واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تأكيد رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو أنّ الاستعدادات جارية لاجتياح رفح في جنوب القطاع، مشيرًا إلى أنّ "هذا التحرك سيستغرق بعض الوقت". بينما أعلن القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان، أنّ الرد الإسرائيلي على مقترح الحركة لوقف العدوان على غزة "جاء سلبيًا بشكل عام" وفق ما نقله الوسطاء مساء أمس الثلاثاء.
وإذ بدأت قوات الاحتلال ميدانيًا عمليات اغتيال مركزة تستهدف المسؤولين في لجان الطوارئ في القطاع، بالتوازي مع استمرار وتيرة المجازر واستهداف المنازل السكنية في مختلف أنحاء غزّة وآخرها أمس سقوط 9 شهداء وعدد من المفقودين تحت الأنقاض إثر قصف منزل لعائلة أبو العربي في مخيم النصيرات، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ واشنطن قدمت مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار في غزّة" ضمن إطار سياق "مرتبط بالإفراج عن الرهائن"، معتبرًا في الوقت عينه أنّ التوصل لاتفاق تهدئة بات قريبًا، ومشيرًا إلى أنه سيناقش خلال جولته الحالية إلى الشرق الأوسط "الحكم في غزّة بعد الحرب".
بالتزامن، شهدت جلسة عادية للكنيست، أمس الأربعاء، توترًا شديدًا بسبب الهستيريا التي أصابت نواب الائتلاف الحكومي وبعض نواب المعارضة، بعدما وقف النائب أيمن عودة رئيس قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحركة العربية للتغيير، وأدان جرائم الحرب في قطاع غزّة، فتم إنزاله بالقوة عن المنصة وطرده من الجلسة، وكذلك طرد زميلته في الكتلة، عايدة توما سليمان، التي اعترضت على طرده.
على صعيد متصل، باشرت الدائرة القانونية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وكذلك في قيادة الجيش، الاستعداد لمواجهة ما يوصف بـ"تسونامي" ملاحقات قانونية دولية لضباط وجنود بسبب الممارسات الإسرائيلية خلال الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتهدد الملاحقات القانونية المختلفة باعتقال ضباط وجنود في دول العالم وتقديمهم إلى محاكمات.
من جهته، كشف مصدر مصري مطلع عبر صحيفة "العربي الجديد"، عن تفاصيل خاصة بالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى القاهرة، والتي "تتضمن مشروعًا أمنيًا على الشريط الحدودي مع قطاع غزّة كبديل لاجتياح رفح جنوب القطاع." وأوضح المصدر أنّ "من المقرر أن يناقش الوزير الأميركي مع المسؤولين في مصر (اليوم الخميس)، تصورًا أميركيًا بشأن الوضع الأمني على الشريط الحدودي بين سيناء وقطاع غزة، يضمن عدم تسرّب السلاح إلى حركة حماس".
أما صحيفة "الجريدة" الكويتية، فنقلت عن مصدر مطلع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أنّ "الولايات المتحدة وإيران توصلتا، بوساطة دولة خليجية، إلى تفاهم بشأن تهدئة في البحر الأحمر وخليج عدن لضمان أجواء ملائمة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزّة، مع استئناف المفاوضات حول صفقة لتبادل الأسرى والرهائن والمحتجزين بين إسرائيل وحركة "حماس" في الدوحة، وتكثُّف الحراك الدبلوماسي من خلال جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية ومصر، والزيارات الإسرائيلية لواشنطن".
بينما رأت صحيفة "الأهرام" أنّ "بلينكن كشف عن انحيازه (الأعمى)، ووجه أميركا (القبيح)، خلال جولاته المكوكية الستة التي لم تقدّم شيئًا سوى مزيد من الدعم للنازيين الجدد في إسرائيل، والاكتفاء بـ"مصمصة الشفاه" عن القتلى، والمصابين، والجوعى الفلسطينيين، مما يؤكد مشاركة أميركا (عمليًا) في أكبر عملية قتل، وإبادة، وتخريب في التاريخ الإنساني الحديث".
كما أشارت صحيفة "البيان" الإماراتية على أنّ "هناك مئات الشواهد على أنّ ما يحدث في غزة جريمة حرب، ابتداء من العقاب الجماعي لسكان القطاع، والتدمير الممنهج للمناطق، وإزالة كل مقومات الحياة، دون تردد أو خشية من الصامتين، وضرب المستشفيات، وإجبار المدنيين على هجر مساكنهم، كل فعل من هذه الأفعال جريمة حرب، ومن يقول غير ذلك شريك فيها، أما من احتاج إلى 150 يومًا حتى ينطق فهذا له تعريف آخر".
من ناحيتها، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "تشكيل حكومة السلطة في رام الله، والنقد الموجه لها من قبل الفصائل، وللرئيس على تفرده في اتخاذ القرار معركة ليست في أوانها، وإن كانت "لن تُخرب الدنيا" ولكنها تفيد أن ما قبل أكتوبر، ما زال بعده فلسطينيًا وأنّ مرض الانقسام، ما زال طاغيًا، ويؤكد أنّ طرفي الانقسام، يدفع كل منهما ثمن ما لديه من سلطة ونفوذ وتفرد، وكلاهما متورط بوعي بقراره وتفرده لأن السلطة توفر لهما المصالح الذاتية، والحزبية الضيقة".
(رصد "عروبة 22")