صحافة

"المشهد اليوم"... صيغ متجددة للهدنة ونتنياهو مصمّم على اجتياح رفحإسرائيل تستأنف "تصفية" القيادات الحمساوية في لبنان

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إعلان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أنّ "هناك اقتراحًا قويًا يُطرح الآن لوقف إطلاق النار، والسؤال هو ما إذا كانت حركة "حماس" ستقبل به"، مؤكدًا أنّ "الولايات المتحدة منخرطة بشكل مكثف كل يوم وكل ساعة لتحقيق وقف لإطلاق النار". بينما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أنّ الفرصة متاحة للتوصل إلى اتفاق متعدد المراحل، إذا تخلت حكومة الاحتلال عن تعنّتها.

وإذ يبحث الوسطاء في قطر والولايات المتحدة الأميركية ومصر، عن صيغة جديدة أكثر شمولًا لهدنة، بعدما تعثّرت جهود المفاوضات ولم تستطع إنجاز اتفاق قبل شهر رمضان كما كان مأمولًا، كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، الأربعاء، أنّ الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل أنها تدعم عمليّتها العسكرية في رفح في حال تجنّبت غزوًا واسع النطاق قد يؤدي إلى إضعاف التأييد العالمي لتل أبيب.

في المقابل، شدد رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو على أنّ اجتياح منطقة رفح "ضروري" لتحقيق الأهداف الإسرائيلية للحرب على قطاع غزّة، معتبرًا أنّ "الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد سيُعتبر إنجازًا لحركة حماس". في حين حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مجدداً من خطط إسرائيل لشن عملية عسكرية برية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وقال إنّ هذا يهدد حياة أكثر من 1.5 مليون نازح لجأوا إلى المنطقة.

من ناحية أخرى، أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في حديثه لـ"العربي الجديد" في نيويورك، إنّ الأمم المتحدة تقوم بمشاركة إحداثيات مواقعها والمناطق الآمنة مع جميع أطراف النزاع، بما فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي. بينما طالب الاتحاد الأوروبي إسرائيل بفتح معابر إضافية، إلى جانب الممر البحري من قبرص، حتى يتسنى وصول مساعدات أكبر إلى غزّة.

أما على مستوى الجبهات الإقليمية، فأدت غارة إسرائيلية على سيّارة في منطقة صور جنوبي لبنان إلى مقتل القيادي في حركة "حماس" هادي علي محمّد مصطفى من مخيم الرشيدية، بينما أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أنّ الولايات المتحدة أجرت محادثات سرية مع إيران بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، في محاولة للضغط على طهران من أجل استخدام نفوذها لإنهاء هجمات الجماعة اليمنية.

في هذا السياق، أشارت صحيفة "الراي" الكويتية إلى أنّ "حرب غزّة والتعنّت الإسرائيلي باستمرار الصراع القائم ورفض إقامة دولة فلسطينية تسبب في نزاعات إقليمية خطيرة بعد أن امتد التصعيد اليوم إلى البحر الأحمر وباب المندب، والحلول الأمنية للصراع لم تقدم للمنطقة سوى الدمار، فالجميع على علم تام بأن ما يجري في قطاع غزّة مبني على مخطط ممنهج وذلك لتصفية القضية الفلسطينية من جذورها".

بينما لفتت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنّ "العالم بأسره ينتقد العدوان الإسرائيلي، لكن المطلوب شيء آخر يتمثل في قرار واضح يصدر عن مجلس الأمن، وبغير ذلك فإن كل ما نراه هو مجرد نفاق، يرقى لأن يكون مشاركة حقيقية في حرب الإبادة التي تتعرض لها غزّة".

كذلك اعتبرت صحيفة "البيان" الإماراتية أنّ "العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست علاقة "صغير وكبير"، بل هي علاقة منافع ومصالح تفوق الرئيس جو بايدن والحزب الديمقراطي وأي رئيس يصل إلى البيت الأبيض، فإذا كانت الإدارة الحاكمة في ذلك البيت تريد شيئًا في الوقت الحالي، فهو ليس أكثر من منح الرئيس الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية ورقة يراهن عليها، ومن هنا جاء تحركه، وسربت الأخبار، وتم تأليف "مواقف بطولية" لا وجود لها، فلا نتنياهو رافض لرأي بايدن، ولا بايدن هدد بعدم رفع يده بالفيتو في مجلس الأمن".

ورأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "لو افترضنا جدلًا أنّ الشفقة الأميركية بالفلسطينيين بلغت مبلغها فإن أول ما يتبادر إلى الذهن أنّ ثمة نهجًا بديلًا وأكيدًا بمقدوره أن يقلل من التألم الأميركي لمحنة الفلسطينيين بقليل من الضغط الحقيقي على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار، فإن سلمت الإدارة الأميركية بعجزها عن ممارسة هذا الضغط، فعليها أن تضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات عن طريق المعابر البرية المؤهلة لذلك وعلى رأسها معبر رفح".

بدورها، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الجموح الإسرائيلي، عسكره وقصفه وتدميره وقتله للمدنيين، هو الثمن الذي سيدفعه شعب فلسطين حتى ينال نهاية الرحلة، وهو الثمن الذي ستدفعه المستعمرة من رصيدها الكذاب التضليلي الذي تراكم لصالحها عبر عشرات السنين".

ولفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنه "بعد مرور ثلاثين عامًا على مؤتمر مدريد الأول للسلام، عدنا نسمع أصواتًا دولية مختلفة أبرزها الصين تطالب بعقد مؤتمر دولي جديد لحل الصراع العسكري بين العرب وإسرائيل الذي أخذ مظهرًا مأساويًا فظيعًا في العمليات العسكرية التي شهدتها وما تزال مدينة غزة ومدينة رفح"، وسألت: هل تكون مدريد 2 حلًا نهائيًا للصراع العربي الإسرائيلي على قاعدة "الأرض مقابل السلام"، تجنّبًا لوقوع المزيد من الضحايا؟".

أما صحيفة "عكاظ" السعودية فرأت أنّ "تداعيات طوفان الأقصى لم تتضح أبعادها بعد. فماذا لدى "حماس" من أوراق سياسية لتحقق الحد الأدنى من أهدافها من هذه العملية، إن لم نقل الحد الأدنى من خسائر كامل القضية الفلسطينية؟"، معتبرةً أنّ "خطأ حماس يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني الذي يُقتل وتُدمّر منازله وبنيته التحتية فيخسر الخدمات الأولية للحياة كل مرة، ومع كل فشل مغامرة لهذه المقاومات يخسر المزيد من أراضيه التي تستولي عليها إسرائيل وتقيم المزيد من المستوطنات عليها، دون أن تحقق للشعب الفلسطيني أي مصلحة أو عودة حق".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن