صحافة

"المشهد اليوم"... مساعي "الهدنة" تتقدّم والشروخ الإسرائيلية تتعمّق!

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تضارب المعلومات حول إمكانية الوصول إلى إتفاق هدنة خلال عطلة عيد الفطر تحت وطأة التلويح الإٍسرائيلي بقرب انطلاق عملية اجتياح رفح. فبينما أعلن رئيس أركان جيش الإحتلال هرتسي هليفي أنّ الحرب في غزة "طويلة"، وأن الجيش الإسرائيلي لا يزال لديه الكثير من القوات في غزّة، أشار وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إلى أنّ القوات الإسرائيلية، التي انسحبت من قطاع غزة، فعلت ذلك استعدادًا لعمليات في المستقبل، منها في مدينة رفح جنوبي القطاع.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مطَّلع قوله إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مكالمتهما الأخيرة، بعواقب وخيمة إذا لم تغيّر إسرائيل طريقة حربها في غزّة، في حين رجّحت مصادر مصرية رفيعة المستوى، عبر صحيفة "العربي الجديد"، أن يتم التوصل لاتفاق "هدنة إنسانية" ووقف إطلاق نار مؤقت خلال عيد الفطر.

على المستوى الإسرائيلي، تتعمّق الشروخ على الجبهة الداخلية حيث تظاهر آلاف الإسرائيليين، مساء الأحد، في القدس المحتلة للمطالبة بـ"تحرير الرهائن" المحتجزين في غزّة. واحتشد المتظاهرون أمام مبنى الكنيست الإسرائيلي، الذي دخل في عطلة عيد الفصح اليهودي، ورددوا شعارات مثل "أحياء وأحياء وليس في نعوش"، و"كلهم أحرار الآن.. صفقة الآن!"، غير أنّ الأمور سرعان ما تطورت بعد قيام أحد مناصري نتنياهو بدهس عدد من المتظاهرين بسيارته ما أدى إلى إصابة 5 منهم بجروح.

أما على مستوى الجبهة اللبنانية، فتتواصل الغارات الإسرائيلية في العمق اللبناني حيث أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ "التصعيد الإسرائيلي، الذي بلغ أكثر من المستطاع، بتدمير ممنهج لعشرات البلدات والقرى الجنوبية، سواء تلك الواقعة على امتداد حدودنا مع فلسطين المحتلة أو في عمق الجنوب، لن يؤدي إلى استفزازنا، وصولًا لاستدراجنا لاتخاذ قرار بتوسعة الحرب".

من جانبها، أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "العالم توحّد وإسرائيل أصبحت في عزلة، وهي العزلة التي يمكن أن تطول بعد أن فقد الرأي العام العالمي ثقته بها، وأدرك أن ترويجها عدم العيش في أمان مجرد ادعاءات، وتيقن أنها صانعة عدم الأمان في المنطقة وسبب أساسي لعدم الاستقرار".

بينما نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية أنّ واشنطن لم تتخلَّ بعد عن مساعيها لإقناع إيران بعدم الرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى ملحقًا بالسفارة الإيرانية في دمشق. وكشف المصدر أنّ "الاقتراح الأخير، الذي تسلمته إيران من واشنطن عبر الوسيط السويسري، يعرض على طهران إجراء مفاوضات مباشرة مع تل أبيب للتوصل إلى تفاهمات وترسيم حدود الصراع بينهما، ورسم خطوط حمر جديدة بهدف لجم التصعيد في المنطقة".

بدورها، لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الأردنيين يقدّسون فلسطين ويدافعون عنها ويسعون لتحريرها واستقلالها، تمامًا كما يقدّسون الأردن ويسعون لمزيد من تقدم واستقرار فيها، وحين تتعالى أصوات الأردنيين رفضا للمجزرة بحق الفلسطينيين، فهذه علامة عافية وصدق وإيمان وعروبة ورجولة، وحين تحميهم الدولة الأردنية، وتضمن لهم كل الظروف المناسبة للتعبير عن مشاعرهم، فهي تفعل لأنها تتخذ الموقف نفسه من حرب الإبادة، لكن في السياسة يختلف تعبير وفعل الدولة الرسمية عن تعبير وفعل الجماهير".

بينما أكدت صحيفة "الرياض" أنّ "المملكة العربية السعودية تدعم جميع الخطوات التي اتخذتها وستتخذها الأردن، خصوصًا تلك المتعلّقة بالحفاظ على أمنها وسيادة أراضيها أمام كل من يحاول اختطاف الدولة أو الضغط عليها أو التأثير على قراراتها، لأنها تدرك ما حدث في احتجاجات 2011 عبر استغلال تنظيمات وكيانات للتحديات الجيوسياسية والاقتصادية لزعزعة استقرار الأردن وجعله منطقة مليئة بالصراعات التي تدفعها أن تكون مثلما أصبحت عليه دول أخرى".

أما صحيفة "الأهرام" المصرية، فأشارت إلى أنّ "تل أبيب، رغم انشغالها في إدارة العمليات العسكرية في غزّة، بدأت في تمهيد الساحة الداخلية والإقليمية لاحتمال اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، في مرحلة ما بعد اندلاع الحرب في غزّة، أو بالتوازي معها. وهنا، فإن المسألة لا تتعلق فحسب بمحاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد فترة بقائه في السلطة وتقليص حدة الضغوط السياسية التي يتعرض لها من أجل إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وإنما تتصل أيضًا بتغيّر التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي في مرحلة ما بعد عملية طوفان الأقصى".

كما لفتت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنّ "غالبية سكان قطاع غزة فقدوا أقاربهم على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الحرب الوحشية التي يشنها منذ ستة أشهر والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، كما فقدوا منازلهم ومزارعهم ومتاجرهم ومركباتهم، وحتى ذكرياتهم التي التهمتها نيران القصف الوحشي العشوائي على منازلهم، وباتوا بعد ستة أشهر من حرب الإبادة هذه نازحين في خيام تفتقد أدنى مقومات الحياة الآدمية".

وأوضحت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنه "يسود اعتقاد متنامٍ أن فرصة الهدنة آخذة بالتزايد، إذ لا مفرّ من إيجاد مخارج لكل المآزق، التي يقع فيها الإحتلال، إلَّا عبر اتفاقية، تسمح بوقف النار، وتبريد الجهات، سواء العسكرية أو الإسرائيلية أو الدولية، وإيجاد طريق لنتنياهو للنزول عن شجرة الغطرسة والإصرار على الانتحار ونحر العالم من حوله".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن