد بانهيارها وبين تأكيد استمرار الجهود للتقريب بين المطالب المتباعدة لطرفَي الحرب. بينما حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من "وضع خطير للغاية" إذا لم يجرِ التوصل إلى وقف للنار في غزّة بحلول شهر رمضان، مشددًا على أنه "لا أعذار لإسرائيل، في مواصلتها منع وصول مزيد من المساعدات إلى غزة". في حين أفادت التقارير الإعلامية الواردة من نيويورك أنّ واشنطن وزّعت على أعضاء مجلس الأمن الدولي "مشروع قرار" معدّلًا يدعم "وقفًا  فوريًا ومؤقتًا لإطلاق النار في غزّة لمدة ستة أسابيع والإفراج عن جميع الرهائن".  

في هذا السياق، أعلنت حركة "حماس" أنها أبدت "المرونة المطلوبة" بهدف الوصول إلى اتفاق لوقف شامل للعدوان الإسرائيلي، غير أنّ "الاحتلال ما زال يتهرّب" من الاستحقاقات المترتبة على هذا الاتفاق "وخاصة ما يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار" في القطاع، في حين أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستسمح بوصول العدد نفسه من المُصلّين إلى الحرم القدسي "خلال الأسبوع الأوّل" من شهر رمضان، كما في السنوات السابقة، على أن يتم "تقييم الوضع أسبوعيًا" لإجراء المقتضى.

وتزامنًا، أكد البيت الأبيض أنّ الولايات المتحدة تدرس استخدام الخيارين العسكري والتجاري لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزّة بحرًا، وقال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين إنّ "الطريق البحري يمكن أن ينقل حجمًا أكبر من المساعدات لكن الشاحنات تبقى هي أفضل وسيلة".

من جانبه، نبّه ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزّة والضفة الغربية، إلى أنّ "الوضع متفاقم بشكل خاص في شمال غزة"، ولفت إلى أنّ "طفلًا واحدًا من بين كل ستة أطفال دون الثانية من العمر يعاني سوء تغذية حادًا في شمال القطاع"، بينما حذر مفوض وكالة "الأونروا" العام فيليب لازاريني من خطورة "الحملة المنسّقة سعيًا إلى إنهاء خدمات الوكالة للملايين في غزّة والأراضي المحتلة، بالإضافة إلى لبنان وسوريا والأردن"، وذلك بالتوازي مع إعلان "الأونروا" أنّ "17 ألف طفل أصبحوا أيتامًا في غزّة حيث الأطفال يموتون ببطء أمام أنظار العالم".

في هذا الإطار، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "نتنياهو لا مصلحة له، لا بوقف إطلاق النار، ولا في تبادل الأسرى، وكلتاهما تعبير عن الفشل والاخفاق، ولهذا يُراهن على معركة رفح لعلها تحقق له إنجازًا، تعويضًا عن فشله، ومعه المؤسستان العسكرية والأمنية في عملية أكتوبر، وإخفاقه في تحقيق أي من الأهداف التي وضعها عبر الاجتياح لقطاع غزّة".

بينما أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "ما يحدث في غزّة تعدى كل الأعراف والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وكأن الشعب الفلسطيني لا علاقة له بتلك الأعراف والقوانين، والحقيقة أنّ إسرائيل لا تعترف بها وتتجاوزها كأن لم تكن، هذا الأمر في حد ذاته قضية تعني المجتمع الدولي الذي من المفترض أنه واضع لتلك القوانين، والمفترض أنه المتحقق من وضعها موضع التنفيذ، لكن ما يحدث على أرض الواقع أن تنفيذ تلك القوانين الدولية يخضع لمعايير مزدوجة، وتحكمها الأهواء والمصالح السياسية".

بدورها، اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "تطورات الأحداث الإسرائيلية المتسارعة، عمّقت الأزمة الناجمة عن زلزال السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أفقدت إسرائيل "مناعتها" الداخلية، على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بالرغم من "الوحدة" الهشة التي ظهرت في أعقاب الهجوم".

بينما لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الأيام والمواقف أثبتت أنّ إسرائيل ليست بالقوة التي تحاول إظهارها، لأنها بعد 150 يومًا من العدوان على شعب أعزل، لم تنجح سوى في تحرير رهينتين فقط، خلال 150 يومًا أٌستعملت فيها أكثر أنواع الأسلحة فتكًا، منها المحرّم دوليًا، وأحدثها على الإطلاق، ومنها ما تم تجربته للمرة الأولى، حتى إذا حقق نجاحًا يتم التسويق له بشكل جيد، كل ذلك و لم نر نجاحا عسكريا يمكن أن نسميه".

واعتبرت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنّ "إدارة بايدن وصلت إلى قناعة بأنه لم يعد من المنطقي والجائز ان تستمر في دعمها غير المشروط لسياسة نتنياهو في غزّة، وذلك بعدما اقتنعت من جهة بأن الدول الغربية، سواء الرأي العام او القيادات السياسية، قد تخلت عن دعمها لاسرائيل، بل بدأت تدين أعمالها علنًا، متهمةً اياها بارتكاب أعمال إبادة وتجويع الناس".

أما صحيفة "الجريدة" فأفادت بأنه "بالتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين للبنان وإسرائيل، كانت الحدود الجنوبية للبنان تشتعل بالتصعيد بين حزب الله والإسرائيليين، وكأنّ الطرفين اختارا الرد على طروحاته كل وفق طريقته، ففي تل أبيب هناك إصرار لدى بعض الجهات على ضرورة الذهاب الى التصعيد العسكري مع حزب الله، أما في لبنان فإنّ الحزب يعتبر أنّ ما يطرحه المبعوث الأميركي يتلاءم إلى حد بعيد مع المصلحة الإسرائيلية، وهو ما يرفضه الحزب كليًا".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن