اسم «بريك» هو اختصار للدول الأربع؛ البرازيل وروسيا والهند والصين، وقد صاغه جيم أونيل من مؤسسة «غولدمان ساكس» في عام 2001، وذلك أثناء دراسته وصف الأسواق الناشئة في هذه الدول الأربع. وتوقع أونيل أنّ هذه الدول ستصبح في المستقبل أكثر أهمية في الاقتصاد العالمي، وقد تهيمن، مجتمعةً، على الاقتصاد العالمي بحلول عام 2050.
عقد رؤساء دول «بريك» اجتماعهم الأول في يونيو (حزيران) 2009 في مدينة يكاترينبورغ في روسيا، ورفعوا من مستوى التعاون بينهم إلى مستوى القمة. وفي هذا الاجتماع، أعلن الرؤساء تأسيس تكتل اقتصادي عالمي يهدف إلى كسر هيمنة الغرب وإنهاء نظام القطب الواحد الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عن طريق تحسين الوضع الاقتصادي العالمي وإصلاح المؤسسات المالية، وتعزيز التعاون في ما بينها على نحو أفضل في المستقبل.
في عام 2011 انضمت جنوب أفريقيا، رسمياً، إلى هذا التكتل الرباعي، خلال القمة الثالثة للمجموعة، التي عقدت في الصين، وغيّرت المجموعة اسمها إلى كلمة «بريكس» عوضا عن «بريك».
تعتبر مجموعة بريكس من أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، حيث تحقق دول الفريق معدلات نمو اقتصادية عالية وتمتلك موارد طبيعية وبشرية هائلة. ومن أهم أهداف القوى الخمس الناشئة: تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني، تعزيز مكانتها على مستوى العالم، القضاء على الفقر ومعالجة البطالة، التنسيق والتعاون بين دول المجموعة في مجال ترشيد استخدام الطاقة لمكافحة التغيرات المناخية، الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، ومعالجة قضايا مثل الأمن الغذائي العالمي وغيرها. وتسعى دول بريكس أيضاً، إلى زيادة المشاركة والتعاون مع البلدان غير الأعضاء في المجموعة وخارجها، حيث يمكن لهذا التعاون تحسين جودة الحياة للناس في مختلف أنحاء العالم.
كما أنها تسعى إلى إطلاق عملة موحدة بهدف الحدّ من هيمنة الدولار الأميركي على الاقتصاد العالمي، وسوف تناقش هذا الموضوع في القمة المقرر عقدها في جنوب أفريقيا نهاية أغسطس(آب) 2023.
وخلال قمة بريكس التي عقدت في مدينة شيامن الصينية عام 2017، تم نقاش خطة «بريكس بلس» (+BRICS) التوسعية التي تهدف إلى إضافة دول جديدة للمجموعة، وقد أعربت العديد من الدول عن رغبتها في الانضمام إلى المجموعة بما في ذلك السعودية والإمارات ومصر والجزائر وإيران والأرجنتين والمكسيك ونيجيريا وغيرها.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن انضمام السعودية والإمارات والجزائر ومصر لمجموعة «بريكس» يثري المجموعة بما لهذه الدول من إرثٍ حضاري عربي وإسلامي.
تمّ تداول اسم السعودية للانضمام إلى مجموعة بريكس خصوصاً بعدما تعالت خلافات الرياض وواشنطن في ما يتعلق بأسعار وإنتاج النفط. وقد صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده تدعم انضمام السعودية إلى مجموعة بريكس، وأشاد بخطط السعودية لتنويع اقتصادها ومكانتها الرائدة في الأسواق النفطية، ومثنياً على وجه الخصوص على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
أكد وزير الخارجية السعودي أن المملكة تحرص على تطوير التعاون المستقبلي مع مجموعة بريكس من خلال استغلال القدرات والإمكانيات التي تمتلكها المملكة ودول بريكس؛ بهدف تحقيق المصالح المشتركة والازدهار للجميع. وأشار إلى أن الدول الأعضاء في مجموعة بريكس والمملكة تتشارك قيماً أساسية؛ مثل احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتزام القانون الدولي، والعمل الجماعي والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة.
وأضاف وزير الخارجية السعودي بأن المملكة ملتزمة بالعمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وتعزيز الجهود العالمية لتحقيق الأمن الغذائي وأمن الطاقة والتعامل مع الأزمات وسلاسل الإمداد.
إن المملكة العربية السعودية تمتلك اقتصاداً قوياً ومتنوعاً، وتعد مصدراً رئيسياً للنفط والغاز الطبيعي في العالم. وتمتلك، أيضاً، موارد طبيعية أخرى؛ مثل الأسمنت والفوسفات والذهب والنحاس والزنك، إضافة إلى الأراضي الشاسعة التي يمكن استغلالها لتوليد الطاقة الشمسية.
وبالتالي يمكن للمملكة أن تقدم العديد من الفرص الاقتصادية المغرية لمجموعة بريكس، ويمكن أيضاً للمملكة أن تستفيد من وجودها في مجموعة بريكس لتحصين نفسها اقتصادياً وسياسياً، والحفاظ على أمنها واستقرارها في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية المتزايدة. وبالتالي، فإن وجود المملكة في مجموعة بريكس يمثل قيمة مضافة كبيرة وقوّة للمجموعة ويمكن أن يشكل تحولاً تاريخياً في العلاقات الدولية والتجارية.
(عكاظ)