واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، حيث أعلنت وزارة الصحة سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، عندما استهدفت قوات الإحتلال تجمعًا لفلسطينيين كانوا في انتظار الحصول على مساعدات عند دوار الكويت في مدينة غزّة.
بالتزامن، قدّمت حركة "حماس" للوسطاء في مصر وقطر تصوّرًا شاملًا للاتفاق على وقف النار وتبادل المحتجزين، لافتةً إلى أنّ تصوّرها يرتكز على "المبادئ والأسس التي تعتبرها ضرورية للاتفاق". في المقابل، وبينما أعلنت حكومة الحرب أنها بصدد درس المقترح، سارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى محاولة إجهاض المساعي الآيلة إلى وقف النار، واصفًا مقترح الهدنة الذي قدّمته "حماس" إلى الوسطاء، بأنه ما يزال مستندًا إلى "مطالب غير واقعية".
على صعيد متصل، فجّر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر قنبلة مدوية في وجه نتنياهو، فوجه إليه انتقادات حادة، ودعا إسرائيل إلى إجراء انتخابات لتشكيل حكومة جديدة للتعامل مع الحرب على غزّة، منتقدًا رفضها "حلّ الدولتين"، ما أثار غضب نتيناهو وحزبه "الليلكود" الذي أصدر بيانًا ردّ فيه بعنف على شومر مشددًا على أنّ إسرائيل "ليست جمهورية موز".
كذلك أحدثت تصريحات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوح إرباكًا داخليًا على مستوى حزبه الديمقراطي وإدارة جو بايدن، أو على مستوى التراشق السياسي مع الحزب الجمهوري، إذ وصف زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل تعليقات شومر بأنها "سخيفة ومنافقة"، بينما أوضح المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أنّ دعوة شومر لإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل تعليقات "تخصّه ولم تصدر عن إدارة الرئيس بايدن".
وتوازيًا رحّب البيت الأبيض بتكليف محمد مصطفى، تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، مطالبًا إياه بتشكيل حكومة تعمل على إجراء "إصلاحات في العمق وذات مصداقية". بينما رأى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه يتعين على الولايات المتحدة ممارسة ضغط أكبر على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وسط ما وصفها بـ"كارثة من صنع الإنسان" في القطاع.
على المستوى الإقليمي، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن تدمير 4 مسيّرات حوثية وصاروخ أرض جو في اليمن، فيما ذكر متحدث عسكري يمني أنّ الضربات الأميركية دمّرت أهدافًا عالية المخاطر وحققت هدفها بنسبة عالية جدًا تقدر بـ45%. بينما أعلن زعيم جماعة "أنصار الله" في اليمن، عبد الملك الحوثي، الخميس، عن توجه جماعته لمنع عبور السفن المرتبطة بإسرائيل حتى عبر المحيط الهندي ومن جنوب أفريقيا باتجاه طريق "الرجاء الصالح".
في هذا السياق، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر رفيع المستوى في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، أنّ قائد الفيلق إسماعيل قآني، زار الأسبوع الماضي لبنان وسوريا والعراق وعقد لقاءات مع قادة الفصائل الموالية لبلاده هناك، وأبلغهم مجددًا موقف طهران القاضي بضرورة تركيز كل الأنظار على غزّة فقط، وتجنّب الدخول في أي حرب مع إسرائيل "مهما كان الثمن".
بينما أفادت صحيفة "اللواء" اللبنانية بأنه استنادًا إلى مصادر على صلة بالتحضيرات لتصعيد اقليمي لمنع اسرائيل من اجتياح رفح أو لفرض وقف النار عليها، فإنّ "الجبهة اللبنانية تستعد لتصعيد مماثل، لا سيما اذا تصاعدت المجابهة التجارية من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي، ورأس الرجاء الصالح".
من جهتها، رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنّ "دموع السياسيين في الإدارة الأمريكية ليست سوى دموع لاستعطاف الجالية المسلمة في الولايات المتحدة، ولاستعطاف الكثير من الأمريكيين المناوئين لسياسة البيت الأبيض بسبب دعمه اللامحدود لإسرائيل، فيومًا بعد يوم يزداد عدد الأمريكيين الرافضين لسياسة بلدهم الداعمة لسياسة إسرائيل الهمجية".
بينما اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "تحرك الرئيس الأميركي جو بايدن نحو إنشاء ميناء بحري أمام سواحل غزة، تحت مزاعم نقل المساعدات الإنسانية للقطاع، سيكون من أخطر التحركات على الأرض بجانب الإبادة التي ينفذها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، فالميناء المزعوم ربما يكون هدفه الأكبر هو المشاركة فى عملية تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى أوروبا عبر قبرص".
وأشارت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنّ "الأوضاع الصحية الكارثية التي يعاني منها المرضى والجرحى في قطاع غزّة، تستلزم تحركًا سريعًا من المجتمع الدولي لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، خاصة أنّ الآلاف من أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة يواجهون حكمًا بالموت البطيء جراء جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزّة".
ولفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "الحق في قيام الدولة مثبت تاريخيًا بالوجود المستمر وغير المنقطع بين الشعب الفلسطيني وأرضه التي لم يتخلَّ عنها أو يهجرها على مدار آلاف السنين، وبمقاومته المتواصلة ورفضه للاحتلال، وهذا أساس الحق التاريخي. كما أنه مثبت أيضًا في القرار الأممي رقم 181 الذي شكل أساسًا ومنفذًا لقيام إسرائيل كدولة، لأنّ الحق في الدولة الفلسطينية يسبق هذا القرار".
(رصد "عروبة 22")