طرد بايدن

بتاريخ 29 أغسطس من العام الماضي، ووقت أن كان مستبعدا دخول ترامب دائرة المنافسة الانتخابية كتبت مقالا في هذا المكان توقعت فيه دخول ترامب الانتخابات الرئاسية وفوزه فيها، وقد حدث الشق الأول من التنبؤ، ودخل ترامب الانتخابات الرئاسية، وفاز على كل منافسيه، وكذلك فقد تغلب بشكل مؤقت على المشكلات القانونية بما يسمح له بدخول الانتخابات بعد أن حكمت المحكمة العليا بأهليته للترشح عكس حكم محكمة الدرجة الأولى التي حكمت بعدم أهليته للترشح.

ترامب أكد في خطاباته الانتخابية الأخيرة أنه قادر على طرد بايدن من البيت الأبيض وأعتقد أنه قادر على ذلك، وسوف ينفذ ما يتمناه من طرد بايدن من البيت الابيض.

لا أحب الألفاظ العنيفة في الانتخابات، أو استخدام أي شكل من أشكال العنف، لأن الانتخابات دائما بها مكسب وخسارة، ولا بد من التعامل معها بروح المنافسة الرياضية، لكن مشكلة بايدن أنه رئيس «شرير» بكل ما تحمل الكلمة من معان، فهو يظهر عكس ما يبطن، وتعتقد أنه صديق، وهو ألد الأعداء، وهو ما يفعله الآن مع العالم العربي بشكل عام، والفلسطينيين بشكل خاص.

يتكلم عن حل الدولتين، وعن المساعدات الإنسانية لغزة، وعن إسقاط المواد الغذائية للجوعى من الأطفال والنساء، وفي الوقت نفسه يتركهم لأسوأ مذبحة إبادة في تاريخ الإنسانية بعد أن وصل عدد القتلى إلى أكثر من ٣٠ ألف قتيل، والمصابين إلى أكثر من ٧٠ ألف مصاب.

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أكد في شهادته خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب الأمريكي أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من ٢٥ ألف طفل وإمراة من الفلسطينيين منذ أكتوبر الماضي، وهو أول اعتراف رسمي أمريكي بعدد القتلى من الأطفال والنساء والفلسطينيين.. أي أكثر من ٢٥ ضعفا من عدد القتلى الإسرائيليين في هجوم ٧ أكتوبر الذي أسفر عن مقتل ١١٦٠ شخصا معظمهم من العسكريين والمستوطنين.

رغم ذلك لا تزال إدارة بايدن تحمي إسرائيل من الملاحقات الدولية، وتمدها بالسلاح والمال والعتاد في حربها الدموية ضد شعب فلسطين الأعزل في غزة.

الأكثر من ذلك أنها أسهمت في إفشال إصدار قرار من مجلس الأمن بوقف القتال ٣ مرات، ومنعت إصدار بيان رئاسي لإدانة مذبحة طوابير الجوعى، ولا تزال حتى الآن تراوغ في وقف الحرب رغم أنها تستطيع أن تفعل ذلك اليوم قبل الغد.

ميزة ترامب أنه صريح، وعداوته ظاهرة و«فجة» أحيانا لكنه أفضل في كل الأحوال ممن يدعي أنه صديق ويغتالك من الخلف.

("الأهرام") المصرية

يتم التصفح الآن